الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

أتَّكِئُ عَلَى الإيمَانِ

  • 23:07 PM

  • 2019-06-14

ميادة سليمان:

يوسفُ يا حبيبي
أخبِرني يا نورَ عيني
يا بسمةَ ثغري
يا هديّةً من الكريمِ ربّي:
أهيَ كفّارةُ اسمِكَ الجميلِ
أن أنتظرَ ريحَ صحوتِك
على قارعةِ الحنين
على مفارقِ اللهفةِ 
وفي كلّ دربِ
آهٍ..
اغتالتني طلَقةُ القهر
نفدَ ملحُ كبريائي
فأرجوكِ أيّتها الحياةُ 
قدّمي للحزنِ طعامًا آخرَ
غيرَ قلبي! 
يوسفُ بُنيَّ استفِقْ
من غيبوبة الموت
أرجوك
لا يغرينّك النّوم الطّويل
فتتركنا أمواجَ الوجعِ نصارع
تشدّك الحياةُ بيدك اليمنى
يشدّك الموتُ بيدك اليسرى
وقلبي ما بين الاثنين ينازع
أرجوك استفِقْ
كتبك.. دفاترك.. أقلامك
أخطّ بها وجعي اليوميّ
مالي أراهُ أصفرَ
أخانَ لونَهُ الأزرقَ
قميصُكَ المدرسيّ
أم خانتني عيناي!
ملابسك.. ساعتك.. عطرك
يحاصرون ذاكرتي 
غُرَفُ المنزلِ شاحبةٌ معتمةٌ
أين يوسفُ ينيرها بوجهِه الملائكيّ؟
السّاعةُ المصلوبةُ على الجدار
كلّ دقّاتِها تقول:
يوسف.. يوسف.. يوسف
وقلبي المصلوب بين الحياة والموت
كلّ نبضاته..
كلّ خفقاته صارت:
يوسف.. يوسف.. يوسف
أسندُ روحي المتضعضعة
وكي لا تنهار
أتّكئُ على الإيمان
أرتّل القرآن
فتُبكيني سورةُ يوسف
يحينُ موعدُ الإفطار
فأشربُ
ويظلُّ قلبي ظامئًا لزمزم عينيكْ
وجوهُ رفاقِك حزينةٌ
النّسوة اللاتي أحببنَ براءتك 
كنّ يسعدن بتحيّةٍ منك
وتزغرد نفوسهنّ لبسمة شفتيكْ
جئنَ يواسينني
قطّعنَ أيدي الشّوق وبكَين
فواسيتهنّ
أنا الّتي غلَّقتُ أبواب البيت
بوجه الصّبر
قلتُ: هيهاتَ تخرجُ من هنا!
أرجوك بنيّ
مظلمٌة أيّامي
وأنت الفجر
أرجوك بنيّ
تمسّك بثوب الحياة
أنا لم أعد أحتمل..
يجلدني الوجعُ فأصرخ صمتًا!
يطعنني الشّوقُ فأنزف صبرًا!
أرجوك بنيّ
أشرِقْ على شرفاتِ انتظارٍ
أضناها الغروب
يسألني دانيالُ:
أين أخي يُصلحُ درّاجتي؟
فتختنق رغدُ بدموع الالتياع
وأبوكَ.. آهٍ
سبحان من أعطاهُ صبرَ يعقوب!
أرجوك بنيّ
ماذا أقول للعيد
إن جاء يطرق بابي؟
أأقولُ له:
أخطأتَ العنوانَ.. المكانَ.. الزّمانْ؟
وأنا الّتي اعتدتُ
أن أنحرَ البشاشةَ لهُ
وأسكبَ له كلّ كؤوسِ التّرحيب؟
اليومَ..
كؤوس بهجتي حطّمها الفقدانْ
اليومَ..
ماعندي زادُ فرحٍ أقدّمهُ
إذا جاء 
وحلوى حنيني بطعمِ الحرمانْ
أرجوك بنيّ
تسأل ورود الشُّرفة عنك
تبكي عصافيرٌ
باتت تنقر حبوبَ الخيبةِ مُذ غبتْ
وتترك رسائلَ اشتياقٍ
في بريد اللوعة:
" كفاكَ نومًا، أما سئِمتْ؟"
في كلّ يومٍ أعانقُ صوتك
فأجِدُني
أعانقُ السّراب!
أرجوك بنيَّ عد إلينا 
تحاصرُنا جيوشُ الغياب
أرجوك بحقّ الأنبياء والأولياء
والقدّيسين والصّالحين والمؤمنين
حارب لأجل الحياة
حارب لأجلنا..
لأجل مستقبلٍ جلس ينتظرك
على رصيف الأمل
وأنتَ أيّها الانكسار
زُر روحًا غيرَ روحي
فلا سريرَ عندي لعابري اليأس!
أنا الّتي أرنّم كلّ صباحْ
سيجيء يوسفُ
ويسجدُ له
أحدَ عشرَ ألفَ جيشِ اشتياقٍ
ونبضٍ.. وخفقٍ.. وقُبَلٍ
وكلُّ كواكبِ الأفراحْ

.

كلمات دلالية

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات