ليلة عشاء

سمر عاموري*:

طرقت باب الرجاء
ارتد صدى قبضته الرخوة
بنبض مكسور سجين
على صهوة كرسي هزاز نصف انتظار
اصبح اكثر اتساعآ حرف النون !!
إحدى وأربعون هذيان
أفتش بين لفافات 
التبغ ومنفضة الجنون!!
عن مقص ملعون سرق تفاصيل جسدها 
المضموم بآخر قصائدي!!
ابحث عن مولودة بكر انجبت تحت المطر!!
عن رصيف عاري الا من قبلة لحمرة شفاه
منقوشة ب كأس آخر النساء بسكرة الموت!!
....
يزحف الليل
يجثو على ركبتيه
يمسح الغبار عن قهوتي
عن اسطح المرايا
يتسكع بما تبقى من عطرٌ 
فرنسي على زندي لراهبة
تشعل على مذبح عشقها 
من كانون زيتها ابخرة التوبة!!
تفكُ أزار الدهشة تزلق اللسان 
من سيجاري المتعب من بقايا حياة
لتخبرهم انها ستمطر غدآ
وإني بالعشق غارق بقميصي وأدعي النجاة
ب إمرأة قدت من نرجس
لولبية تملك سري كلما رقصت
يهزمني صوت الخلخال
تجمع غباري تحملني تحت ابطها تعويذة
أتلاشى بجلدها قطرة ماء!!
فأنا بالحب شهيد ولااجيد الثرثرة
اقسمت أني لن اغوي انثى بعدها
لأن حبيبتي عن قلبي نائية
اتخذت من الشعر قافية
من القصائد شاطئ نجاة
لاتحزني قديستي إني معك
...

ثالوث عشقي ربيبة شعري
أمي والوطن !!
لاتوقظوا صدرها
غادرتني
لترتب جرار البكاء
ساقشر اغصان المطر 
واطلق العصافير
من اعشابي الخضراء
لتحط على أقماح ثغرها
ارسمها بين ريشتين
تعانقني حافية الحنان
اعلم انها تشتاقني
تحمل في صدرها سنبلة صبر !!
تشوي ب برودة شفتيها حبة الكستناء
ثائرة تسقطني من عروشي
وتبعثني من بين الرماد جذوة قمر!!
....

* سورية :