الخميس 18 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الرئيس يستطيع اعادة الاعتبار لنفسه والقضية

  • 03:12 AM

  • 2019-05-25

مصطفى ابراهيم:

بحسب المصادر الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي وضع تقديراته بأن السلطة الفلسطينية لن تتراجع عن رفضها للورشة الاقتصادية التي ستنعقد في البحرين نهاية شهر حزيران/يونيو القادم، والتي تعتبر المرحلة الاولى من صفقة القرن، ومن غير المتوقع ان تتراجع السلطة عن رفضها للصفقة.
ويجمع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أن السلطة الفلسطينية ستبدأ بالانهيار الاقتصادي بعد شهرين أو ثلاثة شهور، والسبب الرئيسي هو الخلاف مع إسرائيل حول مواصلة السلطة دفع مخصصات لذوي الشهداء والأسرى، و حسم مبلغ 40 مليون شيكل شهريا من أموال الضرائب التي تجبيها للسلطة، ما أدى إلى تقليص نحو 600 مليون شيكل شهريا من ميزانية السلطة، واضطرت السلطة إلى دفع نصف رواتب الموظفين.
ووفقا لما ذكرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الرئيس محمود عباس يرى نفسه في مواجهة هجوم ثلاثي الولايات المتحدة وإسرائيل وحركة حماس، بعضه منسق ويهدف إلى منع تحقيق حل الدولتين، فالولايات المتحدة قلصت بشكل شبه تام المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين، وحتى تلك التي تمر عبر الوكالات الدولية. وبنظره، فإن الولايات المتحدة تعرض الآن "السلام الاقتصادي"، بدون حل قضية القدس والحدود، وتحاول فرض الفصل الدائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأن الرئيس عباس يعتبر أن إسرائيل تمس به اقتصاديا بسبب أزمة الأسرى، وتواصل البناء في المستوطنات، وترفض الحوار السياسي وتتحين الفرصة لضم أجزاء من الضفة الغربية بعد فشل صفقة القرن. كما يعتقد أن حركة حماس تقيم دولة في قطاع غزة بـ"موافقة أميركية إسرائيلية صامتة"، ويعتقد أيضا أن عددا من القادة العرب في المنطقة يدعمون خطة ترامب.
وجاء أيضا أن تقديرات الجيش تشير إلى أن عباس متمسك بسياسته وتوجهه للصراع، ويرفض أي اقتراح لتسوية تسبق عرض صفقة القرن، باعتبار أن الوقت غير مناسب للمفاوضات، وأن أي تنازل عن كل ملليمتر سيقود إلى منحدر يتم في نهايته فرض "السلام الاقتصادي" على السلطة ودفن حل الدولتين.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التنسيق الأمني بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والاسرائيلية في الضفة الغربية ظل مستمرا، وعاين الجيش الإسرائيلي تراجعا طفيفا في الجاهزية لمواصلة التنسيق في حوادث موضعية.
إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية لا تزال تعتقل مشتبها بهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، وتعيد مواطنين إسرائيليين سالمين بعد أن دخلوا عن طريق الخطأ إلى مناطق السلطة".
الرئيس عباس يصرح جهارا رفضه صفقة القرن ويرفضها من الباب للمحراب، غير ان مواجهته صامتة ومن دون أسنان، ولم يتخذ قرارات جوهرية حقيقية بمواجهة صفقة القرن وخطرها الكبير على القضية الفلسطينية في ظل انقسام حاد وحتى من دون مقاومة سلمية ولم يضع الناس في جوهر رفضها وأدوات مواجهتها والجميع يدرك مخاطرها. 
ويضع حركة حماس في صف اسرائيل والولايات المتحدة ويتهمها بالتساوق مع اسرائيل وأمريكا وبشكل منسق لتمرير صفقة القرن ويهدف إلى منع تحقيق حل الدولتين. ولا يزال ايضا ينسق مع اسرائيل امنيا، وهناك تواصل واجتماعات مستمرة بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين ومفاوضات حول اموال الضرائب، في حين يرفض تماما اللقاء مع حماس ولا يزال متمسك بشروطه بتمكين الحكومة في غزة من الباب للمحراب وفقا لاتفاق القاهرة ٢٠١٧.
الرئيس عباس لم يقدم للفلسطينيين حقيقة العلاقة بين حماس والولايات المتحدة والتنسيق بينهما، اذا لديه معلومات لا يعلمها الناس، قلها! او اخبر الفصائل الفلسطينية شركاؤك في منظمة التحرير الفلسطينية الشاهد والشريك على تعميق الانقسام وفقا لرؤية الرئيس عباس، اخبرهم بتلك الحقيقة؟
الرئيس يفضل الصمت والانتظار ولم ينفذ قرارات المجلس المركزي بقطع العلاقة الاقتصادية مع اسرائيل ووقف التنسيق الامني. ولا يزال معلقا اماله بالعودة للمفاوضات وفقا لحل الدولتين الذي دمره نتنياهو وتخلى عنه كليا ولم يقدم غير مشروع السلام الاقتصادي وهو مستمر في تهويد القدس وغول الاستيطان الذي يلتهم الضفة الغربية، والتهديد قائم بضم اجزاء من المناطق "ج" لاسرائيل.
حديث الاجهزة الامنية الاسرائيلة عن انهيار السلطة هو من اجل دفع المستوى السياسي الاسرائيلي للتراجع عن قرار خصم اموال الضرايب والحفاظ على السلطة، فاسرائيل لن تسمح بانهيار السلطة الفلسطينية لانها مصلحة اسرائيلية، وكذلك الرئيس لا يفكر بحل لسلطة ولا يزال مستمر في تعزيز العلاقة مع اسرائيل امنيا واقتصاديا ويفرض عقوبات على قطاع غزة ولم يتخذ اي خطوة حقيقية بصفته رئيسا لمنظمة التحرير بفتح حوار وطني واعادة تقييم لتجربة الفلسطينيين خلال العقود الثلاثة الماضية. ولم يتخذ خطوات لانهاء الانقسام بادوات غير تلك التي اتخذها عبر فرض العقوبات على قطاع غزة واثبتت فشلها، عدا عن انها اهانت الشعب الفلسطيني في القطاع وجردته من كرامته وإنسانيته، وزعزعت الثقة بالقيادة ومصداقيتها في التحرر من الاحتلال، وساهمت في تدمير مقومات صمودهم ومقاومتهم للاحتلال وصفقة القرن، ولم يعد تمتلك السلطة والناس سوى الانتظار والصمت وترديد الشعارات. 
سيادة الرئيس حالنا في تدهور مستمر ولم يعد الشعب يقوى على الاحتمال وفقد صبره وبصيرته والاحتلال ماض ومستمر في مشروعه ويسير بسرعة وقطار مشروعنا فقد سكته وبوصلته، وانت الوحيد القادر على توحيد ما تبقى من وطن في الضفة وغزة، ولم شمل الشعب الفلسطيني فاتت الوحيد القادر على ذلك، واعادة الاعتبار للقضية والمشروع الوطني، ولنفسك كقائد حقيقي ينصفه التاريخ حتى لو جاء ذلك متأخراً.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات