الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

سميحة خريس:

مشروعي الأدبي ركيزته الأساسية الحرية

استخدام السلاح في مواجهة الفكر دليل ضعف

  • 22:13 PM

  • 2016-10-08

القاهرة - " ريال ميديا ":

الروائية سميحة خريس ليست فقط إحدى أهم الروائيات في الأردن، بل واحدة من أهم المبدعات في العالم العربي، فقد قدمت منجزاً أدبياً يقف أمامه النقاد طويلاً بالفحص والدراسة.

صدر لخريس العديد من الروايات منها "رحلتي"، "المد"، "شجرة الفهود"، "القرميّة"، "خشخاش"، "دفاتر الطوفان"، "الصحن"، "نحن"، "يحيى"، و "فستق عبيد"، كما صدر لها العديد من المجموعات القصصية منها "مع الأرض"، "أوركسترا"، وتجربة في أدب الرحلات في كتاب "على جناح الطير".

وحصلت على العديد من الجوائز ومنها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، وجائزة أبو القاسم الشابي من تونس، وعلى جائزة الفكر العربي للإبداع العربي عن مجمل التجربة، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية من الأردن، وقلدت وسام الحسين للتميز والعطاء من الأردن.

في زيارتها الأخيرة للقاهرة التقى 24 الروائية الأردنية سميحة خريس وحاورها حول مشروعها الأدبي، وافتتاح سلسلة الإبداع العربي بالهيئة المصرية العامة للكتاب بأحدث رواياتها "فستق عبيد".

كيف ترين افتتاح روايتك "فستق عبيد" لسلسلة "إبداع عربي" بالهيئة المصرية العامة للكتاب؟
شعرت بسعادة كبيرة، حين تم اختيار روايتي "فستق عبيد" لتكون افتتاحية سلسلة عربية تصدر من مصر بالتحديد، فالتعامل مع مصر والتواجد في مصر يعني التواجد في المركز الثقافي للعالم العربي، وتعتبر سلسلة "إبداع عربي" عودة للتواصل المصري العربي في مجال الثقافة، ومطمح لأي كاتب عربي أن توجد أعماله في مصر، وهذا ما شجعني للتعامل مع هذه السلسلة.

صدر لك حديثاً رواية "فستق عبيد" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، هل ترين أنها فرصة لوصول إبداعك للقارئ المصري بصورة أكبر من السابق؟
رغم صدور روايتين لي من قبل في القاهرة مع دارين من دور النشر الخاصة منذ سنوات، لكن أهمية سلسلة "الإبداع العربي" التابعة لهيئة الكتاب المصرية، أنها تتوجه للقارئ بسعر منخفض مما يتيح وصولاً أوسع للقارئ الذي لم يعرف بعض الكتاب العرب، فمعظم الكتاب العرب لهم تواجد في القاهرة، لكن دائماً ما توجد مشكلة في أسعار الكتب وتوزيعها ورواجها، السلسلة محاولة جيدة جداً لاختراق هذه الناحية. 

ماهي ملامح تجربتك الروائية الجديدة في "فستق عبيد" ؟
هذه التجربة هي عبارة عن محاولة للخروج من الأزمة التي تعالجها رواية "فستق عبيد"، وهي أزمة الرق بالتحديد، وعرضها من مختلف الجوانب، وإلقاء المسؤولية ليس على جهة واحدة تتعامل كانت بهذا الرق، ولكن بإلقاء المسؤولية على معظم الحضارة البشرية التي مارست هذا النوع من العبودية للإنسان، بدءاً من السودان خروجاً عبر البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى البرتغال، هي رواية نوعاً ما تاريخية لكن تتوخى الربط بين هذا الماضي المؤلم وما تبقى من ذيوله وآثاره في الحاضر.

حصدت العديد من الجوائز المحلية والعربية، ورُشحت أعمالك لجوائز منها "البوكر" وتصفيات جائزة الشيخ زايد للكتاب، كيف تنظرين للجوائز ومدى أهميتها للكاتب؟
لا أتصور لا أنا ولا أي كاتب جاد أنه يكتب وفي ذهنه الجائزة أو تكون هدفاً له، ولكن تأتي الجائزة تحصيلاً كنوع من الاعتراف بما قدمه ونوع من الشكر على ما قدمه وإلقاء الضوء على تجربته، أنا اعتقد أن الجائزة إن كانت تضيف فهي تضيف فقط عملية التكريم، كما أن الجوائز لها مخاطر ومحاذير على الكاتب لأنها قد تصيب البعض بوهم الوصول إلى خط النهاية، وفي الأدب ليس هناك خط نهاية.

لماذا اخترت إقليم دارفور ليكون مسرحاً لأحداث لروايتك "بابنوس" لتجسيد الوجع السوداني؟
عندما كنت أكتب رواية سابقة باسم "يحي"، لفت انتباهي أكثر من مرة في التاريخ والوثائق وجود وصف لسوق العبيد، وكنت درست في السودان التاريخ الأسود لتكالب العالم كله للمتاجرة بالبشر وبالرقيق، وهي موجودة في التاريخ البشري بشكل عام وليس التاريخ العربي فقط، وللأسف وجدت أن هذه القضية لا تزال قائمة بصور مختلفة وتخريجات وأسماء متنوعة والكل ضالع فيها بصورة أو بأخرى، ونظراً لأني معنية بقضية الحرية في الأونة الأخيرة، وبدأت بالتفكير في الحرية الفكرية، فمعظم أنواع الحرية مصادرة، حتى حرية الإنسان وملكيته لنفسه أن يصبح شيئاً يمكن تملكه، وهذا من أخطر أنواع العبودية، وقد ساعدتني أيضاً دراستي في السودان والبحث في هذا الموضوع لتتجمع لدي أركان الحكاية في دارفور، إضافةً إلى الوضع الحالي الذي يعاني منه إقليم دارفور سياسياً واقتصادياً.

وماذا عن إهداء "بابنوس" للمبدع السوداني الطيب صالح؟
أؤمن دائماً أن كل كاتب لابد أن يكتب عما يعرفه وعما بحث فيه، فأنا أتيت من الأردن لأدخل إلى المجتمع السوداني لأكتب عنه، فكان علي أن استأذن الطيب صالح في اقتحام عوالمه واقتحام هذا الجانب من المكان العربي، لأني أدخل على مكان قد يبدو أني لا أعرفه رغم عدم إقدامي على كتابة أي رواية إلا بعد البحث المستفيض عنها، فوجدت أني أحب قبل دخول هذا العالم أن أطرق باب قامة كبيرة وهو الطيب صالح رائد الكتابة الروائية بالسودان.

كيف ترين تجربتك في أدب الرحلات في كتابك "على جناح الطير"؟
أنا دائماً أكتب الرواية، إلا في كتابين أحدهما "على جناح الطير"، لكني لا اعتبره أدب رحلات بالمعنى المتعارف عليه، فهو أقرب إلى سيرة المدن التي عشت في بعضها وعايشت أهلها، ورأيت كيف تنمو المدينة وتتغير ملامحها، فهذا يعد تأريخاً للمدن أكثر منه أدب رحلات.

كيف تنظرين لحضور المكان في رواياتك بشكل كبير؟
أعتقد أن المكان أحد الأبطال وعمود رئيسي من أعمدة الرواية، لأن المكان يعيد تشكيل الإنسان، هناك تأثير متبادل بين الإنسان والمكان، إذا تم التغاضي عن المكان وتأثير وجوده، فلاشك أن هذا سيضر بالنص الروائي، المكان يثري الحكاية، ونحن كروائيين معنيين بأن نحفظ أماكننا التي ستتغير وستختلف وقد تنسى في المستقبل حتى القريب منه، لذلك أرى المكان بطل من أهم أبطال رواياتي.

هل تعمدين لتوظيف "سيرتك الذاتية" في أعمالك؟
لاشك، لا يوجد كاتب يستطيع أن يهرب تماماً من سيرته الذاتية في كتاباته، كل ما نكتبه هو بعض معرفتنا والمعرفة تأتي من تجارب الحياة المختلفة، فهناك الكثير من أفكاري ووقائع حدثت معي، لكني لم أكتب سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه، لكن يوجد الكثير من سيرتي الذاتية داخل كتاباتي الأدبية.

قدمت الرواية التاريخية في رواية "يحي"، فما هي صعوبة الكتابة التاريخية مقارنة بغيرها؟
صعوبة الكتابة التاريخية أن الكاتب يقفز من زمنه إلى زمن بعيد ويراه ويحكم عليه بالرؤية المعاصرة، ولاشك أن هذا هو المطلوب، فليس معقولاً أن أذهب من القرن الواحد والعشرين إلى القرن الرابع عشر مثلاً لأفكر كما كان مطروحاً، فأنا أقدم رؤيتي المعاصرة في هذا التاريخ من خلال ربط الماضي بالحاضر، هذا الالتباس عسير ويجب أن يكون الكاتب حذراً جداً لتلمسه وفهمه، كما أن الكتابة التاريخية تحتاج للكثير من البحث والدراسة، فلايمكن أن تؤخذ بالاستسهال من خلال الاعتماد على الذاكرة، لكن تحتاج إلى دراسة عامة للزمان الذي تريد أن تنتقل إليه لتحضره إلى زمانك.

لماذا العودة إلى التاريخ في رواية "يحي" للدفاع عن قضية الحرية؟
أردت في رواية "يحي" أن أقول بنقاش قضية الحرية الفكرية وهي تتعرض للاضطهاد والنفي والإعدام، أنه ليس جديداً ما يحدث اليوم، بل بدأ منذ زمن طويل، كل من يفكر، كل من يختلف يعرض نفسه للمحاسبة سواء من السلطة السياسية أو السلطة الدينية، كان هذا في الماضي ولا يزال يحدث حتى الآن.

كيف ترين المشهد الأدبي الأردني؟
أنا متفائلة جداً بالمشهد الأدبي الأردني، وأعتقد أن النتاج الذي تقدمه أكبر من الساحة الأدبية في الأردن، ولكن يتم تقديم هذا النتاج بصورة فردية بين المبدعين الذين يقومون بمشاريعهم الخاصة بممارسة الكتابة منفردين ويقدمون تجارب ناضجة وواعية جداً لا يدعمها أو يجمعها مؤسسة تقوم بالدعم سواء في النشر أو التعريف أو الإعلام، هم يتحركون بشكل فردي لتقديم منجزهم الخاص داخل المنجز العربي بشكل كامل.

ما رأيك في اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر مؤخراً، وكيف للأدب أن يواجه التطرف بكل أشكاله؟
أنا ضد أي نوع من أنواع العنف خصوصاً، وصولاً إلى القتل، الذي يملك القوة عليه أن يحاور الفكر بأدواته، القلم بالقلم والفكرة بالفكرة، أما أن تستخدم السلاح في مواجهة الفكرة فهذا يدل على الضعف، ويدل على تراجع إنساني وأخلاقي وفكري في معالجة أمورنا، لاشك أن هذه القضية قضية صادمة في الأردن، وإن شاء الله تكون آخر سلسلة الاستهداف لمفكرين ومبدعين، وأن ندخل في حوار حقيقي لا يتطلب هذه الطريقة العنيفة والمشينة في حل إشكالاتنا، وعلى الأدب أن يقدم قدراً من الوعي والتنبيه للمجتمعات لمواجهة التطرف ودحض هذه الأفكار من خلال الأعمال الأدبية بعيداً عن المباشرة.

هل تعاني القصة القصيرة من أزمة في الوقت الحالي؟
القصة القصيرة تعاني من فائض في الإنتاج بالعالم العربي، وهذا الفائض يطرح سؤالاً حول الجديد فيها، فالقصة القصيرة تحتاج إلى ومضة شديدة التكثيف، تحتاج إلى تغيير وإضافة، ولا أحب مقارنتها بالرواية، هذا فن قائم بذاته وعليه أن يواجه تحدياته الخاصة بعيداً عن منافسيه سواء الرواية أو الشعر، فحين أطالع مجموعات قصصية أجد قصة أو اثنتين تتوافر فيهما هذه الشروط وتقف أمامهما أما باقي قصص المجموعة فستجدها لا تأتي بجديد، قد يكون هناك مجموعات قصصية صدرت أخيراً جميعها تستحق الإشادة لكني للأسف لم أطلع عليها.

ماهو جديدك؟
لا أنتهي من عمل أدبي، إلا ويكون عمل جديد يدور في ذهني، البعض يعتبر هذا مشكلة لكني لا أعتبره مشكلة مطلقاً، فأنا لازلت معنية بالحرية، لكني أفكر الآن في أهمية وقيمة الجمال، فقد يخرج عمل روائي عن هذا، كما صدر أخيراً بعمان كتاب "خرابيش الحرف على الروح"، وهو كتاب عن التأمل في تجربة الكتابة، عن أزمة الكتابة ومباهجها.

24 - أحمد على عكه:

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات