الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الكاتبة/ منال دراغمة:

اكتسبت أدوات اللغة ومفرداتها الخاصة التي صقلت صورها الشاعرية

  • 02:26 AM

  • 2016-04-17

غزة  - " ريال ميديا":

حاورها أسامة حسونة: 

أشبعت نهم روحها وعقلها بالقراءة المكثفة؛ لكتاب وشعراء عرب ،، قرأت الأعمال الكاملة للكثيرين ، هبطت بروحها في حواشي جبران خليل جبران للعمق الذي تحمله كتاباته،، قرأت في الأدب الإنجليزي والأدب المعاصر، وفي الفلسفة وعلم النفس وغيرها الكثير من المواضيع التي تستهوي ذائقتها ، الكتابة  بالنسبة لها موهبة تعملقت في ذاتها، وتطورت حتى اكتسبت أدوات اللغة ومفرداتها الخاصة التي صقلت صورها الشاعرية شيئاً فشيئاً ، الأحلام لها هي الصديقة الخفية التي تساندها،رغم أنها ولدت خارج حدود الوطن لكن حبها للوطن وتشبثها بجذور أجدادها جعلها تحلم بالوطن لترسم خارطته بوحي قلمها الذهبي وفكرها الإنساني المبدع بجوهره ومضمونه لتكون شخصيتها وتجعل من موهبتها جسورا للعودة والحرية ، إنها الكاتبة صاحبة لقب " سيدة الليلك " منال دراغمة .

فكان لنا معها لقاء وحوار :

- بداية حدثينا عنكِ ؟ كيف كانت البدايات ؟ وبمن تأثرتِ في كتاباتك ؟؟ وكيف استطعتِ أن تمزجي ما بين تخصصك و كتاباتك الأدبية ؟؟

منال دراغمة فلسطينية مولودة بمدينة عمان نشأت وترعرعت بين حقول القمح في طوباس الريفية بلد أجدادي، أتممت تعليمي الجامعي في مدينة نابلس_جامعة النجاح الوطنية تخصص علوم اجتماعية وأساليب تدريس،، اعمل في مدينة جنين -الجامعة العربية الأمريكية موظفة مشتريات،، من بين هذا التناقض والخليط نمت موهبتي في الكتابة منذ الطفولة بعد أن أشبعت نهم روحي وعقلي بالقراءة المكثفة؛ لكتاب وشعراء عرب ،، قرأت الأعمال الكاملة للكثيرين وهبطت روحي في حواشي جبران خليل جبران للعمق الذي تحمله كتاباته،، قرأت في الأدب الإنجليزي والأدب المعاصر، وفي الفلسفة وعلم النفس وغيرها الكثير من المواضيع التي تستهوي ذائقتي. الكتابة موهبة تعملقت في ذاتي، وتطورت حتى اكتسبت أدوات اللغة ومفرداتي الخاصة التي صقلت صورها الشاعرية شيئاً فشيئاً. وبدأت النشر في الصحف أيام الدراسة الجامعية،وبعدها تابعت النشر في المنتديات والمواقع الإلكترونية، وحاليا عضو إداري في منتدى الواحة الدولية للفنون والآداب التي يترأسها الفنان الدكتور خالد نصار ومعنا مجموعة بارزة من مبدعي الحرف وتضم مجموعة كبيرة من قامات الأدب والشعر والفنون في الوطن العربي وهي المنتدى الوحيد الذي انشر عليه أعمالي الأدبية بالإضافة للمجلات والجرائد الإلكترونية وصفحتي الخاصة على موقع فيس بوك واعمل حالياً على إعداد مسودة كتابي الأول الذي سينشر قريباً بإذن الله.

كتابات كتابنا مستوحاة من معاناة شعبهم ؟؟ تحمل في طابعها كل معاني الألم والتشرد والنزوح والمأساة بكل ما تحتويه من معنى ؟؟ فإلى أي مدى كانت كتاباتك معبرة عن الواقع الفلسطيني ؟؟

الكاتب مهما أبدع في التقمص لا ينسلخ عن واقعه، والثقافة الفلسطينية التي تقوم على عشق الأرض انغرست فينا منذ بدء الحضارة الكنعانية،،لاشك أن هناك اختلاف وتطور كبير في نهج الأدب الفلسطيني في فترة ما بعد النكبة إلى يومنا الحاضر،، حيث وضعت بصمة كبيرة كتابات غسان كنفاني وتركت اثر الفراشة العميق أشعار محمود درويش التي تفردت في وصف خبزنا وقمحنا وقضيتنا بإحساس ثائر. بالنسبة لكتاباتي لن تغادر رحم المعاناة ولكنني أركز كثيراً على موضوع التشرذم الفكري الذي وصلنا له للأسف والتغيرات التي أحدثها تجبر الاحتلال وإفرازات الانقسام داخل المجتمع الفلسطيني والتي أثرت سلباً .

هل يمكن أن تحدّثينا عن الأدب العربي ، ومدى تأثر أدبائنا الكتاب به؟ وكيف تقيمين بين الأدب المعاصر والأدب في الأزمنة الغابرة؟

الأدب العربي غني جداً فنحن أصحاب لغة جميلة صعبة سهلة متناغمة مع الطبيعة نشأت في الصحراء هامت فوق البحر وحلّقت في سماء الأدب فلكل عصر جماله وإبداعه،لا نستطيع تجاهل العصر الجاهلي ومكنوناته الثرية ولا التجاوز عن مرحلة الإسلام وانتشار الرسالة العظيمة وما حملت تلك الفترة من أدب خاص،، مروراً بالأمويين والعباسيين حتى انهيار الدولة العثمانية إلى دويلات ومعها انقسم الفكر والأدب وظهرت أقلام تُبرز قضايا المجتمع وآفاته وأقلام الفكر السياسي والمتطرف ومن الطبيعي أن يكون الكاتب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأدب العربي في كل حقبة زمنية، حيث تفاعل وترك الأثر الكبير في المحافل الأدبية محلياً ودولياً.

كيف اثر الانقسام الفلسطيني الفلسطيني على واقع الأدب الفلسطيني وعلى كتابه ؟؟ كيف ترى الكاتبة منال دراغمة واقع الكتاب الذين برزوا مؤخرا في الساحة الفلسطينية ؟؟ الأدب الفلسطيني امتداد للأدب العربي ؟؟ ما رأيك في ذلك ؟؟

الانقسام للأسف حقيقة قائمة ولكنها لن تدوم،، هو إفراز مؤلم للاحتلال وعلينا أن ندرك أنه انقسام حزبي حتى ولو أثر قليلاً على نسيج المجتمع الفلسطيني،، فداخل الأسرة الواحدة قد يختلف الأخوة بالرأي والتوجه والحقيقة الكبرى التي لن ينساها أحد ان هناك خطر العدو يداهمنا في كل لحظة وعلينا أن نوجه أقلامنا لكتابة حقيقة ما نعيشه على يد المحتل وجرائمه ضد شعبنا،، لكن للأسف لكل فعل رد فعل وبرأيي أن ظهور بعض الأقلام السامة لدى جميع الأطراف أدت إلى توسيع الفجوة والخلاف ولأننا نعيش عصر الصحافة الإلكترونية مما يعني وصول المعلومة بشكل أسرع للفئة المستهدفة وهم صغار السن والمراهقين الذين يعيشوا بسهولة أي تجاذب فكري وبسبب تأثير بعض الأقلام التي يقودها التعصب أيضا كل هذه أسباب أدت إلى التناحر والتنافر الفكري الحاصل الآن. على الرغم من كل هذا الانزلاق في وحل الانقسامات أنا متفائلة جدا بالأقلام الشفافة وأصحابها الذين آثروا مصلحة وقيم المجتمع الفلسطيني الواحد وقضيته العادلة وتناولوا بأقلامهم توجيه الضوء على الحق،بعيداً عن أي خلاف فكري أو حزبي. والساحة الأدبية تتسع للجميع ولكن برأيي البقاء للقلم الناصع الذي يخط ما يثري به القلوب والعقول بعيداً عن أي تملق أو حشو يُطيح بأهمية المضمون.

الكاتب جزء لا ينفصل عن المجتمع الإنساني ؟؟ كيف تفسرين ذلك ؟؟

الكاتب ابن بيئته ولا يجوز أن ينفصل عن مجتمعه ويعيش فقط مخمليات ما يجود به خياله،، يمكن أن يُحدث توازن بين مخيلته وواقعه وممكن أيضا أن يعبر بفيض إحساسه عن واقع مجتمعه وابسط مثال جميعنا تأثرنا بكتابات نجيب محفوظ وما نقله من صور عن طبقات ونسيج المجتمع المصري .

المرأة غالبا ما تستحوذ فكر الكاتب وخاصة الشاعر في كتاباته فهل كان لها حضور في كتاباتك ولماذا ؟؟

المرأة ملهمة في كل العصور وهي الرمز للملاحم التاريخية و أيقونة الجمال التي هام بهاء الشعراء في قصائدهم على مر العصور ،والكثير من الروايات الخالدة جسدتها امرأة وكتبتها أيضا امرأة.. لذلك أنا أكتب عن المرأة بعمق التفاصيل وأكتب كذلك عن الرجل بإحساس المرأة،، لا فرق عندي فالمرأة حاضرة في كتاباتي كيان متوحد مع الرجل لا افصل بينهما. وكيف و متى يفقد الكاتب مصداقيته ؟؟ الكاتب مؤثر جدا بحرفه والأوفى أن يبقى متفرد بعيداً عن رياح السياسة والدين لأنه قد يفقد مصداقيته إذا اعتلى منابر الأحزاب.إلا إذا تناول مواضيع هادفة دون أن يمثل فكر سياسي أو حزبي و جميل أن يتحدث بالقيم الدينية والسلوكية ولكن من الخطر على الكاتب أن يوظف الدين في خدمة فئة معينة أو تحقيق مصلحة معينة. ويفقد بريقه أيضا إذا كرر نفسه في كل مرة يكتب بها.. وإذا انسلخ عن القيم والأخلاق مستغلاً حرفه لحقن المجتمع بآفات فكرية تتنافى تماماً مع ثوابته وأخلاقياته.

ما هي أهم المحطات أو المنعطفات التي تعتقدين أنها ساهمت في تشكيل وبلورة هويتك الثقافية؟

خبرات الحياة المختلفة والعمل الإداري وتجدد الأفكار والتعلم من المواقف وحب التجربة مع التأمل جميعها ساهمت في تشكيل هويتي الثقافية ولازلت بالصفحة الأولى.. ففي كل يوم أتعلم والفشل بالنسبة لي بداية وليس نهاية ، الكاتب يجب أن يحمل قلب شجاع وروح محارب ليستمر ،، وأنا نشأت في بيئة صحية منحت الفتاة حقها بالاختيار وعائلتي هي اكبر داعم لي في كل اختياراتي وأول من يصفق لي.

ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودين تحقيقها في بلدك بشكل عام، والتي ترنين لها وتحلمين بتحقيقها؟؟؟

الأحلام هي الصديقة الخفية التي تساندني،فأنا أعيش على مبدأ" لديّ حلم" وأول حلم نتشارك به جميعنا أن ننعم بحرية في وطننا وتتلاشى كلمة محتل من حياتنا وواقعنا وننتقل بين أرجاء الوطن فلا فرق بالمسميات ولا بالمسافات بين غزة ونابلس وحيفا، ، وأيضا أحلم بالسفر بلا حدود،، وحلمي الخاص أن تصدح كتاباتي يوماً ما و تتناقلها الأجيال..

كلمة أخيرة ؟

كلمة شكر وأمنية،، ختاما أقول المسافات الجغرافية لا تعني شيئا أمام عمق المسافات القلبية والحلم كلما ابتعد اقترب أدعو بحرفي أن يحفظ الله الوطن قلب الحب النابض فينا فأجنحتنا ما زالت تطير ولن تنكسر وسنحلق دوما في فضاءات الكلمة الحرة نبعث فيها ارق الدعوات إلى غزة الحبيبة والى شتاتنا الأصيل والى ضفتنا الغالية والى داخلنا المتجذر فينا و أن يحمي الله الوطن وأبنائه المخلصين أصحاب الكلمة والعمل المخلص ..

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات