الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

وكان اسمها سوريا”

طائر حلق بجناحي ماجدولين الرفاعي في سماء الحرية الملبدة بالأرواح البريئة

  • 22:32 PM

  • 2015-12-23

"ريال ميديا":

حاورها: احمد الحاج 

ولدت الرفاعي  بين أحضان الطبيعة في حمص – هكذا تتحدث عن نفسها – لكنها حورانية ونشأت بين جنبات درعا الموغلة في الجمال وفي حاراتها الدافئة بالمحبة فتشبثت بمكتباتها العامرة بأساطير الأولين وبربيعها الخلاب الذي منحها  حب البحث عن سر الوجود وكنه الحياة ،  الذي انتهى بها الى   محطة روائية  جديدة  بعنوان  ( وكان اسمها سوريا)  تدور أحداثها في زمن الثورات  والبراميل المتفجرة مستعرضة لمجريات الأحداث في بلادها الجريحة ، سورية ،  مع التعريج قليلا  إلى شقيقها  في الجرح ..المعذب  الأزلي العراق او ” بلاد ما بين النارين ” كما يحلو لي تسميته على الدوام  .

* ماجدولين  الرفاعي  حدثينا عن ( وكان اسمها سوريا )  التي وصفتيها بأنها  رواية  تهبُّ من بين سطورها رائحة النعناع والزعتر البري وياسمين الشآم وعطر ماض كان يرقص ذات أمان على موسيقا الفرح ويتمايل طرباً مع مواويل السمَّار في ليال صيفية تغازلها النَّسمات وضحكات العاشقات وهنً يعبرنّ نهر اللهفة إلى ضفة العشاق.

-كم بكيت وأنا أوثق عنوان الرواية وكان بودي لو تحدث معجزة قبل نهايتها فأقوم بتغيير العنوان ربما الى عناوين أكثر تفاؤلا وربما كان العنوان أغنية أو قصيدة أو راية نصر مرفرفة كسارية سفينة ولكن وللأسف الشديد انتهت الرواية وانتهت معها سوريا  من دون أن تتغيير معالم الأحداث والنتائج.

“كان اسمها سوريا ” عصارة وجع عايشته اذ ماتزال سوريا على مدى خمس سنوات تحت نيران نظام بشار الأسد وبراميله المدمرة وسجونه العفنة التي يدخل اليها المعتقل ولايخرج منها الا الى مقبرة في الغالب تكون مقبرة جماعية في مكان مجهول فقد وثقت في روايتي وبقالب سردي سلس الوضع المزري التي وصلت اليها البلاد وكيفية تعامل النظام مع المعتقلين والمعتقلات من تعذيب واغتصاب وقتل …تسرد الرواية طرق اللجوء والتشرد والوجع والخيبة التي احتلت القلوب  وباختصار شديد فأن روايتي الجديدة  تجسد معاناة وطن كان اسمه سوريا .

* ” قبلات على الجانب الاخر” و  “نصوص خارجة عن القانون” و” تداعيات شجيرة الزيزفون” و ” تالة ومشاكسات أخرى” و ” مرثية لزمن الهباء” و ” ضجيج منتصف الصمت” ، و ” زوربا مرة أخرى”  مجموعات قصصية ونثرية وروائية أتحفت بها جمهورك العربي من المحيط الى الخليج ، ترجمت بعضها   الى الايطالية والانكليزية ،أين تجد ماجدولين  الرفاعي  نفسها  أكثر،  في النثر ، في القصة  ام  في الرواية ؟

-أحيانا تجرني الفكرة من يدي وتدعوني لتناول فنجان قهوة معها ودون شعور منها اوثق تلك اللحظات المبدعة فألبسها ثوب القصة أو ثوب الرواية  .

* انت القائلة ”  مشاعري بعد دمشق هشة كمنديل عتيق يصعب عليها كفكفة دموع قهرك” ماهي رؤيتك  ياعاشقة دمشق الى مستقبل الأزمة السورية ، هل هنالك من بصيص أمل في نهاية النفق المظلم  أم لا ؟

-لست ضليعة في السياسية لكن عندما يتعلق الأمر بسوريا فإن جميع حواسي تتكاتف لإستنباط رؤية تشير ولو بأصبع واحد الى جديلة الشمس التي قد يتناثر شَعرها ذات هدنة أو حلّ سحري أو ربما معجزة فمجريات الأحداث لا تبشر مطلقا بصياح الديك الذي أقلقت نومه المدافع فالدول المتحالفة مع النظام أرادت لنا أن نعيش ألف ليلة وليلة من الظلم طالما شهريار الأسد يتوعد بقتل دمشق وجزّ أمنها وآمانها وبرغم طبيعتي المتفائلة إلا أنني  لا ألمح أي بصيص أمل في نهاية نفق الخيبة أو شمعة يتراقص لهيبها على جدران ليل حالك طويل.

* لم تكوني  مقتنعة بمؤتمر الرياض  الأخير الذي اجتمع تحت عباءته عدد كبير من فصائل المعارضة  المسلحة لوضع حل نهائي للأزمة السورية  المتفاقمة على حد وصف منظميه  ، لمست ذلك  جليا من نص لك ختمتيه بـ ”  لن تنجح ثورة نشعر بالغربة عنها خاصة وهي تسألنا من خلال قياداتها الكارتونية سؤال القذافي: من أنتم؟؟ إ ذهبي إلى النوم غدا سيحضرون لنا التمر والقهوة وربما بعض الحناء والبخور !!لماذا هذا التشاؤم  برأيك ، اذ ان  الحكمة العربية تقول ” نصل متأخرين  الى غايتنا ، أفضل من ان لا نصل على الإطلاق ؟” .

-لم أعد أثق بالشخصيات الكارتونية ياصديقي فولاء المعارضة للدول الداعمة يجعلها أداة طيعة في يديها تنفذ قراراتها المبنية أصلا على ما يناسب مصالح تلك الدول ودعني أهمس في أذنك بأن المال السياسي من أكبر معوقات نجاح ثورتنا التي بدأت نقية شفافة تطالب بالحرية والعدالة وترفع أغصان الزيتون وباقات الورد لكنهم أرادوها حربا شاملة لحماية نظام الأسد فسلحوا المعارضة بأسلحة لا تقدم ولاتؤخر وهذا ما جعل النصر فعل ماض ناقص لن يكتمل الا بوجود معارضة شريفة تهمها مصلحة سوريا لا مصالحها ومكاسبها الشخصية وكراسيها وكما تعلم فإن عدد المؤتمرات والاجتماعات التي عقدتها المعارضة في فنادق الخمس نجوم تكفي لإعادة اعمار البلاد من دون أن ينتج عن تلك الاجتماعات أي قرار يفضي لإنهاء هذه المهزلة وايقاف حمام الدم فمازال النظام السوري يقصف بالتعاون مع روسيا وايران والسجون مازالت تغص بالشهداء الأحياء ومازالت التغريبة السورية تمد جسورها من دمشق إلى الاسكيمو، بعد كل ما حدث ويحدث أية ثقة يمكننا أن نمنحها لهؤلاء الذين يلتحفون شراشف الحرير في فنادقهم وأقصد المعارضة الخارجية واي ثقة نمنحها لهؤلاء الذين  يعملون تحت أجندة النظام ويرفعون صوره وأقصد المعارضة الداخلية التي تتعلق بأجنحة الطيران الروسي دون أن يرف لها جف وهي ترى ما تحصده تلك الطائرات من أرواح  أبناء جلدتهم ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بالحرية ورفع الظلم والحيف عن ظهورهم.

* من بديع كلماتك قولك ” لأن الكلمة الحرة رصاصة،  ازدهرت اسواق الدروع الواقية” هل الصحافة  الحرة  اليوم  بحاجة الى اختراع كلمات وأساليب  مضادة  للرصاص  للنفاذ الى عقل  وقلب وضمير المتلقي رغما عن  أنف  العوائق  والخنادق والجدر والأسلاك  والحواجز وشعارها ماقاله المتنبي يوما : ”  وأسمعت كلماتي من به صمم ؟

-وأين هي الصحافة الحرة في هذا الزمن الرديء؟ هذا زمن شراء الذمم وتلميع التماثيل لم تعد الصحافة حرة كما كانت قديما ولاحظ الآن في العراق وسوريا وليبيا ومعظم الدول العربية مئات الفضائيات والاذاعات وكل واحدة منها تتبع لسياسي  أو حزب معين أو جهة سياسية خاصة تنطق باسمها وتلمع ممولها مهما كانت وضاعة ذلك الممول، أنا لا أعول الا على  الكلمة الحرة التي لا يمكن لأية جهة تسيسها أو تحجيمها… الكلمة الحرة هي الرصاصة التي تصيب قلب الزيف في مقتل لذلك تبتعد عنها جميع وسائل الاعلام المأجورة ودعني  أندد  من خلال هذا الحوار بالشللية الاعلامية التي تجمع حولها من يطبل لساستها وتبعد الأكفاء وأصحاب الكلمة الحرة الصادقة النقية ولذلك  ومنذ بداية الثورة السورية ورغم انتشار الصحف والمجلات وجميع وسائل الإعلام ورغم وجود وزارات وحكومات جديدة لم أحظَ  باهتمام أية وسيلة من تلك الوسائل السورية المعارضة رغم مراسلتي لأكثر من وزير في تلك الوزارات الخلبية والاتصال بأكثر من صحيفة وخاصة بعد صدور روايتي الجديدة التي تتحدث عن سوريا بينما وجدت الاهتمام من الصحف ووسائل الاعلام العربية ومدراء المهرجانات في الأردن والمغرب العربي (تونس،والجزائر، والمغرب) وسوف أشارك في شهر شباط  المقبل ، في مهرجان شعري في المغرب ، وفي نيسان سأشارك في ملتقى أدبي في اسبانيا وتونس وكلها دعوات صديقة لا علاقة للمعارضة السورية او المولاة بها. “.

* يرى  شيخ المستشرقين الألمان كما يطلق عليه ، تيودور نولدكه  ،  الذي  أتقن العربية، العبرية، والسريانية ان اسم سوريا او سورية  مشتق   من  الإمبراطورية الآشورية التي أسست حضارة وثقافة واسعة في الهلال الخصيب، مع إبدال حرف الشين سينا ، وهو أمر مألوف في اللغات السامية ، كيف تنظرين الى أخوة العراق وسوريا  الجريحين  مستقبلا حتى ان بعضهم يحلو له نحت الكلمتين بـ” سو راقيا ” ؟

-المشكلة ليست في الشعوب فكما تعلم ونعلم جميعنا فقد تعايشت الشعوب مع بعضها منذ الاف السنين من دون أن تؤثر الأماكن أو الخرائط على محبتهم لبعضهم البعض وقد أكدت الحروب وماتبعها من هجرات هذه الحقيقة فقد استقبلت سوريا إبان الغزو الأميركي للعراق مايقرب من مليون ونصف المليون  عراقي عاشوا بيننا واستقبلناهم بكامل محبتنا واحترامنا وتعاطفنا مع غربتهم لبلادهم فكنا لهم خير أخوة وأهل، وعندما دارت الأيام استقبل الشعب في العراق الاف السوريين بذات الحفاوة والترحيب لذلك أصر على أن المشكلة دائما وأبدا هي تلك الحدود والأسلاك الشائكة التي يفرضها الساسة ويرعاها الاستعمار رغبة منهم في شرخ علاقات الشعوب الطيبة والحيلولة من دون  اندماجهم مع بعضهم،  فأكثر ما يخيف الساسة توحد الشعوب على كلمة واحدة وقلب واحد.

* ماجدولين الرفاعي تشعر  بانجذاب إلى أبو تمام والبحتري وأبن زيدون والجاحظ وتستجيب  لنداءات توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ..ماذا عن  المتنبي والجواهري والسياب وعبد الرزاق عبد الواحد هل لهؤلاء في حب الرفاعي  نصيب ؟

-ليست تلك القامات التي ذكرتها وحدها التي شكلت حصيلتي الثقافية ولكن هنالك كتاب كثر منهم شعراء ومبدعون قرأت لهم وشدتني كنوزهم وثراء مفرداتهم فالشاعر” نزار قباني”  أسس لياسمين مفرداتي و”ماركيز″  شدني بقوة للرواية وأما الشاعر الكبير “عبد الرزاق عبد الواحد” الذي كنت أجلس في أمسياته وقد حبست أنفاسي كي لاتشوش دقات قلبي على انسيابية تراتيله القدسية رحمه الله، كان قامة شعرية شامخة تشبه شموخ العراق ونخيله.

* كنت رئيسة تحرير تنفيذية لجريدة ” الصوت ” ورئيسة تحرير لمجلة ” ثقافة بلاحدود ” الالكترونية ”  وحاليا صاحبة دار ” تالة ” للنشر  ، حدثينا عن تالة ومنشوراتها وبالأخص ان  روايتك الأخيرة  ” كان أسمها سورية ” تمثل  احدى اصداراتها  الحديثة ؟


-لقد أعطتني جريدة الصوت فرصة لا ثبات جدارتي الصحفية فقد توليت الاشراف على أكثر من قسم فيها فكنت مسؤولة الصفحات الثقافية والفنية والأخيرة بالإضافة لعمودي الثابت على الغلاف الأخير وأيضا كنت المسؤولية المالية للجريدة التي واجهت الكثير من العقبات والتحديات فاستطعت برفقة الزملاء ورئيس تحريرها الأستاذ مؤيد عبد القادر النهوض بها لدرجة التألق ، وأما دار تالة فقد أسستها لتكون رديفا لجريدة الصوت فاستقطبت كثيرا من الكتاب من مختلف الدول العربية وطبعت بسعر التكلفة مئات الكتب الفاخرة  كي أحرر زملائي الكتاب من جشع وطمع بعض دور النشر وقد نجحنا أيضا في اقامة معارض الكتب وحفلات التوقيع والمهرجانات والمسابقات الأدبية وأفتخر جدا بما قمت به لكن بسبب تركي لسوريا خوفا من القصف والاعتقال أغلقت دار تالة وطبعت روايتي التي لا يمكن طباعتها في سوريا كونها تتناول النظام وتعريه فقد قمت بطباعتها في دار فضاءات في الأردن وهي دار مهمة جدا يديرها الزميل الشاعر “جهاد أبوحشيش” وهو شاعرفذ.


* عشقك لفيروز ولصباحاتها العالقة في ذاكرتك  جعلك تقفين بالضد حيال ما نشرته مجلة الشراع اللبنانية عنها والتي زعمت على صفحاتها  قبل ايام  انها عميلة* للأسد  ، معاقرة للخمرة، عاشقة للمال ، كارهة للناس  .. الشراع تلك المجلة التي  كانت وراء فضيحة (ايران كونترا) او صفقة السلاح بين ايران واسرائيل عام 1986 أبان الحرب العراقية الايرانية….وقلت فلتفعل فيروز ماتشاء فكفوا ألسنتكم واكملوا وصلات مدحكم لسارية السواس وهيفاء وهبي ، بماذا تعلقين على ذلك ؟

-أظن أن ما كتبته الشراع فبركة إعلامية من باب لفت الأنظار في زمن عزوف القراء عن الصحف الورقية فوضع الشراع التي نشرت فضيحة(ايران كونترا) عام 1986 غير وضعها الآن فالزمن يغيير كما الادارة والجمهور، لذلك لم ولن نصدق ما جاء فيها عن فيروز التي أسس صوتها لصباحاتنا الندية فمذ كنت طفلة وصباحاتي لا تحلو الا بصوت فيروز وعندما كبرت صار لفنجان قهوتي طقوسه الخاصة معها ومع ياسمين دمشق، كيف أصدق عن فيروز التي رفضت كل البهرجة الاعلامية فلم توافق على اجراء أي حوار معها فني أو سياسي في أي وسيلة اعلامية أنها تكره الشعوب وتقف الى جانب دكتاتور مثل بشار الأسد ؟

أيعقل أن ينحني الهرم؟ فيروز التي غنت  للشام وبيروت والقدس  وبغداد ولكل العواصم العربيةمن  دون أن تقرن تلك العواصم بحكامها ، لن تكون إلا مع الشعوب التي عشقتها ومازالت تفتتح نهاراتها بصوتها الذي ينساب كجدول رقراق بين حقول محبتها.

 
* فزت  بجوائز  أدبية  عديدة وشاركت في عشرات   المؤتمرات الصحفية والأمسيات  الثقافية  والندوات الأدبية  واللقاءات  التلفزيونية وكرمت بأربعة دروع   وقلادة إبداع ، هل هناك جائزة تطمحين بالحصول عليها مستقبلا ؟


-الطموح لا حدود له كما النجاح تماما لذلك أسعى دائما إلى تطوير مهاراتي الكتابية للحصول على أرفع الجوائز أما الجائزة التي أحلم بها هي تكريمي من أبناء بلدي في دمشق وعلى منابرها بعد أن ينتصر الشعب وتعود لغة الحب والورد إلى قلوبهم ويعم السلام.

* كلمة أخيرة تودين  اضافتها  قبل تأبط الأوراق ومضي  كل منا الى غايته وسط عالم صار دستوره شريعة الغاب و قانونه  المخلب  والناب ؟

-دعني أولا أتقدم منك بجزيل الشكر لإهتمامك بخبر صدور روايتي (وكان اسمها سوريا) ،وأما ثانيا فأنا جد فخورة بهذا الحوار لأن من أجراه معي صحفي طالما أبديت اعجابي بمقالاته التي ان دلت على شيء فإنها تدل على حرفية عالية في فن الصحافة والاعلام.

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات