الشجرة المهملة

أكرم أبو سمرا:

بعد أن تتوجه مقدونيا بالإكليل الذهبي
يقوم الشاعر المتوج بزرع شجرة تحمل اسمه في الحديقة.. ثم يكون مؤتمر صحافي
يومها .. سأل صحافي غربي محمود درويش: (ما هو شعورك وأنت تزرع شجرة على مقربة من شجرة زرعها الشاعر الإسرائيلي "يهودا عميخاي"؟
أجاب محمود:لست قلقا من ذلك، الشجرة لا تقتل شجرة..
ما غاب عن السائل أن مسقط رأس شجرة الشاعر يهودا في ألمانيا عام 1924 أما درويش فكان مسقط رأس شجرته في قرية البروة – فلسطين .. بمعنى أن السؤال خطأ فثمة شجرة فلسطينية تقابلها شجرة ألمانية .. أما الأولى فصاحبها فلاح ضليع في لغة الشجر .. وأما الثانية فصاحبها حطّاب يتقمص شخصية المهاجر وتلمع الفؤوس في كفيه
وغاب عن السائل أن يقرأ قصيدة درويش ( هكذا قالت الشجرة المهملة )
وربما كان يقصد درويش بأن .. الشجرة التي أهملها المزارعون ستصبح سيدة الحقل واكليل الجبل