الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

التــــوبـــــــــــــــة

  • 00:56 AM

  • 2019-04-09

أحمد دحبور :

بخيطٍ من القنّبِ

أتاني, وشدَّ وثاقي أبي

تصهرجتِ النارُ في محجريه اللدوديْنِ:

واللهِ لستُ أنا يا أبي

تنهنهتُ,

لحْيَتُةُ اتصلتْ بالجداريْن وانتشرتْ خارجاً,

واستبدَّ المكان تشبَّثْتُ

بي, وانكمشتُ,

وفَلَّعَ جِلْدي من الخيزرانْ

ولم تحكِ أمي ولم تحكِ,

تَمْثَلَها الهوْلُ ثلجاً وصمتا

ولم تحكِ, لم تبكِ حتّى

ولست أنا,

كنتُ أحلف: لست أنا يا أبي

أبي يا أبي الظلمُ صَعْبْ

أبي يا أبي أنت رُعْبْ

فأعْملَ أسنانَه في ذراعي وزمجَر:

إن لم تتبْ فسأشويكَ,

لستُ أنا يا أبي

فعمَّ أتوب, إذَنْ, يا أبي?

وأمي تغادر تمثالها وهي تجهشُ:

تُبْ ياحبيبي, ستقتلني هكذا,

هكذا تبتُ عن خطأٍ ما ارتكبتُ ونمتُ

ليدخلَني الضربُ من حُلمٍ في شقوق الضلوعْ

وما زلتُ حتى نسفتُ الجبالَ, وقوَّضتُ بيتي,

وهاجرتُ هاجرتُ... هاجرتُ ما من رجوعْ

ومن عَرَقي والتهابي سمعتُهما في الظلامْ:

قسَوْتَ, وبالغتَ يا شيخُ... هذا حرامْ

وتمتمَ: - إني أربِّيهِ,

ثم تلعثمَ: إن الفتى هو سرُّ أبيه... فكيفَ?

وقاطعَ جُمْلتَهُ:

ـ لم أجد عملاً وعليه فإنا نجوع

سمعتُهما

- وتأجَّجْتُ مما توقَّعْتُ,

أحكمتُ إغلاقَ عينيَّ,

فاقتربَ الشيخُ مني, وأجزمُ: كان يحاذرُ من صَحْوتي,

وبكلِّ حنان الوجود, تسلَّلَ يلثم خديَّ,

فاختلطتْ بالدموعِ الدموعْ

  • أحمد خضر دحبور (فلسطين).
  • ولد عام 1946 في حيفا - فلسطين.
  • بعد مولده بعامين هاجر به أهله, واستقروا في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في حمص, وهناك أتم دراسته حتى المرحلة الثانوية, حيث حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة الغسانية التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس.
  • عمل متنقلاً بين كثير من الأقطار العربية مثل سورية, والأردن, ومصر, واليمن, وتونس. ويرأس الآن تحرير مجلة (بيادر) الثقافية التي تصدرها منظمة التحرير الفلسطينية.
  • عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
  • دواوينه الشعرية: الضواري وعيون الأطفال 1964 - حكاية الولد الفلسطيني 1971 - طائر الوحدات 1973 - بغير هذا جئتُ 1977 - اختلاط الليل والنهار 1979 - واحد وعشرون بحراً 1981- شهادة بالأصابع الخمس 1982 - ديوان أحمد دحبور (ويتضمن المجموعات السبع السابقة) 1982 - هكذا 1990 - كسور عشرية 1992 - هنا.. هناك 1997 - جبل الذبيحة 1999.
  • ممن كتبوا عنه: محمد الحسناوي وعباس بيضون, وإلياس خوري, وشوقي بغدادي, ومحمد بدوي, ومحمود الريماوي, وفوزي كريم, كما ألف عنه الدكتور محمد إبراهيم حُوّر كتاباً بعنوان: ثقافة أحمد دحبور في شعره.
  • توفي دحبور في الثامن من أبريل/نيسان 2017 في رام الله عن عمر ناهز السبعين عاما، بعد تدهور حالته الصحية إثر وعكة ألمت به منذ يونيو/حزيران 2016.

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات