إفتتاح معرض فني بعنوان " رماد طين " للفنانة رنا البطراوي

غزة – " ريال ميديا ":

إفتتح محترف شبابيك دائرة الفن المعاصر التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية معرضاً فنياً بعنوان " رماد طين " للفنانة التشكيلي رنا البطراوي بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والمثقفين والمهتمين،و يأتي هذا المعرض ثمرة للمنحة الإنتاجية التي حصلت عليها الفنانة رنا ضمن مشروع روابط معاصرة. بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" وافتتح المعرض بكلمة ترحيبية من الفنان التشكيلي شريف سرحان من محترف شبابيك أكد خلالها على اهمية ودور مشروع روابط معاصرة في دعم الحركة التشكيلية الفلسطينية وخصوصاً الشابة منها مثمناً دور مؤسسة عبد المحسن القطان على دوره في دعم المشروع وكذلك الاتحاد العام للمراكز الثقافية..

وتتناول فكرة المشروع " رماد طين " البحث والاكتشاف في مادة الرماد والطين وكيف يمكن تحويلها الي شئ ملموس على أرض الواقع وكذلك البحث عن أعمال فنية مختلفة في سياق المشروع. . ويأتي هذا المعرض ثمرة للمنحة الإنتاجية التي حصلت عليها بطراوي في الفترة ما بين كانون الثاني وآذار 2019، ضمن مشروع "روابط معاصرة". ومن الجدير ذكره أنّ الفنانة والقيّمة منال محاميد كانت قد أشرفت على إنتاج مشروع بطراوي خلال فترة المنحة؛ حيث عملتا سويةً ضمن حالة من الحوار المفتوح لتبادل الأفكار ومناقشتها، الأمر الذي ساهم في تطوير فكرة العمل وإخراجه فنياً.ويتضمن المعرض العديد من المنحوتات والاعمال التركيبية والفنية ويستمر المعرض حتى السادس عشر من ابريل 2019.

"الفنان التشكيلي فايز السرساوي قال:" في الفن، كما في أشياء أخرى، في سياق سيرورة الحياة، كل يبحث عن سبل تجسيد الفكرة التي تراوده، وكلما أحس بالاقتراب من ملامسة البدايات، تواجهه الأسئلة المتعددة حول أنجع الطرق لتحقيقها، وهو إذ يدخل هذا الصراع، عادة ما يجد نفسه في حالة من الاشتباك القسري، في حوار غير متوقع مع جملة من الخيارات المتوالية، تفرضها طبيعة الأدوات والخامات، والأسلوب والتقنيات الضرورية.

وأضاف أن المشروع الفني الذي عملت على إنجازه التشكيلية الشابة رنا البطراوي، ومن خلال هاجس الفكرة التي أخذتها إلى دروب البحث والتجريب، وإخضاع خامتي "الرماد" و"الطين" لمتطلبات التشكيل، وعبر مجموعة أعمالها المنتجة، تضع المشاهد لهذه الأعمال أمام لغة بصرية مغايرة. مع تقلص الفوارق بين أفرع الفنون التشكيلية وتداخلها وتقاطع مفاهيمها، تبقى الخصوصية التي تميز لغة ومفردات كل تخصص عما سواه. بشكل عام، في المشهد التشكيلي الفلسطيني والعربي، قلة هن أولئك اللواتي يعملن في مجال النحت، حيث يحتاج الأمر إلى جهد كبير ومضاعف، وكون الفنانة البطراوي اتخذت من لغة الكتلة والفراغ سبيلاً للتعبير الفني، فإنّ التجربة التي بين أيدينا، وأياً تكن قراءتنا لمحتواها، فهي تقودنا إلى إدراك تلك الرسالة التي تحاول توصيلها للمتلقي، عبر هذا التزاوج بين الأشكال ومضامينها. تكمن أهمية الإبداع -كما يقول هارول أندرسون- في كونه عملية إنتاج تشهد كل لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية، ليس ذلك فحسب، بل تكمن الأهمية في كون الإبداع ضرورة من ضرورات الحياة.

" رماد طين "

ومن جهتها أوضحت الفنانة التشكيلية رنا البطراوي أن فكرة المشروع: رماد - طين اليوم جعلت للرماد ظلاً مشروع رماد طين هو جزء من عملية البحث بالتشكيل بمواد مختلفة كلغة بصرية، والبحث هو جزء من المشروع نفسه. والمشروع انعكاس لحالة وحقبة زمنية. لفتني كم يشبهنا لون ومادة الرماد لتعدد معانيها ومواصفاتها؛ فهي تحتفظ بعناصرها الأساسية للمادة العضوية المحروقة، فاخترت أن تكون مادتي رماد الثمار والأخشاب والأعشاب ومواد أخرى. صنعت مادة الطين لتكوين منحوتات معاصرة، متأثرة بمشاهد الساحل الفلسطيني، والقدس، وجبال فلسطين، ومدنها، حيث الحياة متعددة ومتناقضة. وكلنا ننتمي لهذه الحياة.

وأضافت ان المشروع يستعيد المخزون البصري الذي توصلت إليه خلال بحثي في قوانين فرضناها، تختلف عن حياة اليابسة، نحن خُلقنا من طين، ونعيش في بلد رمادي في كل يوم. نحن نغير منظومة الحاضنة الطبيعية؛ عبر صمودنا في المكان مع شركائنا من أهل، وأصدقاء، وأحبة. نعيش في نقطة نهاية البداية، التي تمثل تحدياً لاستمرارنا في تحقيق أحلام بسيطة، مصنوعة من مواد حولنا وجزء منا ... ومسؤوليتنا، بعد كل رماد، هي أنّ نعود لنعيش. المنحوتات/الأعمال تتجسد على الرغم من فقدانها الحال الطبيعي المتوازن من الداخل والخارج بحثاً عن الحرية. الرماد هو مادة تتبقّى بعد احتراق مادة عضوية بالكامل.

وأكدت أن الرماد مادة غير قابلة للاحتراق، وبإجراء الفحوصات على رماد لأغذية محروقة، بالإمكان التنبؤ بما كانت تحتويه المادة من مواد عضوية قبل الاحتراق. مثال على ذلك، رماد الحليب المحترق يحتوي على كالسيوم، وأيضاً رماد الطحالب البحرية يحتوي على نسبة كبيرة من اليود. ويستعمل الرماد لأغراض أخرى، منها تخصيب التربة كالرماد المتطاير من المصانع التي تحرق الفحم. البيان الفني: في النطاق الذي أعمل عليه؛ وهو دراسة العمل بتجسيده بقطع نحت، وتركيب، ومادة "الرليف" من خلال معرفة المواد ودمجها بالفكرة المطروحة أو العكس، واستخدامها للتعبير عن مفهوم التوازن والحلول المتناقضة، بحيث تكون المادة وأساسياتها هي عبارة عن لغة بصرية للعمل الفني. كما يتضمن العمل دراسةً للتكوين وللفراغ غير العبثي. نطاق الموضوع ليست واقعياً، وإنما محسوس، وهو يعكس المحاولات المستمرة للتفكير والتأقلم الذي يعيشه الفرد. وتبحث الأعمال في فلسفة السلام الداخلي الذي يحتاجه الإنسان ليرتقي في حياته. "لن تخسر الوقت، إذا كنت تستخدم التجربة بحكمة.

الفنانة رنا البطراوي 

الجدير بالذكر ان الفنانة رنا البطراوي من مواليد غزة العام 1983. حاصلة على بكالوريوس في التربية الفنية من جامعة الأقصى. مهتمة بالفن ومجال النحت بشكل خاص. قدمت معرضين فرديين: زهرة الصبّار 2011، وجمرة الأرض 2016، وقدمت ورشات نحت للأطفال في مركز القطان للطفل. حاصلة على عضوية تمثيل دولة فلسطين في جمعية (Femin- Art) الدولية في تركيا للعام 2015، التي تقدم أنشطة مشتركة كما شاركت في عدة معارض، وورشات، ومهرجانات في الأعوام 2004-2018 في عدة مدن داخل فلسطين وخارجها.