الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

سفيرة أدب الطفل في فلسطين ديمة سحويل :

أكتب لأولئك الّذين تهتزّ وسائدهم من صوت القذائف

الطفل أيقونة الحياة.

  • 10:32 AM

  • 2018-09-18

رام الله - " ريال ميديا ":

أجرى الحوار ميزوني البنّاني:

ديمة فريد سحويل أو “سفيرة أدب الطفل في فلسطين”، كما يسميها بعض القراء الرقميين، كاتبة قصص أطفال فلسطينية من مدينة رام الله. ولدت بالكويت، وهناك عاشت طفولتها وزاولت تعلمها الابتدائي والثانوي. انتقلت، بعد حرب الخليج الأولى، إلى الأردن برفقة أسرتها، وبها أقامت فترة طويلة التحقت خلالها بالجامعة الأردنية وتخرّجت من كلية الحقوق قبل عودتها مع أسرتها إلى فلسطين في عام 1999. وفي مدينة رام الله شرعت في مباشرة عملها في مجال المحاماة إلى الآن.

مع هذه الكاتبة الواعدة التي تطمح إلى التجديد والإضافة والتميز وإسعاد الطفل في ذاته ومجتمعه وكونه المخصوص، كان لنا هذا الحوار الذي حاولنا من خلاله أولا، تعرف خصائص كون ديمة سحويل القصصي ونظرتها إلى الطفل وتناولاتها الأدبية لواقع الطفولة المخصوص في فلسطين تحت سياط القهر والظلم والحرمان ونيران الآلة العسكرية الصهوينية الفتاكة، وثانيا تناول أهم القضايا التي يطرحها واقع أدب الأطفال في فلسطين والبلدان العربية الأخرى ورصد تحديات مستقبل هذا الفن ورهاناته.

* علاقة الكاتبة ديمة سحويل بالكتاب، كيف نشأت؟ وهل ثمّة من كان له الفضل في تنمية ميولاتك إلى القراءة والمطالعة منذ الصغر وفي اكتشاف موهبتك في الكتابة ورعايتها لاحقا؟
– كان الدور الكبير لوالدي الذي كان يصطحبنا لأرض المعارض ويكافئنا أنا وإخوتي بأن نختار القصّة التي نريد كما أني لا أنكر دور المدرسة والجو الثقافي الذي تتسم به دولة الكويت، والمكتبة التي أنشأها والدي بالبيت والتي كان يولينا مهمة إزاحة الغبار عن الكتب الضخمة التي كانت أثقل من أوزاننا آنذاك، ودائما كان ينصحنا بأنه إذا واظبنا على القراءة فلن تتراكم أي ذرة غبار عليها .

* لماذا تكتب ديمة سحويل للأطفال؟
– أنا اكتب للحياة والطفل هو أيقونة تلك الحياة.

* ما هو تعريفك لأدب الأطفال؟
– هو أحد ركائز الفن الأدبي يحوي في طياته مجالات عدة: المسرح والشعر الغنائي والنثر وهو سلسلة مترابطة من قيم الفضيلة التي يسعى الجميع إلى غرسها في الطفل بصورة جميلة بعيدة عن الأوامر والتعليمات.

* هناك من يصنّف كتـّاب أدب الأطفال إلى صنفين: صنف المبدعين وصنف المربين الذين يعتبرهم يكتبون بأقلام مدرّسين لا بأقلام مبدعين، فما هو رأيك في هذا التصنيف؟ وكيف تنظرين إلى هذه المسألة من خلال تجربتك؟
– هذا التصنيف صحيح. هناك فرق بين القصة التعليمية والقصة المشوقة التي تهدف إلى إبعاد الطفل عن القيود والعيش بعالم الكبار، هناك دور للتربويين بإنشاء جيل صالح عن طريقة وسائل تعليمية ولكنها تختلف عن القصص، للقصة خصوصية معينة من وجهة نظري فهي كنز الصغير الذي يجب أن يخبئه تحت وسادته.

* يقال إن معظم القصص الموجهة إلى الأطفال في الوطن العربي متشابهة ومتناسلة ومستنسخة ولا تتوفر على عناصر الطرافة والإبداع والتجديد. ما هو تعليقك؟ وإن كان ذلك صحيحا فما هي العوامل التي ساعدت على ذلك؟
– لا أستطيع أن أعمّم ولكنّ الكلام فيه شيء من الصحة وهذا الأمر يعود إلى الهموم التي ورثناها وانعكست على كل أنواع الفنون بما فيها أدب الأطفال ولكنني أؤمن لكي نبدع لابد أن نلون الحياة بداخلنا.

* حضور التراث الفلسطيني في قصص ديمة سحويل الموجهة إلى الأطفال. أشكاله وحدوده؟
– التراث الفلسطيني كنز ثمين يرقد في أعماق البحرلابد أن أتقن السباحة والغوص جيدا لأستطيع الوصول إليه واستخدامه. أتمنى أن أتمكن من توظيفه في قصصي المستقبلية إن شاء الله.

* حركة نقل أدب الأطفال في فلسطين إلى لغات أجنبية. واقعها؟ وهل يتمّ توظيفها، كما ينبغي، في فضح ما يقترفه الاحتلال الصهيوني من جرائم تهجير وحصار وحرمان وحرب وإبادة بحقّ الطفولة؟

هناك العديد من المؤسّسات القائمة بجدّ على هذا الموضوع والأشخاص الذين يحملون نقل رسالتنا وموروثنا الثقافي هم كثر وهناك الكثيرون ممن يساهمون في نقل صورة ما يحدث لأطفال فلسطين.

* من أين تبتدعين قصصك الموجّهة إلى الأطفال؟
– أبتدعها من الحدث الذي أعيشه وأغلفه بأحداث منسوجة بخيالي.

* هل تتناولين مواضيع محددة وتعالجين قضايا معينة في كتاباتك القصصية للأطفال؟
– الكثير الكثير.. أركز في الآونة الأخيرة على موضوع الحروب ولكن لا أريد أن أهضم حقّ مؤلفاتي السّابقة، فمثلا قصة “الأمير والعجوز” تتحدث عن أمير نهم يأكل ويأكل ويأكل ولا يتوقف عن الأكل. هناك الكثير من الاطفال الذين يعانون من السمنة ويحرمون من حق اللعب او يتعرّضون للاستهزاء من رفاقهم. أكتب عن أطفال العراق وفلسطين ولبنان، لأولئك الذي تهتز وسائدهم من صوت القذائف. وفي جعبتي الكثير من الحكايا المفرحة التي تتحدث عن التفاصيل اليومية للطفل..

* هل تكتبين عن الطفلة التي بداخلك أم عن الطفلة التي يريدها المجتمع بلامح شخصية ومدنيّة ومعرفية وثقافية ودينية وعلمية معينة؟
– لا أكتب عن الطفلة بداخلي لأن ديمة الصغيرة أخذت حقها من الحياة ولم تبخل عليها الحياة بحرمانها من الطفولة السعيدة. أحاول أن أكتب عن أطفال بلادي الذين حرموا من أبسط الحقوق باللعب والعلم والأمن.

* عالم ديمة سحويل القصصي حافل بالورود والأزهار والأشجار والكروم والثمار والعسل والنحل والفراشات والعصافير واللحون والطيران. إنه قطعة من جنة الدنيا، ما هي الدوافع وراء إنشاء هذا الكون الباذخ؟ وهل له وظائف معينة في أعمالك القصصية الموجهة إلى الأطفال؟

– أتمنى لو كانت هناك كرة أرضية أخرى يعيش عليها الصغار كل الصغار بعيدا عن الحروب والهموم والعنف.أريد أن أرسم لهم لوحة مليئة بالألوان والفراشات والحلويات لتملأ ضحكاتهم السماء وتنقل صداها الغيوم لعلنا نتعظ مما نفعله بهم.

* قلت في حوار أجراه معك الأخ أحمد دغلس “موقع ملتقى أدبيات”: “طموحي “…” أن يخط قلمي لهم وعنهم [أي الأطفال] أجمل القصص…” فهل لك أن توضّحي للسادة القراء مغزى هذا الكلام ومزايا أن يكون الطفل في قصصك هو المتقبل والموضوع في آن واحد؟
– عندما أكتب قصة أتمنى أن تمسك بها كل أم لتقرأها على صغيرها ولكن شاء القدر في كثير من الأحيان في بلادي وفي العراق وفي لبنان أن تقرأ القصص عنهم وليس لهم. كانوا هم أبطال القصة رغما عنهم. ناموا قبل أن يستمعوا للقصة فعاهدت قلمي أن أنشر قصصهم في كل مكان.

* لاقت قصة “إيمان والطائرة الورقية” انتشارا محمودا فما هي نقاط القوة فيها حسب تقييمك الشخصي؟ وهل لك أن تذكري لنا قصة هذه القصة؟
– في سنة 2004 كنت أتصفح الجريدة بمكتبي فقرأت خبر استشهاد طفلة تبلغ من العمر 13 سنة وهي في طريقها إلى المدرسة. أفرغت المدفعية قذائفها بحقيبتها وأفرغ أحد الجنود فيها 20 رصاصة وسلب منها الحياة، وعلى الصفحة المقابلة للجريدة كان هناك إعلان كبير ملون عن مهرجان للطائرات الورقية.. حزنت وتمنيت لو أن “إيمان” اشتركت بالمهرجان فكتبت قصّة عن فتاة تحضر المهرجان وأهديتها لروح “إيمان”. مؤسسة تامر قامت بنشر القصة وبذلت مجهودا كبيرا في اخراج المخطوطة للنور والكتيبة المسؤولة عن قتل “إيمان الهمص” الطفلة التي احتمت بحقيبتها فقد تمت تبرئتهم من فعلتهم الوحشية.

* عند الحديث عن أدب المقاومة، يطرح النقاد، عادة، مسألة غياب المقوّمات الفنية والجمالية لصالح التقريرية والنقل الممل في بعض الكتابات النضالية. ما رأيك في هذه المسألة وطرق تعاملك معها في كتاباتك القصية الموجّهة إلى الأطفال؟
– أدب المقاومة أدب راق جدا وبإمكاننا أن نوصله لكل أطراف العالم بأسلوب شيق بعيد عن الرتابة والملل لأن مقاومتنا هي حارسة السلام بعكس ما يتم حشده ضدها من حملات تشويه لصورتها.

* مدى حضور القضية العربية الفلسطينية في الأدب العربي الموجّه إلى الطفل؟، وهل الأدب العربي هو الآن في مستوى الأحداث الخطيرة الموجعة التي تهزّ أركان الوطن العربي وتستهدف وحدته ووجوده وكرامته وأمنه ومناعته؟

– القضية الفلسطينية تسكن وجدان كل كاتب عربي، وكثيرون هم الذين خطوا لها وعبّروا عن رؤيتهم بكتاباتهم. أنا لا أنسى المراهقة المصرية راندا غازي التي تعيش بايطاليا والتي تناولت القضية الفلسطينية على الرغم من صغر سنها في نصها “حالم بفلسطين” وأثارت غضب الجماعات اليهودية هناك اثناء الانتفاضة الثانية. مازالت أقلامنا وإبداعاتنا تنسج لفلسطين الحكايات.

* صورة القدس في أدب الأطفال في فلسطين وصورة القدس التي رسخت في ذاكرتك عندما زرت أرض الإسراء والمعراج وأنت طفلة ذات ثماني سنوات. مقارنة بين الصورتين.
– مازالت القدس تلك المدينة السحرية التي تعج أسواقها القديمة بحكايات عتيقة و مازال ذلك الصندوق الذي تمد يدك فيه وتشتم رائحة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في داخل قبة الصخرة عالقا في مخيلتي..أريد أن أسمع صوت الجرس المنبعث من تلك الكنيسة الضخمة . أنا متيقنة من أن معالمها تغيرت ولكنّ صورتها الجميلة ما زالت قابعة بذهني.

* تحتل القصة المنزلة الأولى بين الأجناس الأدبية الأخرى الموجهة إلى الطفل في البلدان العربية، هل يمكن أن نجد تفسيرا لذلك انطلاقا من تجربتك وتجارب غيرك في هذا الفن؟
– لعل العلاقة التي تنشأ بين الطفل والقصة مرتبطة بالعاطفة التي تميز شعوبنا، فالقصة عند الطفل مرتبطة برائحة أمه وصوت أبيه أو أخته الكبرى أو أخيه، وربما لأننا توارثنا فن السرد والرواية فاقتصر مفهومنا على هذا النوع من الأدب.

* الكتابة لليافعين قليلة إذ لم نقل نادرة في البلدان العربية. بماذا يمكن تفسير ذلك؟

– طريقة معالجتنا لهذه المرحلة العمرية في كل المجالات مازالت مهملة نتعامل معها بطريقة خجولة وكأنها مرحلة يجب أن تمر دون الاعتراف بخصوصيتها الحساسة وضرورة التطرق لاحتياجاتها وتلوين الأحلام التي تنشأ في تلك المرحلة، أجل أهملنا الكتابة لهذه الفئة على اعتبار أنها ليست موجودة أو أنها حالة مرضية يجب السيطرة عليها.

* الكتابة للأطفال والكتابة لليافعين. فيم يلتقيان وفيم يختلفان؟
– الكتابة للأطفال ولليافعين تلتقيان بأن تخلو الأسطر المكتوبة لهم من أية قيود، وتختلفان بالشرح المفصل لمفهوم الحياة. سبق وأن ذكرت بأن الطفل له عالم خاص يجب أن تزركشه الفراشات والعصافير وترقص فيه الغيوم ،أما الفتيان فيجب أن يقترب عالمهم من الواقع لأن أحلامهم الكامنة في أعماقهم يجب أن ترسم مستقبل الأجيال القادمة، أنا ضد أن يعرف الطفل الحزن والبكاء وأن يحمل أي هم من الهموم ومع أن الفتى يجب أن يتفتح ذهنه على مفاهيم مضادة للحب والفرح والسلم.

* اختارت بعض المواقع والمنتديات الالكترونية عددا هامّا من قصصك “غسّان وقطعة الحلوي – حكاية الأميرة لؤلؤة وملك الغاب – لولو والنحلة- النرجسة المغرورة” لتصنيفها تحت عنوان “حكايات للأطفال قبل النوم” فهل مازال في قلب الطفل الافتراضي، طفل “النات ” والشبكة العنكبوتية مكان يتسع للحكايات؟

– الشيء الملموس الإحساس به يكون أقوى من الشيء غير الملموس، والقصة التي يمسك بها الطفل ويقلب صفحاتها يرتبط بها أكثر من ارتباطه بالقصة التي ينظر إليها ويعاشرها من خلال شاشة الكمبيوتر. القصة الرقمية تنام وتأفل عندما ينطفئ جهاز الحاسوب أما القصة الورقية فإنها تنام مع الطفل ..

* أدب الأطفال في فلسطين يدرّس في الجامعات وتهتمّ به الأكاديميات واللجان والرابطات والمؤسسات التعليمية الوطنية ” مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ” والأجنبية ” مؤسسة دياكونيا السويدية” والمركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاّجئين، وتنظم لفائدة كتّابه دورات تكوينية و ورشات عمل ومسابقات هامة. فبماذا تفسرين هذا الاهتمام الجاد بهذا الفن؟
– الطفل هو الغد ولكي يصبح غدنا جميلا باسما لابد أن نهتم به في حاضره ونؤسس لمستقبله..

* ما هي حسب رأيك العوامل والخلفيات التي تمنع النقاد من التعاطي النقدي مع هذا الفن الذي يهم مستقبل حوالي مائة وعشرين مليون طفل عربي؟
– هو محدود بحدود تواجد المختصين فقط، وأظن أيضا أن السبب في ذلك يرجع إلى انشغال المختصين بالدراسات الأدبية والتاريخية عوضا عن التطرق لهذا النوع من الأدب. فلا يمكننا أن نختصر النقد على قراءة العمل الأدبي بحضور الأديب الذي يجمع حوله أصدقاءه المثقفين ومتذوقي الأدب ..

* صورة الطفل والطفولة في أدب الأطفال في فلسطين وغيرها من الدول العربية. كيف وجدتها؟
– كانت تسود صورة نمطية قديمة. كنا نرى الطفل صغيرا بالغا وعاقلا يتصرف بحكمة الكبار. هذه المسلمات بدأت تزول مع تلاشي الصورة النمطية للمجتمع.

* ما هي الرسالة التي تريدين تبليغها للطفل من خلال كتاباتك القصصية؟
– رسالة السلام مع النفس والسلام مع الآخرين، أريد أن أجعله بطلا ليس بطلا خارقا “كسبايدر مان” وإنما بطل تنسجه أحداث الحكاية.

* صورة الطفل العربي الفلسطيني في أدب الطفل اليهودي؟

– دولة الجيش الغاصب تقوم بعسكرة كل شيء: السماء والأرض والماء، ولم ينج الكتـّاب من عسكرته لأن عسكرة الكلمة تصب لصالح دولتهم القائمة على الظلم والقهر وتزييف الحقائق. كتبوا كثيرا لأطفالهم أنهم هاجروا لأراض خالية من السكان وجعلوها جنانا، فلابد أن نرد عليهم بقصص تزرع في قلوب الصغار الإيمان بحق العودة إلى أرض كان بها سكان وهجّروا منها بالحديد والنار. حجتنا أقوى وقلمنا أصدق.

* تقول كاتبة الأطفال السويدية الشهيرة “أستريد ليند جرين” ” 1907- 2002 “: “يجب أن يعرف الأطفال أن في الحياة حزنا وشرا وحاجة وأن الحياة ليست أرض حكايات سعيدة فقط…”، هل تشاطرينها الرأي؟ وهل أنت مع أو ضد تشريك الطفل في هموم العالم وما يعتريه من نزاعات وحروب وقضايا مصيرية حساسة؟
– أنا مع أن يعرف الأطفال أن هناك وجها آخر للعالم ولكن ليس بطريقة مباشرة ، ومع هذا ومن غير قصد اقتحم الطفل الفلسطيني عالم الكبار رغما عنه.

* هل المشكلة اليوم مشكلة ندرة في الكتب المناسبة للأطفال أم ندرة في القراءة وانعدام الرغبة في المطالعة لدى أطفالنا؟
– ندرة القراءة ظاهرة متفشية بالمجتمع نتيجة لعوامل اقتصادية واجتماعية عدة وانعدام الرغبة في المطالعة لدى أطفالنا. السبب في ذلك يعود للفضائيات والشبكة العنكبوتية التي شغلت الصغار بالاستعاضة عن القراءة بالألعاب. هذه المشاكل عميقة ولكن بالإمكان حلها ببذل الجهود اللازمة لتنشيط دور الكتاب وأهمية القراءة في المجتمع.
– بوصفك كاتبة أطفال، ما هي الخطوات العملية التي ترينها ضرورية لغرس حب المطالعة في قلوب الأطفال وتنمية ميولاتهم القرائية منذ سن ما قبل الدراسة؟
– يجب أن تقرأ الأم للجنين والرضيع. يجب أن تعلم الأم ابنها كيف يضع الكتاب تحت وسادته وفي حقيبته. يجب أن نهديه كتابا كما يجب أن نهتم بمكتباتنا العامة والخاصة بحيث تكون رفوفها ملونة ومتنوعة القصص.

*يقال إنه قلّ وندر أن يقوم كتاب أدب الأطفال في جل البلدان العربية بتحديد الفئة العمرية المعنية بالخطاب على أغلفة الكتب. هل في ذلك قصور أم تقصير، أم هناك أسباب أخرى؟

– أظن أنه تقصير لأنه لابدّ من مساعدة الآباء على اختيار القصة الملائمة لعمر الأطفال.

* الأطفال الأدباء / الأطفال المبدعون كيف نكتشفهم وما هي أشكال الرعاية وأساليب المرافقة التي يلقاها هؤلاء الأدباء الصغار في فلسطين والدول العربية؟ وما هو حصادها على أرض الواقع؟
– اكتشاف الطفل يبدأ بالمدرسة من خلال حصص الإنشاء ومن خلال النشاطات التي تقدمها المدرسة لتحفيز القراءاة والكتابة ومن خلال المسابقات التي تحفز على الكتابة ، في فلسطين أستطيع أن أؤكد أن هناك الكثير من الجهود التي بذلت ومازالت تبذل لاكتشاف الطفل المبدع ، فعلى سبيل المثال نذكر “مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي” التي تعمل على تحفيز الأطفال على الكتابة من خلال ” مشروع كتابي الأوّل ” الذي أرسته إيماناً منها بأهمية إطلاق خيال الطفل وتفجير طاقاته الكامنة من خلال منحه وسيلة للتعبير عن ذاته، أفكاره، تجاربه ومشاعره الخاصة. وهذه تجربة ناجحة جدا.

* كيف يمكن لكتـّاب أدب الطفل أن يستفيدوا من الثورة الحاصلة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال؟

– الاستفادة الكبرى هو تعرف أكبر عدد من القراء والمهتمين بأدب الطفل وأيضا التواصل الميسّر بين الكتـّاب من ناحية وبينهم وبين دور النشر في كافة أرجاء الوطن العربي الكبير والكون الإنساني من ناحية ثانية.

المصدر: العرب أونلاين-ميزوني محمد البنـّانيالاثنين 20 يوليو2009

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات