الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

رسالة بقلم الروائية السورية الدكتورة ( نجاح ابراهيم ) إلى الروائيين العراقيين

بمناسبة انعقاد ملتقى الرواية الثالث في البصرة للفترة من ٦-٩ سبتمبر أيلول لسنة ٢٠١٨ دورة الروائي محمود جنداري

  • 09:49 AM

  • 2018-09-09

دمشق - " ريال ميديا ":

وجهت الكاتبة والروائية الكبيرة د.  نجاح إبراهيم :رسالة إلى الروائيين العراقيين بمناسبة انعقاد ملتقى الرواية الثالث في البصرة للفترة من ٦-٩ سبتمبر أيلول لسنة ٢٠١٨ دورة الروائي محمود جنداري جاء فيها: 

أيها الروائيون العراقيون!
حين رأيتكم تتظاهرون أمام فضاء السياب وزرقة الشط ،منددين بمن استساغ الملح في أعين الكائنات، وارتضى أن تتشقق الأرض عطشا وحزنا كأكباد الأمهات،أيقنت بأنكم ثوار،تحملون مهام الأدب كما يجب، حيث تتناولون القضايا الكبرى، قضايا المجتمع ،تكشفون عنها بصدور عارية،بأصوات مجلجلة،وأفعال صاخبة،وحناجر قوية ،هذا لأنكم صوت الحق؛
هي ذي وظيفة الأدب ،فأنتم تصنعون مستقبلا أفضل من الواقع ،وصناعة المستقبل كما قال الروائي حنا مينه هي صناعة الثورة..فلاشيء الآن إلا الحياة.. 
الحياة للبصرة 
الحياة !كما قال د.ه.لورنس :لاشيء مهم إلا الحياة ولهذا السبب أنا روائي."
إن الرواية يا أصدقائي هي كتاب الحياة المشرق والوحيد وهي الوسيلة المثلى لتكشف لنا عن التغيير في علاقاتنا التي نعيشها والتي تشبه تغيير ألوان قوس  قزح.
الآن..
تشيدون الخطاب الروائي واقعا، على الرغم من أنه واقع،ومتحقق في حياتنا، نمارسه إبداعا وتذوقا نشكله من بنية لغوية دالة ،أما أنتم الآن تمارسون السرد الذي يصوغ العالم المحيط بمختلف اللغات والأساليب والأصوات والعلاقات 
إنكم في خضم الواقع الروائي الذي نشيده على الورق،والذي نرفض من خلاله الواقع السائد ،و أنتم الآن تؤرثون الحدث من الحدث..
واللغة من الروح المتأججة..
فأي حدث تعيشونه الآن في ملتقاكم؟!
أنتم تكتبون رواية واحدة ،بروح واحدة،مذ ركبتم الحافلات حتى ارتفاع أصواتكم إلى تشابك آرائكم ،إنما هذا هو الفعل الواحد ،الجهد الجماعي وحصيلة فعل مصيري ..
وكثيرا قيل: الأعمال الناجحة هي تلك التي تتحدث عن ألم كبير بصدق.
وتسرد تجارب الكاتب وتفاعله مع محيطه ،لهذا نجحت رواية وداعا أيها السلاح والشيخ والبحر لآرنست همنغواي،ورواية الطاعون ل ألبير كامو والحرب والسلام لتولستوي،ورجال تحت الشمس لغسان كنفاني والياطر لحنا مينه،
وستنجح روايتكم المشتركة ،رواية نصر البصرة،رواية الفعل، 
في مدينة الجرج الطري،تواجهون أحداثأ وأمورا بشكلها الخام خلاف الكتابة الروائية التي نقوم بها..
تعيشون لحظات الصراع والمجابهة ،تعيشون هواجس الذات وتحترقون بأتون المعاناة والتمزق.
هي البصرة ..رواية الحدث الأكبر 
أمام أعينكم أحداث ،صيروها نوى لروايات تنمو باتجاه الشمس ترفعها أقلام مقاومة..
أيها الروائيون!
مهما يكن ..في هذه العاصفة المشبوبة بالدم والملح والنار لن تعودوا خائبين إلى محافظاتكم 
وإن عدتم بأكف خاوية من الماء ،ففي قاماتكم أنهار من الإنسانية
فأنتم الماء
وأنتم مرج حناء
بورك ملتقاكم
بورك خطوكم.

              بقلم :  الروائية د.  نجاح إبراهيم / سورية

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات