الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

التي استمرت 51 يوما

"القسام" تنشر تفاصيل إدارتها لمعركة العصف المأكول عام 2014 و سرايا القدس زفت 135 من خيرة مجاهديها وقادتها

في ذكراها الرابعة.. معركة "البنيان المرصوص" بداية طريق معركة التحرير

  • 00:09 AM

  • 2018-07-08

غزة - " ريال ميديا ":

في مثل هذا اليوم من العام 2014م، وقعت غزة للمرة الثالثة في أقل من ثمانِ سنوات ضحية للإجرام الصهيوني الذي طال كل مَعلم من معالم الحياة على هذه البقعة الفلسطينية الصغيرة، إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير أن تجعل هذا العدو الذي يمتلك أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة يعيش مستنقع الهزيمة والشعور بالصدمة والانكسار أمام بسالة الفلسطيني المتجذر في ارضه ومتمسك بحقه في تقرير مصيره ونيل حقوقه.

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) تقريرا خاصا عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت، حول تفاصيل إدارتها لمعركة العصف المأكول في عام 2014، والتي استمرت 51 يوما.

وقالت الكتائب إنها استطاعت أن تقدم نموذجاً فريداً خلال معركة العصف المأكول، ويعود ذلك  للمعارك التي خاضتها مع العدو، واستخلاصها للدروس والعبر وتحويل ذلك إلى سياسات وعقيدة تدريب، وأساليب قتال تُتَّبع بعد كل جولة تصعيد أو حرب.

ولفتت إلى أن خبراء عسكريون شهدوا أن كتائب القسام تستفيد من كل تجربة تخوضها، وفي ذلك يقول قائد استخبارات الاحتلال الأسبق (عاموس يادلين) معلقاً على أداء المقاومة في معركة العصف المأكول : «مرة أخرى، أثبتت حماس أنها منظمة متعلمة، تدرس خبراتها في المعركة, وتطور الدروس, ومن ثم تقوم بتضمينها في كل من عقيدتها القتالية، وقواتها، وعملياتها».

وبينت الكتائب أن إدارة المقاومة لمعركة العصف المأكول قامت على مجموعة من المبادئ، كان أهمها بحسب الموقع:

منظومة قيادة وسيطرة متكاملة:

استطاع سلاح الاتصالات التابع لكتائب القسام الذي كان يقوده الشهيد العطار إنشاء بنية تحتية لقيادة وسيطرة آمنة، بعيدة عن قدرات العدو التقنية، هيأت الظروف لقيادة القسام للقيام بدورها في القيادة والسيطرة على كافة تفاصيل المعركة، إذ كان المجلس العسكري لكتائب القسام بمثابة هيئة أركان حربٍ منعقدة، يدير كافة شئون المعركة بجميع تفاصيلها، وكان القائد العام ويساعده قادة الألوية والدوائر يقود ويوجه جميع القوات منذ اليوم الأول للمعركة وحتى بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ. 

الإعداد الجيد للمعركة:

وقد تمثل ذلك في محورين أساسيين:
1- التخطيط المحكم: حيث تميزت خطة المواجهة والعمليات بالفهم العميق لمقومات العقيدة القتالية لجيش العدو والتكتيكات الميدانية والأساليب القتالية المنبثقة عنها، والمعرفة الجيدة لتشكيلات وتسليح العدو من جهة، ومن جهة ثانية فقد تم دراسة كافة السيناريوهات المحتملة بما فيها أكثرها صعوبةً وتعقيداً، ووضع الخطط وتجهيز الميدان وإعداد القوات وفقا لذلك، مما مكن الوحدات والصنوف المختلفة من القيام بمهامها الدفاعية والهجومية على حدٍ سواء في البر والبحر والجو فوق الأرض وتحت الأرض.

التدريب العالي للقوات:

 بدأ خوض كتائب القسام لمعركة بناء القوة في شقها البشري تحضيراً لمعركة العصف المأكول منذ انتهاء معركة الفرقان في يناير2009، إذ قامت هذه المعركة على التأهيل الجسدي والفكري والاحترافي للمقاتلين وإعدادهم ميدانياً وأكاديميا، لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءةٍ واقتدار، وقد ظهر ذلك واضحاً في الإرادة القتالية غير المسبوقة لجنود القسام والأداء النوعي للقوات الذي لا يزال العدو يتحدث عنه إلى يومنا هذا، ومن نافلة القول أن معركة الإعداد والتدريب كانت أصعب على المقاتلين من خوضهم لمعركة العصف المأكول ذاتها.

القتال القائم على المعلومات الاستخباراتية:

امتلكت المقاومة بفضل الله منظومة استخبارات تكتيكيةً واستراتيجية، أهلتها لخوض معركةٍ عسكريةٍ ذات تأثير استراتيجي، وبفضلها كان لدى القسام معرفة بقدرات العدو وتحركاته، وأوجدت بنك أهداف عن العدو استخدمته قوات المدفعية، وقوات النخبة، وقوات الهندسة، وقوات مضاد الدروع، وغيرها من القوات، وهو ما اعترف به وزير حرب العدو حين استهدفته مفارز المدفعية في «ناحل عوز» فقال: "يوجد لدى حماس استخبارات قوية تراقب من خلالها تحركاتنا".

امتلاك زمام المبادرة وحرمان العدو منها:

فقد درجت العادة في الصراع مع العدو ان يمتلك زمام المبادرة والضربة الاستباقية على سبيل ما حدث في الفرقان والسجيل إلا أن معركة العصف المأكول كانت تميزت بـإعلان كتائب القسام حالة الطوارئ في صفوفها منذ إعلان العدو عن فقدانه ثلاثة من جنوده في الضفة قبيل الحرب، حيث خلصت تقديرات الموقف المختلفة إلى أن العدو يتجه نحو شن عدوانٍ يبدأ باغتيالات مركزةٍ لقادة من المستويين السياسي والعسكري.

وحذرت التقديرات من قيام العدو بمناورة هدنة تؤدى للاسترخاء يستفيد منها العدو في الضربة الاستباقية، ومع تصاعد الأحداث حافظت الكتائب على حالة التأهب بل وتم رفعها إلى أعلى درجاتها مما أفقد العدو أي إمكانية لتحقيق عنصري المفاجأة والمباغتة.
في المقابل فقد امتلكت كتائب القسام المبادرة وبدأت بمشاغلة العدو عبر الرشق المدفعي لغلاف غزة -دون الإعلان عن ذلك - رداً على جرائم العدو في الضفة والقدس خصوصاً بعد حرق الفتى محمد أبو خضير ومروراً بالرد على اغتيال شهداء رفح وخانيونس في 6/7 و 7/7 بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ قاسية للعدو، وقد حافظت كتائب القسام على إبقاء زمام المبادرة بيدها وفاجأت العدو على مدار المعركة وتجلت مفاجآتها في المجالات التالية:
البحر (مباغتته في زيكيم ومنعه من الإبرار في السودانية).
البر (مباغتته خلف الخطوط وتدفيعه ثمناً باهظاً في الحرب البرية).
المدفعية (وصول الصواريخ لحيفا والطلب من تل أبيب الاستعداد للضربة الصاروخية وإغلاق المجال الجوي والمطار وضرب الحشودات العسكرية وتهجير غلاف غزة).
الجو (تسيير طائرات بدون طيار استخبارية وقتالية تجاه عمق العدو ونجاح الدفاع الجوي بتحييد الطيران المروحي كمكون هام من مكونات سلاح جو العدو ).
التصنيع العسكري (ظهور أسلحة وصواريخ جديدةً ومتطورة واستمرار الإمداد والتصنيع خلال المعركة).
الحرب النفسية والإعلامية (تفوق رواية المقاومة على رواية العدو وتوجيه ضرباتٍ معنويةٍ له عبر الصورة، وفضحه أمام جمهوره والعالم، وفي المقابل الحفاظ على روح معنوية عالية لدى جبهتنا الداخلية).

الإدارة المدروسة للنيران:

نجحت كتائب القسام والمقاومة في إدارة النيران باتزان وزخم واستمرارية وعمق مدروس، كما حافظت على تنسيق ناري عالٍ بين القوات في كل مراحل المعركة وأدارت معارك مساندة على الصعيد الاستخباري والإعلامي والحرب النفسية، وقد اعتمدت في ذلك على أربعة أسس: خطة معدة مسبقا وفقا لسيناريوهات متعددة وتقدير موقف يرى بأن المعركة ستطول والمرونة العالية والتركيز على نقاط ضعف العدو. 
وقد استثمرت قيادة القسام ذلك في كسب مساحةٍ جيدة للتعامل مع كافة التطورات الميدانية من جهة، وإدارة وتوجيه القوات والنيران المباشرة وغير المباشرة في كافة محاور التماس وعلى عرض وعمق المناطق الدفاعية مما كان له الأثر البالغ على جبهة العدو الممتدة من حيفا المحتلة شمالاً وحتى ديمونا جنوباً.

تحييد قدرات العدو:

نظراً لتفوق العدو عدة وعتاداً، وامتلاكه لأفضل تقنيات الأسلحة قامت خطة المقاومة على تحييد وسائله الحديثة إلى أقصى حدٍ ممكن، وقد نجحت في تحقيق مبتغاها، إذ تم تحييد قوات الدروع والدبابات من خلال مهاجمة مؤخرة قوات العدو المدرعة بالعبوات الناسفة والقذائف القصيرة المدى، كما تم تحييد قواته الجوية من خلال الالتحام مع مشاة العدو من نقطة صفر، واستخدام المعابر الوصولية تحت الأرضية -الأنفاق- والقتال في المناطق المبنية بشكل ناجح في العمليات الهجومية والدفاعية أيضاً، كما تم تحييد قدراته الاستخباراتية بشكل عام من خلال حصر التواصل عبر شبكات تواصل آمنة يصعب اختراق العدو لها.

ضرب العدو في نقاط ضعفه:

«إذا التقت نقطة قوتنا مع نقطة ضعف عدونا انتصرنا عليه» هذا ما قاله الشيخ الشهيد أحمد ياسين لتتحول كلماته إلى عقيدة قتالية لدى كتائب القسام، حيث بنيت خطة الحرب الهجومية قائمة على استهداف العدو في نقاط ضعفه، وكان أبرزها:
البعد تحت الأرضي: وعدم قدرة العدو على مواجهة الوحدات التي تعمل عبره، ومعرفة كتائب القسام المسبقة أن قدراته التقنية لا تسمح له بكشف وحداتها تحت الأرض، فشكل ذلك بالنسبة لها استراتيجية عمل محورية.
البعد تحت المائي: وعدم قدرة العدو على كشف قوات الضفادع البشرية، برز ذلك من خلال عملية زيكيم البطولية، التي استطاع المجاهدون أن يستخدموا البحر فيها دون أن تكشفهم أدوات المراقبة التابعة للعدو.
عدم قدرة جبهة العدو الداخلية على الصمود: لذا فقدتم بناء جزء مهم من الخطة على نقل المقاومة للمعركة إلى «أرض العدو»، وذلك باستخدام قوةٍ صاروخية غطت معظم أرضنا المحتلة، وهو ما فرض طوقاً على معظم المغتصبين الصهاينة الذين باتوا يعيشون في الملاجئ أكثر من عيشهم في بيوتهم، وكان ذروة ذلك في عملية التهجير التي استخدمتها المقاومة لسكان الغلاف الذين شكلوا عامل ضغطٍ على حكومة العدو، وكان ذلك سبباً في دفعها لإنهاء المعركة.
أسلوب المعركة الطويلة: رغم أن إطالة أمد المعركة كان بسبب الظرف السياسي، إلا أن خوض المقاومة لمعركة طويلة يُعد مكوناً أساسياً من مكونات الاستعداد لأي معركة، ويعود ذلك لعدة أسباب، أهمها عدم قدرة العدو السياسية والاقتصادية والعسكرية على خوض معركةٍ طويلةٍ وتبنيه لمبدأ الحرب القصيرة وخشيته من الدخول في حرب استنزاف يدفع فيها ثمناً باهظاً جدا. 
الحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة:

لقد كانت الحاضنة الشعبية للمقاومة نصب أعين القيادة العسكرية، لفهمها أن ثبات الجبهة الداخلية هو عاملٌ مهمٌ في المعركة، كون العدو يرى فيها الخاصرة الرخوة للمقاومة فيعمد إلى استهدافها والضغط على المقاومة من خلالها، لذا فإن المقاومة عمدت لرفع معنويات الجمهور من خلال إدارة عمليات نفسية وإعلامية تعكس الأداء الرائد في الميدان وتنقل لجمهورها صورة وحقيقة المعركة، وقد نجحت المقاومة بشكلٍ كبيرٍ في كسب تأييدٍ لامحدود من قبل حاضنتها الشعبية رغم شراسة ما قام به العدو من استهداف لتلك الحاضنة.
ختاماً/ إن المقاومة ورغم اعتراف العدو والصديق بأدائها المتميز إلا أنها وفور انتهاء الحرب، شكلت العديد من اللجان، لاستخلاص العبر وتطوير الأداء استعداداً لأي معركة قد تفرضها المرحلة القادمة، ومن البديهي  أن تكون معظم الدروس المستفادة قد ضُمّنت في عقيدة المقاومة وكتائب القسام القتالية وأساليب عملها، وخططها الدفاعية والهجومية.

المقاومة تؤلم العدو

وسطرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بكافة تشكيلاتها العسكرية خلال معركة "البنيان المرصوص" إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية أروع صور الملاحم والبطولات.

وتميزت المقاومة الفلسطينية في أدائها وقدرتها على إيلام العدو عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية، وقد حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، انجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان كـ(تل أبيب)، كما استهدفت القدس المحتلة ونتانيا ومفاعل ديمونا ومفاعل ناحال تسوراك ومطار بن غوريون وغيرها لأول مرة، واستطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الصهيوني، وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية فاجأت العدو والعالم واستطاعت اختراق هواتف الجنود الصهاينة وبث رسائل تهديد لهم في حال فكروا الدخول برياً لقطاع غزة.

وأدارت المقاومة الفلسطينية المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكلت عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للعدو.

حصاد المعركة

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في ذلك الوقت أعلنت عن دك حصون المحتل خلال "معركة البنيان المرصوص" الجهادية بـ3249 صاروخ وقذيفة، من بينها صواريخ براق 100 وبراق 70 وفجر 5 وجراد وقدس وقذائف هاون وصواريخ 107 وC8k وكورنيت ومالوتكا.

أما على مستوى التصدي للعملية البرية التي شهدتها الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، فتمكنت سرايا القدس من استهداف العديد من الآليات العسكرية والقوات الخاصة بصاروخي كورنيت ، و4 صواريخ من طراز مالوتكا وعشرات العبوات الناسفة، وقذائف الـ RPG وتنفيذ عدة عمليات قنص واشتباكات وكمائن.

وزفت سرايا القدس إلى علياء المجد والخلود 135 من خيرة مجاهديها وقادتها الميامين الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية منفصلة في قطاع غزة، وأبرزهم الشهيد القائد صلاح أبو حسنين عضو المجلس العسكري ومسئول الإعلام الحربي في قطاع غزة، والشهيد القائد دانيال منصور عضو المجلس العسكري وقائد سرايا القدس بلواء الشمال.

المقاومة أذهلت العدو والصديق

وكان الدكتور المجاهد رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قال في تصريح سابق: "إذا كان أحد يراهن على أن المقاومة سينفذ سلاحها، وتأتي راكعة أقول لهم: اختصروا الطريق فهذا الرهان خاسر، وإذا لم يوقف العدوان فبرميل البارود في غزة سيتحول إلى كتلة من اللهب ترمي بشرارتها على المنطقة لتحرقها".

واستطرد في القول :" نحن نخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ الصراع، والمقاومة أذهلت العدو والصديق".

وأضاف "هذه المعركة هي الأولى في تاريخ الأمة والتي استهدفت فيها كل مدن كيان الاحتلال".

وأشار إلى أن الاحتلال إذا غامر أكثر من ذلك في قطاع غزة فسوف يتكبد خسائر كبيرة"، مشدداً على أن المقاومة قلبت المعادلة من اليوم الأول للمعركة عندما سقط أول صاروخ على تل ابيب من سرايا القدس.

وبين أن المقاومة اليوم صنعت أفق أكبر من التفاصيل وقطاع غزة سيعدل مسار تاريخ المنطقة بأكملها، وإن الذي سيرسم نهاية هذه المعركة هو أداء المقاومة في الميدان، مؤكداً أن إمكانات المقاومة أكبر بكثير مما يظن الاحتلال.

ولفت الأمين العام لحركة الجهاد إلى أن شعبنا في غزة يخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ هذا الصراع ونحن واثقون جيداً بتحقيق النصر.

لمحة تاريخية للمعركة

ووقعت معركة "البنيان المرصوص" في  الـ 8 من يوليو/تموز لـ2014م، و استمرت لنحو 51 يوماً، قدمت فيها غزة الجريحة 2,147 شهيدًا، منهم 530 طفلاً، و302 امرأة، و23 قتيلاً من الطواقم الطبية، و16 صحفياً، و11 قتيلاً من موظفي وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، فيما بلغ عدد الجرحى 10,870 جريحًا، منهم 3303 طفلاً، و2101 امرأة، وقدر المرصد الأورومتوسطي مجموع الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة بنحو 3 مليار و6 مليون دولار.

كما شهدت الحرب ارتقاء عدد من القادة العسكريين لسرايا القدس كـ صلاح أبو حسنين ودانيال منصور،  وكتائب القسام كـ رائد العطار، ومحمد أبو شمالة، ومحمد برهوم.

لم تتوقف مشاهد العدوان الصهيوني عند هذا الكم الهائل من الإجرام بحق الإنسان الفلسطيني، بل تجاوز الأمر أن تجرأ الكيان الصهيوني الذي أسس دولة عدوانه على جماجم الأبرياء، على ارتكاب المزيد من الجرائم التي تضاف إلى سجله الحافل، فكانت مجازر الشجاعية، وخزاعة، ورفح، خان يونس والتي خلفت عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ومنع سيارات الإسعاف من الوصول لتلك الأماكن مما فاقم المعاناة.

انتصار للإرادة

وأمام هذا المشهد الدامي والمُظلم، كان صمود شعبنا الفلسطيني يسجل أروع صور الثبات والدعم للمقاومة الفلسطينية التي استمدت من صمود شعبنا القوى والعزيمة والإصرار على مواصلة المعركة بكل قوى وثبات،     فقامت المقاومة بإطلاق القذائف الصاروخية بكل أنواعها المتوفرة نحو المواقع العسكرية واماكن تجمع الجنود والمستوطنات الصهيونية وصولاً لعمق الكيان ليوقعوا في صفوفهم القتل والرعب، فقتل نحو 140 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا، وفق إحصائية للمقاومة الفلسطينية، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 71 منهم. وأما الجرحى، فقد اعترف الاحتلال بـ 1620 جريحًا صهيونيًا، 322 خرجوا من الحرب بإعاقة، وهروب 292 جندي صهيوني من الخدمة العسكرية خلال معركة البنيان المرصوص، فيما أصيب 3000 جندي مصاب بصدمات نفسية جراء المعركة.

وبلغت تكلفة الحرب على جيش الاحتلال ما بين 3 و4 مليارات دولار منها 2.5 مليار خسائر في الذخائر والمعدات، أما خسائر المستوطنين المباشرة فقد بلغت أكثر من 450 مليون دولار، وقدم 18 ألف طلب تعويض للمستوطنين إلى حكومتهم، بينما بلغت خسائر قطاع السياحة في الكيان الصهيوني 650 مليون دولار، وقدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بحوالي مليار دولار.

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات