الخميس 28 مارس 2024
العملة | سعر الشراء | سعر البيع |
---|---|---|
الدولار الامـريكي | 3.78 | 3.8 |
الدينــار الأردنــــي | 5.35 | 5.37 |
الـــيــــــــــــــــــــــــورو | 3.04 | 4.06 |
الجـنيـه المـصــري | 0.1 | 0.12 |
" ريال ميديا ":
" سناء شعلان" امرأة تؤمن بأنّ الله الذي نفخ الرّوح فيها هو من جعل وجودها يتلخصّ في البحث عن الأجمل والأنقى، ولذلك تبحث عنه في رحلتها كلّها،وتجده حيث الخير والمحبّة والعدل والثقافة والإخاء.إنّها تكتب ليصبح العالم أنقى ولو على الورق.إنّني باختصار قلب نابض يملك قلماً.
أمّا بمنطق التّعريفات السّيريّة المعقودة في حوادث وإنجازات،فسناء شعلان هي أديبة وناقدة أردنية وإعلامية ومراسلة صحفية لبعض المجلات العربية وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والمرأة والطفولة والعدالة الاجتماعيّة، تعمل أستاذة في الجامعة الأردنية،حاصلة على درجة الدكتوراة في الأدب الحديث ونقده بدرجة امتياز،عضو في كثير من المحافل الأدبية مثل رابطة الكتّاب الأردنيّين،و اتّحاد الكتّاب،وجمعية النقاد الأردنيين،وجمعية المترجمين الدوليين وغيرها.حاصلة على نحو50 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال والبحث العلمي،كما لها الكثير من المسرحيات المنشورة والممثّلة والحاصلة على جوائز.حاصلة على درع الأستاذ الجامعي المتميز في الجامعة الأردنية للعامين 2007 و2008 على التوالي كما حصلت مسبقاً على درع الطالب المتميّز أكاديميّاً وإبداعيّاً للعام2005 .ولها 46 مؤلفاً منشوراً بين كتاب نقدي متخصص ورواية ومجموعة قصصية وقصة أطفال إلى جانب المئات من الدّراسات والمقالات والأبحاث المنشورة،فضلاً عن الكثير من الأعمدة الثابتة في كثير من الصحف والدوريات المحلية والعربية، كما لها مشاركات واسعة في مؤتمرات محلّية وعربيّة وعالميّة في قضايا الأدب والنقد والتراث وحقوق الإنسان والبيئة إلى جانب عضوية لجانها العلميّة والتحكيميّة والإعلاميّة،وممثّلة لكثير من المؤسسات والجهات الثقافيّة والحقوقيّة،وشريكةٌ في كثير من المشاريع العربية الثقافية.تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات،ونالت الكثير من التكريمات والدّروع والألقاب الفخريّة والتمثيلات الثقافيّة والمجتمعيّة والحقوقيّة.وكان مشروعها الإبداعي حقلاً لكثير من الدّراسات النقدية ورسائل الدكتوراة والماجستير في الأردن والوطن العربي.
من يبحثون عن الأجمل في الواقع والحقيقة.
لا أعرف إنْ كانت كتاباتي تتميّز عن غيرها أو لا،ولكن أعرف أنّها مختلفة بمقدار اختلاف بصمتي الشّخصيّة عن سائر بصمات البشر الآخرين؛فأنا أكتب بنبضي وفكري ولغتي الخاصّة،ومن يقرأ لي يذوقني،ويحسّ بي،ويلتصق بروحي.
بشكري لله أنّه عافني في جسدي وعقلي وروحي،ووهبني فرصة جديدة لعبادته واستغفاره للحياة والمحاولة وتصويب ما يجب تصويبه في حياتي.
لا، أنا أكتب وفق حاجتي واستسلامي لنداء الكتابة في أعماقي،ولذلك لا اشتراطات زمانيّة أو مكانيّة لكتابتي،وأحياناً أكتب في أغرب الأزمان والأماكن.
في الغالب نعم،فأنا أحبّ الكتابة بالقلم الأزرق السّائل،في حيز هادئ وعطريّ وخافت الإضاءة،على وقع موسيقى أحبّها،ولكن ذلك لا يعني أنّني أسيرة هذه الطقوس،فأنا أمارس الصعلكة في الكتابة أحياناً،وأكتب في ظروف منفّرة،ولا تناسب الكتابة أحياناً.
حسّاسة جدّاً،فرديّة وذاتيّة،لا أحبّ الشّراكات أبداً،عاطفيّة إلى درجة منهكة،وحادّة ومتطرّفة،قاسية جدّاً إن غضبت،وحقودة جدّاً،لا أغفر أبداً لمن أساء إلي،وشديدة الإخلاص،ومتمرّدة،وقلبي لا يعرف الخوف.
في طفولتي فكّرت في مراسلة مجلة الأطفال الوحيدة التي كنتُ أعرفها في صغري ،وهي مجلة "وسام" الأردنية للأطفال،وراسلتهم بمساعدتي أمي،لكن مجلة "وسام" لم تنشر لي شيئاً عندها،فحزنتْ بشدة،وشعرتْ بخيبة أمل كبيرة،وانتقمتْ من تلك المجلة بأن توّقفت عن شرائها.وطبتُ نفساً بانتقامي العظيم!!
الكتاب الأوّل الوحيد الذي ملكته في حياتي كان قصة أهدتها أمي لي،لم أكن حينها أعرف القراءة ،فما كنت قد تجاوزت الثالثة بعد،ولكني سعدتُ بها،وظننتُ أنّها المطبوعة الوحيدة من نوعها في العالم،لكنّ القصص والكتب توالتْ بعدها،وانهالتْ علي من والديّ اللذين لاحظا غرامي العجيب بكتبي، إلى أن تعلّمت القراءة،وقد تعلّمتها في الصف الأوّل بسرعة عجيبة،وطفقتُ حينها اكتشف عوالم قصصي،وما ظننتُ أبداً أنّ أنّها بهذا الجمال،وكانت قصة أجهل مؤلفها اسمها " دراجة عماد" هي القصة الأولى التي قرأت، ووجدتُ نفسي دون قصد أحفظ كلّ كلمة من كلمات القصة،وأتفكّر بها طويلاً.
أمي هي عرّابي الأكبر في الحياة،أمي الحبيبة كانت امرأة مستحيلة،وما كنت لأكون أنا لو لم تكن هي أمي؛ فهي عوني وملهمتي،فقلة من النّساء من يستطعن التعامل مع طفلة شقية عنيدة متمردة ،تريد كلّ شيء، وتسأل عن كلّ شيء وتشكّ في كلّ شيء مثل أمي، التي ملأت نفسي حباً لطبيعتي المتعبة،وما تبرّمت بي يوماً، وكانت تتفهّم أخطائي وعثراتي،وتشاركني أحلامي،وتؤمن بي،فلو كفرت بي أمي لما نفعني إيمان البشر كلّهم بي.
لا أعرف سبباً لحبّي للكتابة، أخال أنّ الكتابة حالة شهوة لا تعرف الإشباع، ولا حدّ لها، ولذلك لا أجد نفسي في جنس أدبي بعينه، فأنا أكتب الرواية والقصة القصيرة والنّص المسرحي والشَعر والدراسات النَقدية، وأجد نفسي فيها جميعاً؛ إذ هي حالات تعبيرية ،ودفقات شعورية إبداعية خرجت وفق الشكل الذي ناسبها،وواءم خصوصيتها.
كان الرّسم هو صديقي الأوّل في مرحلة طفولتي الأمّية،ولطالما أعدتُ رسم صور قصصي،فقد كنتُ أملك ثروة من الألوان الجيدة ودفاتر الرسم ذات الورق الثمين،ومئات الأقلام والمساطر وعدة قصّ ولصق كاملة، وشركاء من الأخوة وفائض من الوقت يسمح لي بأن أرسم لساعات طويلة. وكان الرهان بين أمي وزوجة خالي الأثيرة، فأمي كانت ترى فيّ رسامة موهوبة أمّا زوجة خالي التي كان القارئ الأوّل لي فقد كانت تراهن على الأديب الذي في داخلي،ومرت السنون،وكسبت زوجة خالي الرّهان،وبقيت أمي مصمّمة على أنّ في داخلي رسّام متواري خلف كلماتي وقصصي.
الحياة بالنسبة لأيّ مبدع-في نظري- تقبع كلّها خارج الجامعة؛ففي الجامعات لا توجد حيوات،بل مجرد مهازل اسمها العلم والعلماء وأكذوباتهم المستشرية،وتمثليات سخيفة لأداور البطولة والتّعليم والمثل العليا ،فضلاً عن تبديد الوقت في عمل أكاديميّ عقيم،لا يجدي فائدة علميّة حقيقيّة في ظلّ سقوط حضاريّ كامل وتخلف فكريّ وإخلاقيّ ومؤسّساتي ووجود العاهات واللّصوص في جسد المؤسّسة العلميّة المزعومة.أمّا الحياة الحقيقيّة لي فهي خارج الجامعة،عندما أخلع أكذوبة التعليم الجامعيّ في مؤسّسات متهاوية منذ زمن،وأنطلق لإنسانيتي وعملي وإبداعي.
إنّه الطّريقة الوحيدة كي نتنفس في هذا العالم الخانق،أنْ نحبّ فهذا يعني أنّنا لا نزال قادرين على الحياة.الحبّ هو الدّليل الوحيد على أنّنا لا نزال بشراً،وأنا منذورة للحبّ.
هي الحياة التي نراها حقيقة حولنا في كلّ مكان؛إنّها حياة منفرة وخانقة،يتكالب فيها البشر،ويتطاحنون،وينسون رسالتهم الكبرى في الحياة.
إنّه رجل قلبه كبير،وروحه شفافة،وأعماقه نورانيّة.
رواية " أَعْشَقُني" وُلدتْ عندي في حالة غضب وانزعاج،وهي دون شكّ لم تنحرْ هذا الغضب وذلك الانزعاج،ولكنّها نقلتهما من حالة العصاب والكبت إلى حيّز الوعي والنّقد والتّشكيل والتّحرر والرّفض،هي صنعت من قهري حالة إبداع إدراكيّة تنطلق من العلم والعقل والقلب لبناء عالم يوتيوبيّ منشود يفارق العالم المنكود الذي اجتهدت الرّواية في التّمرد عليه،وعدم الانصياع لإكراهاته.
كنتُ غاضبةً بحقّ من البشريّة الحمقاء التي تتصارع دون توقّف،من البشر القساة اللامباليين،من حمّام الدّم المشرع في كلّ مكان بزخم دماء الأبرياء،من مشهد الحياة دون كرامة،من جداريّة الموت دون ونيس،من سلطة الفاسدين،ومن قهر المستلبين،من إعدام العشق،كنتُ حانقة على المتخمين كلّهم،وثائرة باسم الجائعين والمحرومين والمنكدين جميعهم،كنتُ في حرب ضدّ الحرب،وفي صرخة ضدّ جعجعات الكاذبين،كنتُ أريد أن أقول لا حتى ولو كلّفني أن أنجز عملاً روائيّاً يعدم نفسه عند أوّل مفترق كتابة،كنتُ أدرك تماماً وأيقن في لحظة إيمان لا تعترف بالشّك أنّني أقامر على طاولة الفنتازيا بكلّ ألآمي ومعاناتي،وأنّني أراهن على الاستشراف العلميّ لرسم مستقبل ممكن في طور بناء عالمي يوتيوبيّ يخلص للحظّة الحبّ التي أؤمن بها خلاصاً للبشريّة في ظلّ أزمة البشرية الكبرى،وهي غياب الحبّ؛فالبشريّة في حالة إفلاس روحيّ وشعوريّ،ولذلك فهي تبتدع حرفتي الموت والكره،وتتنافس في صنع الفحش والإيذاء،وتتذرّع بشتّى الذّرائع لتكسو نفسها بالسّلاح والبطش والتسّلط،وما هي في الحقيقة إلاّ منكوبة في قلبها العاصي الذي لم يتعلّم-بعد- أن تحبّ.البشر في حاجة إلى درس إنسانيّ مخلص في الحبّ،وهو خيارهم الأخير قبل أن يُبادوا وينتهوا.
ومن هذا المأزق بالتحديد كانت ولادة رواية" أَعْشَقُني" التي فارقت منذ البداية الشّكل التّقليديّ لتشبهني من الدّاخل والخارج،إنّها بضع من روحي.
هو موجود في أعماقي،ويصعب علي أن أفصل بين الموجود والمأمول؛فهما واحد في نظري،ولذلك خالد هو صورة الرّجل الأجمل أكان حقيقة أم وهماً،فالأمران سيان،ما دام هو المنتظر في أعماق كلّ امرأة، كما هي شمس بطلة القصّة حلم كلّ رجل يبحث عن العشق والأنوثة والإخلاص.
شهادة المرء في نفسه مجروحة،ولكنّني أعمل بجدّ وإخلاص وصدق ونيّة طاهرة،وهذا يرضيني أيّاً كانت النّتائج.
لا مستحيل في الأدب مادام اليراع سيّالاً طاهراً،أنا أراهن على الكلمة وأؤمن بها،وكلّ ما خلاها هو وهم زائل لا شكّ.
نعم،أنا في صدد كتابة رواية عن الهند،وهي رواية حبّ دافئة.وأنا أكتب عن الهند دون سواها لأنّها هزّت قلبي.
أرض السّحر والمستحيلات والحلم وخزّان عملاق للبشريّة وإرثها.
قلبي يقرع فيها دون توقف.
مشاعره الجيّاشة وفلسفته الفطرية.
لم يصدف أن تمنيت ذلك،فأنا أعشق الأشياء كما هي،ولمن هي،دون أن أتمنّى أن أنتزعها منهم؛فأنا أحبّ الورود على أغصانها،وأحبّ الملاحة على وجوه أصحابها،وأحبّ الكلمات من حناجر أصحابها.أستمتع بالجمال ولو كان في أحضان غيري،وأقبل بذلك نصيباً لي منه.
أحبّ الأحرار والمتمردين والغاضبين والنقيين في زمن القذارة.
أكره الأوغاد والجبناء والبخلاء والمنافقين وأنصاف الرّجال والنّساء.
كلّ من مرّوا في ثقافتي وقرأت لهم قد أثّروا بي،لكنّني لم أكن صورة أو تلميذة لأديب بعينه،أزعم أنّني لم أنتمِ إلى مدرسة بعينها في الأدب،أنا أتنفس هواء الجميع،ولكن برئتي أنا.
لا أعتقد أنّ جنس المبدع ما يشكّل أزمته وقلقه ويخلق أعداءه،بل مواقفه وثباته على مبادئه.وأنا ثابتة على مبادئي،وخارج صفقات المفسدين،ولذلك لا بدّ أنّ هذا الموقف يخلق لي أعداء من حظيرة الأوغاد.
ليس بعد؛فالأجمل هو القادم،وإن كانت رواية"أعشقني" قد خرجت من روحي لا من قلمي وفكري فقط.
مشهد كبير وجادّ،يعجّ بالقامات العلميّة الرّصينة،وطلبة العلم الجادين المجتهدين الذين يصادقون العربيّة،ويسمحون لها أن تصل إلى أعماقهم.
نعم،هناك الكثير من الأساتذة الهنود الأجلاء الذين أدهشوني بتمكنهم من اللّغة العربيّة إلى حدّ جعلني أعتقد أنّ العربيّة لغتهم الأم.
نصيحتي لهم تتلخّص بأن يعشقوا العربيّة؛فمن عشق قلبه أتى بالعجب العجاب من التفتّح على ما يعشق.
2023-05-21 | 17:12 PM
صور ثلاثية الأبعاد لحطام تيتانيك تحاول البحث في ظروف غرقها