سيلُ الله ... للشاعرة الكبيرة : نجاح إبراهيم

نجاح إبراهيم*:

" تحية  للحشد الشعبي المشرف في العراق" 
أرأيتمْ سيلاً قدسيّاً 
حاملاً صوتَه الهدّار؟
ينهضُ من براري الفجرِ
ومآذن السّوَرِ؟
يُغاصِنُ دمي 
ما يتناسلُ في روحي 
من عُشْبٍ
وعصافيرٍ 
وممالكَ أجراسٍ 
تهزّ العالمَ 
زنوداً من داليات
 المواسم الواهبة 
في نشوة البَهَارِ والعشقِ 
أغنّيك
والعشقُ مَنْ صنع شروق
العيون الآيلة
 إلى العروش
يا أيها السّيل الممتدّ إلى الله!
تورقُ الأرضُ من ماءِ 
خطوكَ
يا الواعدُ إلى البَهاء!
أقاسمك العروجَ
وما أحملُ من مدنِ الجراحْ
أما رأيتَ زهرَ اللوز في لغتي؟
والصلواتِ في كفي
والأناشيدَ نجوماً خضراً في عيني؟
يا فيضاً دهم بمدّه البلاد!
فأينعت نوراً وغاراً
أغارُ على الضياءات 
من نهارات زنابق الرّوح
هنا نبتّ
هنا مررتَ
والكون بات مسرحاً
لخيلك
يا الضالعُ في الانسكاب 
نخلاً أخضرَ
آياتٍ ذاتَ صدى 
" الله اكبر"
تقاطرُ على حوافِ النصرِ البَهيّ
ها شعري 
يسّاءلُ:
أما آنَ أنْ يجفَّ نهرُ الدمِ
في شوارعِ الحزن؟
وأكفّ الهلال
وكلِّ دمعةِ ثكلى 
ذابت في الرّمالِ؟
أما آن أنْ نمسك خيوطَ الشمسِ 
من مشرِقها إلى مغرِبها؟
لن أهادنَ الصّمتَ
ولن أخنقَ الشدوَ
المسافاتُ ضاقت عن صوتِ حنجرتك السّمراء
يا من تغني موتاً فريداً
لا عباب بحرٍ
يوقفُ شهيته
ولا أبواب سماء.. 
تصوغُ رغم الصّعاب
وليلِ المواجعِ العتيقِ
رغمَ الجراحِ والأسى 
ذياك الوسامْ
وقباباً يغتسل بنداها الحمامْ
على باب عزيمتك
 أصلي
هل لعينيّ أن تستوعبا مدىً
من راياتِ الفتح؟
يا زرقاء أعينيني!
لأعلنَ أنّ للصباحات 
فيضٌ
وللرّجالِ مدٌّ
يطلعُ على خبطِ أقدامهم
" ياالحشد " النورانيّ!
تسّاقط الأقمارُ على ذرى هامتك
وباسم اللون الأخضر
أقرأ في الشجرِ
آية العطاء
يا الواعد!
مِلءَ صوتي أقول:
إنّ الحلم من عينيك الناشدتين
للخلود
يبدأ قياماته كسِحْرِ الأساطير
وإنّ كلّ زفرةٍ من صدرك 
ترسمُ وطناً دافئاً 
وشطآناً تعانقُ
قصبَ الأهوار
ليطلق أغانٍ
تطلّ على شرفات الغيم 
يا أيها الماضي إلى الشمس
بندى الجسدِ النبويّ
أستحمّ قبرةً في ظلّ النداء
يقودني لأشعل نهاراً
في قلوبِ الأطفال
وأغصانِ الشجرْ
وأسوارِ العتباتِ في العيون
قد لمحتُ بين كتفيك 
زقوراتٍ تموجُ بالسنابلِ
والعناقيدِ
والسَحَر
لنبدأ كما احتفاء السماوات
بنوروزِ المطرْ.

*شاعرة روائية سورية :