الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

اسرائيل ارادت من أوسلو احتلالاً بأقل الخسائر..

المجدلاوي :حماس باتت عبئ على شعبنا بسيطرتها على المعابر

  • 13:49 PM

  • 2015-02-20

غزة - " ريال ميديا":

دعا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والنائب عنها في المجلس التشريعي ، جميل المجدلاوي ، حركة حماس الى مغادرة معابر قطاع غزة وتسليمها للسلطة الوطنية ، واعتبر في حوار شامل مع "فضائية القدس" المقربة من حركة حماس اتفاقية أوسلو بأنها كانت مطلباً اسرائيلياً لتحويل احتلالها للأراضي الفلسطينية بأقل الخسائر.وهذا نص اللقاء:

هناك تصريح لوزير جيش الاحتلال يحذر من انهيار السلطة الفلسطينية وضرورة نسج تعاون وثيق يضمن الأمن لهم، لماذا يعتبر البعض بأن القيادات في الكيان الصهيوني تحرج السلطة من خلال هذه التصريحات،  وبرأيك إلى ماذا تهدف هذه التصريحات من قبل وزير جيش الاحتلال وقيادته بشكل عام وبشكل مستمر عن السلطة؟

مشروع أوسلو منذ البداية  أرادته "إسرائيل" مشروعاً لتنظيم احتلالها وتحويله إلى احتلال بأقل الخسائر، خاصة كما يعرف الجميع أن الإعداد لهذه الاتفاقيات جاء في ظل الانتفاضة المجيدة التي بدأها شعبنا في نهاية عام 1987، أي أن "إسرائيل" أرادت من اتفاقيات أوسلو وقف الانتفاضة وتنظيم شئون احتلالها والسلطة جاءت من وجهة النظر الإسرائيلية في هذا السياق. هذه حقيقة لا أعتقد أن أحداً يكابر الآن في الإقرار بها. لكن بالمقابل بعض الاجتهادات الوطنية الفلسطينية التي لم نكن نقرها ولا نزال لا نقرها أنها حاولت أن تجعل من اتفاقيات أوسلو خطوة تنزرع فيها بالأرض الفلسطينية، ويمكن أن تعمل على تطويرها لمشروع دولة. الحياة جاءت لتقول بأن هذه المراهنة لم تكن في مكانها، وأن هذه الاتفاقيات أدخلت أصحابها في إطار السياسة الإسرائيلية بغض النظر عن النوايا الطبية لأصحاب هذه السياسة ولمن أسسوها، التصريح الإسرائيلي يأتي في هذا السياق. الصراع ينبغي أن يكون بيننا وبين الإسرائيليين بغض النظر عن مواقفنا الابتدائية من السلطة ومن اتفاقيات أوسلو ونتائجها والسلطة كواحدة من هذه النتائج، الصراع الآن ينبغي أن يكون كيف نحّول هذه السلطة التي أرادها الاحتلال أن تكون أداة لتنظيم شئون احتلاله بما في ذلك إعطائها الوظيفة الأمنية بالدرجة الرئيسية والخدماتية بطبيعة الحال، إلى حلقة من حلقات الصمود والمقاومة الفلسطينية. أعتقد أن هذا الأمر يفرض أن ننتقل بالوضع الفلسطيني إلى حالة جديدة تنسجم والخطوة التي أقدمت عليها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالإعلان عن دولة فلسطين وقبولها عضواً مراقباً. الآن يمكن أن نفكر معاً كفلسطينيين بغض النظر عن كل الخلافات بيننا من أجل أن نحوّل هذه الخطوة إلى خطوة كفاحية حقيقية وأن نقول أن هذه أرض لدولة فلسطين المحتلة، التي ينبغي أن يواجه العالم الإجرام والاحتلال والاعتداء الصهيوني على أراضي هذه الدولة. بهذه الصفة، يمكن هنا أن نعمل على تحويل وظيفة السلطة من وظيفة أمنية خدماتية أرادتها هكذا "إسرائيل" إلى حلقة من حلقات الصمود والمقاومة الفلسطينية بمختلف أشكالها وفقاً للمعطيات والظروف في كل مرحلة من مراحل النضال.

صحيفة "معاريف الصهيونية" تقول أن جيش الاحتلال يستعد لمواجهات عنيفة وموسعة مع قطاع غزة، هل ترى هذا العدوان يمكن أن يندلع في القريب العاجل بسبب الانتخابات أم أنها معركة لابد منها، ولكنها مؤجلة على الأقل في الوقت الراهن؟

أنا أعتقد أنها معركة مؤجلة، طبعاً هناك معطيات بالذات على ارض القطاع يرى البعض أنها تدفع جماهير القطاع إلى ما يمكن أن يسمى ضربات اليائس، طبعاً من يراهن ويضع شعبنا في هذا السياق لا يعرف شعبنا جيداً لأن شعبنا لم ييأس في ظروف أقسى من الظروف التي نمر بها الآن وهي ظروف قاسية جداً. لكن شعبنا مر على امتداد سنوات هذه النكبة الممتدة الآن لما يزيد عن سبعة وستين عاماً اعتاد أن يعيش صعوبات ولكنه ولا مرة كان يائساً ولم يتصرف ولا مرة من مواقع اليأس، أولاً، وثانياً لا أعتقد أن قيادة حركة حماس يمكن أن تتصرف بالخفة وبضعف المسئولية التي يمكن أن تدفعها لاستحضار مواجهات مع هذا العدو الصهيوني، خاصة وأن جماهيرنا في القطاع لا زالت جراحها تنزف، فآثار العدوان الأخير على غزة مازالت ماثلة؛ فهناك لا يزال عشرات الآلاف الذين يعيشون بدون بيوت؛ فقد دمرت بيوتهم ولا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة، وأظن أن قيادة حماس مهما اختلفتُ معها فلا يمكن لها أن تتجاهل هذه الحقيقة، هذا من زاويتنا. من زاوية العدو الصهيوني هو لمس بكل وسائل الاستشعار واللمس والمعرفة الممكنة ماذا تعني بالنسبة له حرباً جديدة على غزة. ستعني بالنسبة له مزيد من الخسائر، ضربات للمقاومة ستتجاوز كثيراً كل ما مر به في عدوانه السابق علينا، وسيواجه مزيداً من الإدانة والعزلة الدولية خاصة بعد أن توثقت عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية التي يمكن عبرها أن تُلاحق جرائم هذا الكيان الصهيوني، لهذا أعتقد أن المواجهة ليست قريبة، صحيح أنه طالما بقي العدوان الصهيوني جاثماً على أرضنا وشعبنا فستظل هناك مساحات مفتوحة لمواجهات مع هذا العدو, ولكنني لا اعتقد أن المواجهة الواسعة قريبة.

حكومة الاحتلال تصادق على خطة لتشجيع هجرة اليهود من أوروبا إلى داخل الكيان خلال العام الحالي، في ظل المعطيات الموجودة هناك تغول بالاستيطان، تشجيع على هجرة اليهود للدخول إلى الكيان. في المقابل هناك مؤامرات تستهدف حق العودة الذي يتآمر عليه البعض، وربما في ظل ما يجري في الشتات، الأمور أصبحت غامضة أكثر فأكثر، كيف تنظر إلى المشهد على هذا الصعيد؟

بالعادة أركز على ما هو مطلوب منا، فالعدو الصهيوني يوسع مخططاته لتهويد فلسطين إذا استطاع لأن يمد دولته إلى حدودها "التوراتية" بأن تتجاوز حتى الحدود الفلسطينية، هذا ما يتعلق بعدونا وهذه المخططات، نواجهها أولاً بوعينا ثم بالعمل على التغيير المتدرج في ميزان القوة بما يمكننا من فرض التراجع على هذه المخططات وعلى العدو الصهيوني، وكيانه وواقعه كله. هذا ما يتعلق بالعدو الصهيوني. المشكلة ما يتعلق بنا. كفلسطينيين وكعرب وكمسلمين، إذا لاحظت أن هذه الدعوة تكثفت وزادت بعد العمليات المجنونة التي جرت في فرنسا، اتخذها الصهاينة ذريعة لكي يجددوا القول لليهود في أوروبا ولكل أنحاء العالم أن ملاذكم الوحيد الآمن هو دولة "إسرائيل" هذا الأمر نحن بجهل أحياناً، وبغباء أحياناً أخرى، وبتواطؤ وبمخططات استخبارية في بعض الأحيان كما نستذكر جميعاً ما عُرف في تاريخ الصراع مع هذا العدو الصهيوني بفضيحة "لافون" عندما أقدم الصهاينة أنفسهم على تفجير بعض المراكز والمؤسسات اليهودية لترويع يهود مصر لدفعهم للهجرة على فلسطين، نحن يمكن أن نستعيد هذه الجرائم الصهيونية أحياناً بأيدي بعض المسلمين أو بعض العرب أو بعض الفلسطينيين، لهذا ينبغي أن نركز وعينا وتثقيفنا وتنويرنا لما يحول دون ارتكاب مثل هذه الحماقات حتى نفقد العدو الصهيوني الذرائع، أما بالنسبة للمخططات الصهيونية فنواجهها بوعينا أولاً وبمقاومتنا ثانياً.

عشرات الفلسطينيين عالقين في مطار القاهرة منذ عشرين يوماً ويناشدون السلطة للتدخل لفتح معبر، ألا يجب على الاقل السماح بالحالات الإنسانية بالمرور 20 ماذا يمكن القول بهذا الموضوع؟

أضم صوتي لصوتهم في مناشدة السلطة الفلسطينية التدخل السريع لدى السلطات المصرية لإنهاء هذه المأساة، لكنني أضيف بأنني أوجه نداءي إلى الأخوة في حركة حماس "غادروا هذه المعابر" أنتم بسيطرتكم على المعابر أصبحتم عبئاً على شعبكم، ولا أعتقد أن الخفة أو حتى عدم الاستشعار الكامل للمسئولية تصل بحيث ترتبط قضية فتح المعابر ببضعة موظفين لحماس يبقوا على هذا المعبر أو ذاك، يا أخوتنا يا حماس أصبحت سيطرتكم على قطاع غزة في بعض أوجهها وبشكل خاص في المعابر عبئاً على شعبكم، أولاً أنتم هكذا تحولون دون فتح المعابر كما ينبغي، أنتم ثانياً تحولون دون الشروع في عملية إعادة الإعمار كما ينبغي، أنتم وهذا هو المهم، تعطوا الآخرين ذرائع بغض النظر من هم الآخرين فمسئوليتكم كقيادة تسيطر على قطاع غزة الآن أن تسحبوا هذه الذرائع، غادروا المواقع مغادرة تامة وأعطوا المفتاح لأبي مازن وتعال استلم يا أبو مازن أنت ومن يمثلك لنرى بعد أن ننزع هذه الذرائع كيف يمكن أن يساهم أمر كهذا في تخفيف معاناة شعبنا على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق المعابر.

أليس هناك واجب للحكومة والسلطة في هذا الإطار، على الاقل لماذا لا يتوجهوا لاستلام هذه المعابر، بغض النظر عن الواقع القائم عليها؟

أخي الكريم، الصراحة تدعوني لأن أقول أن حكومة التوافق الوطني مقصرة كثيراً وكثيراً جداً بالقيام بمسئوليتها تجاه القطاع، هذه مسألة أعلناها تكراراً وليس لمرة واحدة، ولكن الجانب الآخر من الحقيقة أن الأخوة في قيادة حماس عندما يقولون لهذه الحكومة تفضلي واستلمي المعابر، يشترطون الشراكة والشراكة التي يقصدونها أن يبقى موظفو حماس وغالبيتهم على الأقل في مكانهم، وبرأيي أنه لا يجوز أن نغادر الحكومة ونبقى نتعامل مع المؤسسة الرسمية باعتبارنا مؤسسة رسمية موازية نحن نقول تفضلي يا حكومة استلمي المعابر، بعد ذلك نقول بمنتهى الوضوح أن لا أحد .. لا ابو مازن... ولا الحكومة ولا أحد يستطيع أن يتجاهل حقيقة أن لحركة حماس الآن مالا يقل عن 30 إلى 35% من المناصرين والمؤيدين في شعبنا وفي كل مؤسساتنا الرسمية والتمثيلية، وبالتالي حماس ستكون موجودة تحصيل حاصل، دون أن تضع مثل هذه الاشتراطات التي أولاً سياسياً لا يجوز أن تبقى قائمة، وثانياً تتحول إلى ذرائع لدى الآخرين، لأنني أنا أدرك أن بعض الآخرين لا يريدون لعجلة المصالحة أن تسير.

في موضوع المخيمات في سوريات، هناك تحذيرات من كارثة صحية جراء انقطاع المياه منذ 162 يوماً عن مخيم اليرموك ولم تفلح كل المبادرات بتحييد أبناء المخيم وكل المخيمات الفلسطينية عما يجري في سوريا؟

أعتقد أن هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق سوى إدانة كل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل مباشر من خلال مشاركته في استدراج مخيم اليرموك وغيره من المخيمات إلى أتون هذا الصراع الدموي في سوريا أو ساهم بشكل غير مباشر من خلال تغطية بعض المجموعات التي نسبت نفسها إليه في فترة وأخرى دون أن يكشف عنها الغطاء. أقول هذا الخبر لا يحتاج أي تعليق؛ بل نحتاج للوقوف جميعاً بمسئولية من أجل نوفر على شعبنا، لا أقول حماية أبناء شعبنا الآن في المخيمات بالقوة لأننا لا نستطيع ذلك، بصراحة شديدة، نستطيع أن نحميهم بأن نحيدهم ونحيد أنفسنا نقول أننا لسنا طرفاً في هذا الصراع، أيا كانت مواقف أطراف الساحة الفلسطينية، فأنا أدرك كما يدرك الجميع أن بعض الأوساط في الساحة تتعاطف مع من يسمونهم بالمعارضة على مختلف تشكيلاتها وبعض الأطراف تتعاطف مع النظام، أنا شخصياً لست مع التدخل الخارجي بسوريا، أدين كل أشكال هذا التدخل سواء كانت من جماعات مسلحة أو من دول، وأدعو إلى أن يأخذ الشعب السوري حقه كاملاً في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية التي تمكنه من اختيار قيادته اختياراً حراً بدون ضغط أو تفرد أو إقصاء لأي جهة سياسية أو فكرية، هذا حق أشقائنا في سوريا، ولكن اعذورنا نحن الفلسطينيين لا نستطيع أن نكون طرفاً في هذه المعركة، ولهذا أنا أتوجه للجميع ارحموا هذا الشعب، ارحموا أبناء شعبكم، وأتوجه للمتقاتلين في سوريا ارحموا أبناء شعبنا فلا يجوز أن يكونوا وقوداً وحطباً لهذه الحرب.

في الملفات الفلسطينية الداخلية، على الصعيد حركة فتح هي تقول أنها ما زالت متمسكة بزيارة الوفد إلى قطاع غزة، ما هي المعوقات التي تؤخر برأيك زيارة هذا الوفد؟

لا توجد معوقات جدية، المعوقات هو تردد قيادة فتح في إتمام هذه الزيارة، لأن كل القوى جاهزة سواء للمشاركة عبر من يمكن أن يأتي مع الوفد من رام الله، أو من سيشارك في غزة لأنه كما يعرف الجميع هناك بعض القيادات مثل قيادة الجبهتين الشعبية والديمقراطية وغيرها لا تسمح لها "إسرائيل" بالانتقال من الضفة إلى غزة أو العكس، لهذا يمكن أن تمثل بشخصيات قيادية من القطاع، لا يوجد أي مبرر كان المبرر الذي طرحه الأخ عزام الأحمد في الاجتماعات الأخيرة للجنة السياسية والتنفيذية أنه سيلتقي مع الأخ موسى أبو مرزوق بالقاهرة من أجل أن ينضج بعض الملفات. وفي حينها وفي ذات الاجتماع قيل للأخ عزام "لا ضرورة لذلك ولا داعي، يمكن أن تبحث كل الملفات على طاولة البحث المشترك". ولهذا أنا شخصيا لا أرى أي مبرر هي ذرائع تعكس تردد قيادة حركة فتح ومن يمثلها في هذا الحوار، وهي على أية حال ذرائع غير مقبولة.

هناك مطلب فلسطيني جامع، بالعودة لطاولة الحوار الفلسطيني الشامل، في هذا الاطار لماذا تظهر فتح فقط في الحوارات الثنائية وكيف يمكن العودة على طاولة الحوار للكل الفلسطيني؟

لا للأمانة أحياناً حركة فتح لا تذهب لطاولة الحوار وأحياناً حركة حماس لا تذهب، عبر السنوات الماضية الثمانية كنا أمام ما كنا نسميه ونحن صبياناً "لعبة قواديس البيارة" كل واحد يأخذ موقع الذرائع ويقدمها للآخر ثم يتكل الآخر على ذرائع الآخر وهكذا، في هذه اللحظة نعم فتح هي التي تتردد لا يوجد سبب  يمكن أن نقدمه لأبناء شعبنا، ويكون مقنع لهم، دائماً وأبداً الحياة وتجربتنا أكدت أنه عندما نلتقي بشكل جماعي يكون الاتفاق أسهل، هكذا كانت تجربتنا في منظمة التحرير، على امتداد سنوات عمرها ، هكذا كانت تجربتنا في أول جلسة حوار وطني شامل في عام 2005 بالقاهرة، هكذا كانت تجربتنا على امتداد جلسات الحوار الوطني الشامل في القاهرة بعد الانقسام، عندما كنا نلتقي نتفق، لكن عندما يلتقي الطرفان لا يتفقان، تتحول المسألة إلى تجاذب سلبي في جوهرها ولا نصل إلى اتفاق وإذا وصلنا إلى اتفاق يكون فقط لتسهيل الإعلان كشكل من أشكال العلاقات العامة، لكن الحياة قالت أنهما لم يستطيعا الاتفاق منذ أن بدأ أول حوار بينهما في بداية التسعينات . هم يتحاوروا ويختلفوا.

كيف يمكن جمع الكل الفلسطيني للاتفاق على الأقل على إستراتيجية توحد هذا الشعب؟

المفتاح والحلقة المركزية والأساس المتين الذي يمكن أن نبني عليه هو الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومفتاح هذه الحلقة بيد الرئيس أبو مازن، لأنه هو الوحيد الذي يملك الحق في دعوة هذا الإطار، أنا أدرك بطبيعة الحال التعقيدات الإقليمية التي تعترض عقد هذا الإطار، خاصة وأن الجميع حريص على أن تبقى مصر هي بوابة وأرض الاتفاق وإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني الكارثي، لكن بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولم يعد سراً أن اللقاء بين أخينا عزام وأخينا موسى تعذر في القاهرة يوم الجمعة الماضي كما كان ينبغي أن يحدث وهذا يعني أن عقد الإطار القيادي في القاهرة أيضاً سيكون متعذراً ،  لكن عندنا بدائل إذا لم يكن في غزة بما يمثل الجميع، وهناك امكانية لعقد مثل هذا الاجتماع في غزة كما يمكن أن نجتمع في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في عمان ، يمكن أيضاً أن نجتمع في مقر الدائرة السياسية للمنظمة في تونس، وهذه كلها مقرات فلسطينية ولا تحرج أحداً، ولا تعني أننا نقلنا ملفات المصالحة إلى الأردن إذا عقدنا الإطار القيادي في مقر المجلس الوطني في عمان، أو الدائرة السياسية بمنظمة التحرير في تونس. هذا الأمر يمكن أن نعالجه في إطار المؤسسة الفلسطينية، إذا تعذر كل ذلك فاتفضل يا أخ أبو مازن فوض من تراه مناسباً لتنعقد طاولة حوار قيادي لا تأخذ طابع الحوار فقط، ولكن تأخذ طابع الإطار القيادي المؤقت، بالصلاحيات التي نص عليها اتفاق القاهرة، أي متابعة تنفيذ اتفاقيات القاهرة، والإقرار بالمسائل السياسية الكبرى، ثم بالبدء بإعادة البناء مؤسسات المنظمة التي تجمعنا جميعاً على أسس وطنية وديمقراطية بالانتخاب الديمقراطي داخل الوطن وحيثما أمكن في مواقع الشتات. هذه المسألة والمفتاح بيد أبو مازن، لكن يا ترى إذا أبو مازن فتح الباب حماس تدخل بالايجابية المطلوبة ؟ أنا شخصيا لا أستطيع تأكيد ذلك، ولكن تفضل يا أبومازن افتح الباب لنرى قيادة حماس ماذا ستفعل، وعندها ينتقل الملف إلى نقلة جديدة في إطار العلاقات الفلسطينية إذا لم تقدم على ذلك سأظل أقول أن المسئولية الأولى تقع على الرئيس أبو مازن في فتح بوابات إنهاء هذا الانقسام.

أي من الخطوات التي تفضلت بالحديث عنها، هل تراها قريبة بمنطق التنفيذ؟ أم كل هذه المخططات مؤجلة بانتظار قرار من الرئيس ليدعو الجميع أو على الأقل يفوض أحد؟

لا يوجد أية مبررات تحول أن يتم هذا الأمر بسرعة، نستطيع أن نبدأ من الغد منذ أن يصدر التصريح الإسرائيلي للقيادات الفلسطينية بالانتقال من الضفة إلى غزة نستطيع أن نبدأ، لا يوجد أي مبرر للتأخير، أما الذرائع التي يقدمها البعض هي في حقيقة الأمر تخفي موقفاً انتظارياً، كان في فترة من الفترات من الأخوة من حماس بانتظار تبدلات إقليمية، ولا يزال بعضهم يراهن على تبّدلات إقليمية أنا أقول له لن تأتي، أو مواقع انتظارية من الآخ أبي مازن سواء انتظار الانتخابات الاسرائيلية وما يمكن أن يقدم له بعد ذلك من مشاريع حلول بعد إجراءها، أنا أيضاً أقول للأخ أبي مازن هذا لن يأتي بأي جديد نوعي يمكّنك من الولوج إلى بوابات حقيقية للتسوية، لهذا أضاع الطرفان ولا زالا يضيعان وقتاً عزيزاً وغالياً على شعبنا .. لا أبالغ إذا قلت أنه وقت من ارض ودم وعذاب ومعاناة. لهذا أستطيع أن أجزم بأننا نستطيع ابتداء من الغد أن نبدأ الحوارات المقررة وليس حوارات العلاقات العامة التي ملها شعبنا والتي بدأ يفقد بسببها الثقة ليس فقط في قيادة فتح وحماس، بل بنا جميعاً لأن القيادتين المسئولتان عن هذه الكارثة لم يجدا من يتصدى لهما جدياً على الارض وفي الشتات؛ لهذا فقد بدأت الجماهير بصراحة تمل منا جميعا ولا أبالغ إذا قلت بأن مؤشرات سحب الثقة من الجميع قد بدأت بسبب هذه المعاناة التي لا تعود كلها للاحتلال ومخططاته أو الشتاء والمنخفضات الجوية، بل لأدائنا الخاطئ جميعاً بهذه الدرجة أو تلك.

في موقف لافت د. رباح مهنا اتهم عزام الأحمد بتعطيل وصول وفد المصالحة هل هذا يشكل موقف الجبهة الرسمي، وعلى ماذا تستند مثل هذه الاتهامات؟

الدكتور رباح لم يتهم؛ بل أعلن حقيقة حيث قال " أن موقف الأخ عزام هو الذي عطّل حضور الوفد إلى القاهرة خلال الأيام الماضية، وقوله بأنه سيلتقي الأخ أبو مرزوق في القاهرة لإنضاج بعض الملفات، في نفس الاجتماع قيل له من قبل ممثل الجبهة في الاجتماع "أن هذه الذريعة لن نقبلها وأنه لا داعي للتأخير، وأن على الوفد أن يذهب لغزة فوراً"؛ فالدكتور رباح لم يتهم عزام ولكنه ظهّر حقيقة سياسية وموقفاً طرحه الأخ عزام في إطار اجتماع قيادي فلسطيني شامل، لم يكن ثنائي ولا لقاء خاص. في إطار اجتماع قال عزام "أنا سأذهب على القاهرة يوم 13 نوفمبر للمشاركة في اجتماع للبرلمان العربي، وسألتقي الأخ موسى ونرى محصلة هذا اللقاء"، قيل له في نفس الاجتماع من ممثل الجبهة ومن غيره "هذا مبرر غير مقبول ولا يجوز التأخير".

فتح رفضت هذه الاتهامات، وقالت أنها مجافية للحقيقة ومحاولة لاسترضاء حماس كما جاء على لسان السيد يحيى رباح "أبو محمد"؟

الانقسام عمل انشطار عمودي بشعبنا، حماس وفتح في أسوأ التقديرات يحصلوا بأي انتخابات قادمة أكثر من 60% وذلك مع الأسف الشديد رغم كل الأخطاء والخطايا التي ارتكبها الطرفان بحق شعبنا، لو غداً تجرى الانتخابات الطرفان يحصلان على أكثر من 60% هذا معناه أن الطرفين جزء رئيسي من هذا الشعب، لهذا فالانقسام الذي قاده الطرفان في الساحة عمل انقسام عمودي بشعبنا؛ فصار المظهر الرئيسي لأي موقف إما أن يصب الماء في طاحونة هذا الطرف أو يصب الماء في طاحونة الطرف الآخر، على الرغم رغم أننا كنا نحاول دائماً أن نمد يد هنا ويد هناك لنجمع الطرفين لأن مصلحتنا أن  لا يضعفا... مصلحتنا أن يتوحدا بغض النظر عن صراعهما معاً، الفرق بيني أنا وبين قيادي في حماس وقيادي في فتح أن هذا يريد إضعاف حماس وهذا يريد إضعاف فتح.. أما أنا لا أريد  إضعافهما بل أريد الاثنين أقوياء معاً.. وليس أقوياء كل منهما على حساب الآخر. هذه الحقيقة التي تجعل أخينا القيادي في فتح يحيى رباح يقول "لازم واحد يرضي حماس وواحد آخر يرضي فتح". مع الأسف الشديد علينا أن نعود مرة أخرى إلى الصواب بغض النظر عن مدى اقترابه من هذا الفريق أو ذاك، لا أقول أن كل ما يفعله الطرفان خاطئ، مستحيل كل ما تفعله حماس أو فتح خاطئ، لهذا ازعم أنني أتفق مع الصائب عند حماس، ومع الصائب عند فتح، وأن ننتقد الخاطئ هنا والخاطئ هنا. وهذا لا يرضي الطرفين. بالنسبة لتعقيب الأخ يحيى اعذره لأنني اعرفه جيداً هو ليس متجني، ولا يظلم أحداً وفق معرفتي به لأكثر من 35 سنة لكنه من الواضح تنقصه المعلومات، " يا أبو محمد هذا ما حدث في الاجتماع،  حيث قال مندوب الجبهة لعزام " لسنا موافقين على تأجيل الزيارة ورهنها لحين الالتقاء مع أبو مرزوق" وليس هذا موقف الجبهة فقط بل أكثر من مندوب، لكن ما أؤكده لك يا أبو محمد " أن مندوبي الجبهة سواء مندوبها في اللجنة التنفيذية الرفيق عبد الرحيم ملوح، أو مندوبها القيادي الآخر قالا لعزام "نحن لا نوافق على تأجيل ذهاب الوفد إلى غزة ورهنه بنتائج اللقاء مع موسى أبو مرزوق، لأن هذا يعني عودة جديدة للثنائية الممجوجة التي ملها" ولا أبالغ إذا قلت قرفها شعبنا، أرجوك يا أبو محمد تأكد قبل أن تهجم على الآخرين.

مبعوث الرباعية الدولية "توني بلير" أنهى زيارته لقطاع غزة بعد لقاءه مع وزراء حكومة التوافق، كيف تنظر إلى هذه الزيارة، وفي أي سياق تضع الزيارات المتكررة لشخصيات ومسئولين أمميين وشخصيات دولية أيضاً للقطاع؟

"بلير" مندوب للرباعية ولا أعتقد أنه "ينطق عن الهوى"، أي أنه ينطق بلسان من يمثل من هذا الموقع أظن أن أهم ما رافق هذه الزيارة ما يمكن اعتباره رسالة حملها "توني بلير"، الرسالة هي كما يلي: " لا إعمار بدون مصالحة.. والمصالحة تعني فتح المعابر والمصالحة لا تتم إلا إذا قبلت حماس بدولة فلسطينية على حدود 67 واعتبار ذلك الحل النهائي" هذه هي الرسالة السياسية الواضحة التي حملها بلير، تبدو للوهلة الأولى أن هذه الرسالة تنسجم والموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن من يدخل في العمق سيكتشف أن هذه هي اليافطة، ولكن تحتها اقتراب بلير والرباعية من الموقف الإسرائيلي والتصور للحل، فهم اقرب لدولة في حدود 67 وليس على كامل الأرض المحتلة 67 أي أنهم يقبلون الفهم الإسرائيلي فيما يتعلق بتبادل الأراضي. "بلير" كمل وقال "أي حل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية"، ويتجاهل تماماً حق اللاجئين في العودةهذه الرسالة التي حملها "بلير"، بالإضافة لها وبجانبها روج من جديد لما كان يُعرف بالحل الاقتصادي والذي جُرب ورُوج له في الفترة التي كان فيها الدكتور "سلام فياض" رئيس الحكومة الفلسطينية، وما بشر به من أنه يقيم مؤسسات الدولة، وأنه سيحقق الاكتفاء الذاتي الفلسطيني في الـ2013 لتكون فلسطين جاهزة لإعلان الدولة. أعتقد أن الحياة قالت أن الحل الاقتصادي بدون انسحاب إسرائيلي من كامل 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس عليها وصون حق اللاجئين ليس بحل وهذا سيجعل كل حديث عنه سواء من "بلير" أو غيره حديثاً غير واقعي. هذا الوجه الأول من السؤال، الوجه الثاني، بالنسبة لزيارات الـجانب لها وجهان في وجه يأخذ طابع زيارات التضامن الحقيقي وهذه بصراحة وليس من موقعي كيساري فلسطيني فقط ولكني لأني ابن القطاع والتقي بغالبية الوفود بصفتي السياسية أو النيابية غالبية الوفود التي تأتي للتضامن هي من اليسار بالدرجة الرئيسية ومن بعض المنظمات الليبرالية التي تتبنى فعلاً حقوق الإنسان. هذا هو المظهر الأول للزيارات التي يمكن أن نعتبرها زيارات تضامن، في وجه آخر للزيارات لبعض المسئولين الأوروبيين وغيرهم، يجعل من هذه الزيارات شكلاً من أشكال الإعلان عن أن هناك كيانين وأن هناك جهتين ينبغي أن نتواصل معهما، والتجربة التي صارت مع المنسق السابق للأمم المتحدة وما جرى من خلال من اتفق معه ومن اختلف معه دليل على محاولات البعض تظهير أن هناك مرجعتين فلسطينيتين هذا لإضعاف التمثيل الفلسطيني وتكريس الانشقاق ينبغي أن نحذر من مثل هذه المحاولات، وأن يأتي الإعلان منا بشكل خاص في القطاع أولا بأننا جزء لا يتجزأ من الكيان الفلسطيني الواحد الموحد، وأن يأتي إعلان آخر من رام الله بأن زيارات غزة نعتبرها جزء من التضامن مع شعبنا وهي زيارة قطعة عزيزة من أراضي السلطة الفلسطينية وهي زيارة لأخوة ولذات المؤسسة التي نمثلها جميعاً في إطار منظمة التحرير رغم ما تعانيه المنظمة من قصور.

الرباعية الدولية بدأت تعقد اجتماعات تمهيدية في نيويورك للعمل كوسيط بين السلطة والكيان لاستئناف المفاوضات برأيك ما سبب هذا التوقيت وكيف تنظر للرباعية كوسيط؟

هذا التوقيت هو محاولة لملء فراغ وقت ضائع لا حركة فيه، الأوروبيون واللجنة الرباعية والأمريكان ونحن وكل العالم يعرف أن القيادة الإسرائيلية الحالية قبل الانتخابات لا تستطيع أن تأخذ أي قرار جدي له علاقة بتسوية أو حل سياسي، لهذا هم يعملون على ملء هذا الوقت بحركة يمكن أن نسميها حركة في المكان، وعبر هذه الحركة يطلبون منا لأن بعضنا يستجيب مع الأسف الشديد لمثل هذه الطلبات بأن نبقى في مواقع الانتظار ونحضر أوراقنا وملفاتنا لنكون جاهزين لتفاوض مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، التي أيضاً يوحون لنا بأنهم سيعملون على ألا يعود بعدها "نتنياهو" رئيساً لحكومة العدو، هذه المعزوفة صارت معروفة في كل مرة يصير مثل هذه الحركة، لكن المشكلة أننا نبتلع هذا الطعم فيبقى بعضنا في مواقع الانتظار السلبي الخاطئ والضار.

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات