تصوغ من حرفها زنبقات أقحوانية أدبية

غزة - " ريال ميديا":

حاورها :أسامة حسونة:

انشغالها بمهنتها وابتعادها عن الساحة الأدبية لبرهة من الزمن لم تحل دون عودتها لساحات الإبداع الأدبي ، لتعود من جديد لتصوغ من حرفها زنبقات أقحوانية أدبية تمتاز بجمال ونقاء روحها المفعمة بالعطاء ، لتنفض ألام و أوجاع غربتها بعد عودتها ، لترسم من أشواكها خارطة الوطن التي طالما تمنت أن تكتحل جفونها من حدودها ، وتتنسم عبق الوطن الذي عانى وما زال يعاني مر وويلات ونكبات الاحتلال ، إنها الشاعرة بنت الوطن الحالمة بالحرية والسلام " نوال البردويل .

فكان لنا معها لقاء وحوار طويل وممتع :

البدايات ؟ وبمن تأثرتِ في كتاباتك ؟؟ وكيف استطعتِ أن تمزجي ما بين تخصصك و كتاباتك الأدبية ؟؟

بداياتي كانت مجرد خربشات نثرية ومحاولات فقيرة لكتابة القصيدة كنت أدونها في كراسة وكان ذلك في المرحلة الإعدادية قرأت لعدد من الشعراء القدماء والمعاصرين وكانت دواوين محمود درويش هي الأثيرة لدي وتأثرت كثيراً بكتاباته

كما كان لنزار قباني دور كبير في بناء شخصيتي الشعرية ،أحببت قصائد أحمد مطر وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وقرأت لشعراء الجاهلية وغيرهم .

أما عن تخصصي في الدراسة وهو المحاسبة فهو بعيد كل البعد عن كتاباتي الأدبية التي استقيتها من قراءتي للكتب

بمعظم تخصصاتها .

كتابات شعرائنا مستوحاة من معاناة شعبهم ؟؟ تحمل في طابعها كل معاني الألم والتشرد والنزوح والمأساة بكل ما تحتويه من معنى ؟؟ فإلى أي مدى كانت كتاباتك معبرة عن الواقع الفلسطيني ؟؟

الأدب مرآة الواقع وما دمت فلسطينية فلا بد أن يكون لمعاناة شعبي  وما تعرض له من تهجير وتغريب الدور الأكبر في التأثير على كتاباتي فالأديب لا ابد أن يتأثر بما يجري على الساحة ، وقد عانيت شخصياً من الغربة وحرماني من دخول بلدي إلا بتصريح وكانت المعابر حائلا آخر (صناعة عربية) في اتساع مساحات الألم والغربة التي طغت على معظم كتاباتي وخاصة ما كتبت من شعر حر أو ما اتفق على تسميته بـ (قصائد التفعيلة)

هل تعتزين بالشعر العربي كموروث أدبي ؟ وكيف تقيمينه حاليا نظرا لعهوده السابقة ؟

نحن كعرب لا بد للشعر العربي كموروث أدبي نعتز به أن يكون له التأثير الأكبر وأن يكون المعلم الأول لكل من اقترف الشعر وخاصة الموزون منه هذا مع عدم إهمال ما للمؤثرات الخارجية من إسهام  في تكوين الشعر الحديث ، ونذكر  بالخصوص إليوت وقصيدته "اليباب" والذي تأثر به عدد من شعرائنا في العصر الحديث مثل محمود درويش ، بدر شاكر السياب، وصلاح عبدالصبور والذين قد تميزت كتاباتهم بالرمزية والعمق .

كيف اثر الانقسام الفلسطيني الفلسطيني على واقع الأدب الفلسطيني وعلى كتابه ؟؟

كان لا بد لهذا الانقسام أن يكون له  تأثيراً سلبياً في بداية الانقسام على واقع الأدب الفلسطيني إلا أن الشعراء تنبهوا وفي الوقت المناسب للأخطار التي تحيط بالواقع الفلسطيني وكان لا بد لهم من نهوض معالج لهذا الانقسام والدعوة من جديد لوحدة الصف وقد تم تناول كل ذلك في ما قدم من إنتاج أدبي .

كيف ترى الشاعر ة نوال البردويل واقع الكتاب الذين برزوا مؤخرا في الساحة الفلسطينية ؟؟

لا شك أن لدينا أقلام جميلة وعدد من الكتاب والشعراء الذين برزوا مؤخراً على الساحة الفلسطينية وهم جديرون بكل

اهتمام بتوجيههم التوجيه السليم لبناء شخصيات أدبية فاعلة وذلك لن يتأتى إلا عن طريق برامج خاصة تهتم بنتاجهم

الفكري ومساعدتهم على إخراجه للوجود بكل الطرق المتاحة من مراكز تثقيفية وأمسيات شعرية وطباعة لدواوينهم وتوفير المكتبات وإقامة معارض لتسهيل فرصة الحصول على الكتب بسهولة ويسر ونشر ما يقدمون عن طريق الصحف وغيرها من وسائل الإعلام وهذا بالطبع من أهم المهام التي يجب أن تقوم بها وزارة الثقافة .

الأدب الفلسطيني امتداد للأدب العربي  ؟؟ ما رأيك في ذلك ؟؟

للشعب الفلسطيني باع طويل منذ القدم في إثراء الأدب العربي لوضعه الخاص الذي تميز به على مر العصور وقد كان لقضيتنا الفلسطينية دور كبير في خلق كوادر أدبية مؤثرة على الأدب العربي من مشرقنا إلى مغربنا وهذه قضية لا يختلف عليها اثنان على اعتبار أن فلسطين قضية العرب الأولى وفي نفس الوقت  لا نستطيع إنكار تأثر الأدب الفلسطيني بما حولة من أدب عربي وهذا يعني أن التأثير كان ولا يزال متبادلاً .

الكاتب جزء لا ينفصل عن المجتمع الإنساني ؟؟ كيف تفسرين ذلك ؟؟

يتحتم على الشاعر أن يسجل ويدون وأن تكون كتاباته مرآة لمعاناة من حوله لذا فمن الضروري أن يتناول كل ما يحيط به من مشاكل وما يدور حوله من قضايا تمس المجتمع من قريب أو من بعيد سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو إصلاحية وهذا يعني التنوع في الكتابة وعدم الاقتصار على قضية بعينها ..

المرأة غالبا ما تستحوذ فكر الشاعر في كتاباته فهل كان لها حضور في كتاباتك ولماذا ؟؟

لا بد لكل شاعرة أن تساهم في إظهار المرأة العربية في المظهر اللائق بها وتبيين مكانتها الفاعلة جنباً إلى جنب مع الرجل وطرح ما تواجه من مشاكل تواجهها وهي الأقدر على ذلك  فاهتمام الرجل بالمرأة سواء في الماضي أو الحاضر لم يكن منصباً إلا على  جانب خاص بالمرأة وإظهار ما تتمتع به من جمال دون الاعتماد على ما تتميز به من عقل وفكر  إلا القليل منهم .

متى يفقد الكاتب مصداقيته في نظرك ؟؟

حين يتخلى الكاتب عن مبادئه وقدسية قضيته الأساسية ودوره الأساسي في نشر رسالة الحق والعدل وينخرط فيما لا يمت للأدب بصلة بتقربه لجهة معينة أو حزب ما أو توجيه رسالته لنشر الفساد الاجتماعي والعبث في هذه الحالة يفقد الشاعر أو الأديب مصداقيته.

ما هي أهم المحطات أو المنعطفات التي تعتقدين أنها ساهمت في تشكيل وبلورة هويتك الثقافية؟ وما هو أكثر نصوصك حبا واقرب لنفسك ولماذا ؟

كان لاهتمامي الخاص في قراءة القصص والشعر دور كبير في امتلاكي لخلفية أدبية اتكأت عليها في محاولاتي الأولى للكتابة إلا أن مشاغل الحياة أبعدتني عن الكتابة ولكنها لم تبعدني عن القراءة وأقولها بصراحة أن لمنتدى الفينيق وبتشجيع من الشاعر المهندس عمر الهباش (ابن خالي) دور كبير وفعال في تشجيعي وعودتي للكتابة من جديد .

وقد تعددت كتاباتي فكتبت الخاطرة والشعر الحر الذي يعتمد على التفعيلة وأغنيات للأطفال وكتبت بعض القصص القصيرة جداً (ق.ق.ج) والروايات القصيرة  وقد أحسست بتفوقي في قصتين من خلال تعليقات

زملاء لي لهم باع طويل في هذا المجال.

أما بخصوص نصوصي فلم أكتب إلا ما أحب ولذلك فكل نصوصي أعتز بها وأحبها وأسوق هنا عناوين بعضها:

*مكنون في أعماق القلب*

*ما بين لاءات وبعض من نعم ضاع الوطن*

لا تلمنيْ!!!

*سيان عندي إن بقيت أم ارتحلت* ‏

*بوارق الامل.......*

*أرجوحة الأسرار*

قصة *حين تغيب شمس الحقيقة*

ما هي طموحاتك وأحلامك التي تودين تحقيقها في بلدك بشكل عام، والتي ترنين لها وتحلمين بتحقيقها؟؟؟

إن كان الحديث عن الأحلام فكثيرة جداً أرجو من الله تحقيقها بأن يمن الله علينا بالنصر والعودة إلى أراضي الوطن

أما ما أود تحقيقه في الوقت الحالي فأتمنى أن يكون للشعراء مكانتهم ووضعهم الخاص الذي يتمكنون من خلاله من عرض القضية الفلسطينية  بشكل موسع لتصل إلى جميع أنحاء العالم وبيان حجم المعاناة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات

وأن تحقق الرسالة الأدبيه ما نصبو إليه من استنهاض الهمم وجمع أكبر عدد من المؤيدين والمناصرين لقضيتنا العادلة

كلمة أخيرة ؟؟

في النهاية أقدم جزيل شكري وامتناني إلى القائمين ومن أشرفوا على هذا الحوار والمقابلة التي أسعدتني جداً وأتاحت لي فرصة التحدث والفضفضة عما يجول بخاطري عن قضيتنا المقدسة وغيرها من الأسئلة المطروحة والتي كانت بجد قيمة ومثرية .