الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

سمر عبد الجابر:

قصيدة النثر تشبه زمننا

  • 03:29 AM

  • 2015-11-11

بيروت – " ريال ميديا":

سمر عبد الجابر شاعرة فلسطينية من مواليد الكويت 1985. أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان «وفي رواية أخرى» (2009). شاركت في عدد من المهرجانات والملتقيات الشعرية. حازت مجموعتها الشعرية الثانية «ماذا لو كنا أشباحاً» الصادرة العام (2013) على الجائزة الأولى في مسابقة الكاتب الشاب للعام 2012 مناصفة مع ديوان «الرابعة فجراً في السوق» للشاعر «طارق العربي». تصدر اليوم مجموعتها الثالثة «كوكبٌ منسيّ»، التي حازت منحة مشروع «صِلات: روابط من خلال الفنون» في دورته الثالثة. حول كتابها الأخير، هذا اللقاء.
] بداية، ومن منطلق أنني أجد سؤال القراءة يبقى أساسيّاً وحيوياً في أي تجربة كتابية، أحببت أن أسألك عن آخر قراءاتك، الشعرية تحديداً؟


ـ لا يمكنني حصر ما أقرأ في فئة معيّنة، لكنّي في السنة الأخيرة أميل لقراءة علم النفس والفلسفة بشكل خاص. أمّا بالنسبة إلى الشعر، فأنا أتابع الإصدارات الجديدة لشعراء قصيدة النثر العرب، وأقرأ من فترة لأخرى ترجمات للشعر الأميركي الحديث، وما يتوفّر من ترجمات للهايكو أو التانكا الياباني. المشكلة الّتي أواجهها مؤخّراً في قراءة الشعر أنّي ربّما قرأت ما يكفي من قصيدة النثر سواء العربيّة أو المترجمة لدرجة أنّني لم أعد أجد ما يذهلني فيها. معظم الوقت أشعر أنّ ما أقرأ بات مألوفاً بالنسبة لي، ولا أعني بذلك انتفاء جماليّة القصيدة، ولكن أعني أنّها لا تضيف لي أبعاداً شعريّة جديدة. ربّما هو الشيء نفسه الذي شعرت به من حوالي ثماني سنوات تجاه قصيدة التفعيلة، حيث لم تعد أيّ قصيدة موزونة تذهلني، وذلك لأنّها لم تعد تضيف لي ما هو جديد.
] بالحديث عن الشعر الموزون، أعرف أنك، قبل مرحلة الإصدرات، كنت تكتبين شعراً موزوناً؟ ما الذي تبقّى من هذه المرحلة أو من ذلك المزاج الشعري؟ وكيف ترين، الآن، إلى أمزجة الشعر الموزون بعد ثلاثة دواوين نثريّة؟


ـ صحيح. كتبت الشعر الموزون لسنوات عدّة قبل مرحلة الإصدارات، وكنت من المؤمنين أنّ الشعر لا يكون شعراً من دون وجود موسيقى الوزن. لكن ذلك كان قبل تعرّفي بكثافة على قصيدة النثر، والمترجم منها بشكل خاص، إذ أثّر ذلك على تعريفي وفهمي للشّعر. ربّما أصبحتُ أستمتع بالمعاني وما تتركه حالة القصيدة من أثر في نفسي أكثر من استمتاعي بالموسيقى الشعريّة. هما متعتان مختلفتان تماماً. بعد اكتشافي لقصيدة النثر، شعرت أنّها تشبهني أكثر. وما إن باشرتُ كتابة النثر حتّى شعرتُ أنّ القصيدة الموزونة باتت جزءاً من الماضي بالنسبة لي. أقول إنني أفتقد قصيدة التفعيلة من وقت لآخر لكنّي صراحة عاجزة عن الرّجوع إلى تلك المرحلة. أشعر أنّها تنتمي لزمنٍ سابق، وأنّ قصيدة النثر تشبه زمننا الحاليّ أكثر. ما أعنيه هنا هو بشكل خاص المعجم اللّغوي الذي نستخدمه في الكتابة. لقصيدة التفعيلة معجم لغوي كلاسيكيّ إلى حدّ ما، بينما قصيدة النثر تتيح لنا حرّية أوسع وهامشاً مكتملاً في المفردات.


نبرة خاصة:


] في المجموعة الجديدة «كوكب منسيّ»، وعلى الرغم من تمكنك من النبرة الشعرية الخاصّة أقلّه، ما زلت تحافظين على الأسلوب الشكليّ ذاته في الكتابة النثرية؟ ألا تشعرين بالحاجة ربّما للتعبير النثري بقوالب جديدة او صياغات نثرية؟ تقنية السرد الشعريّ مثلاً؟.

ـ أعتقد أنّ القصيدة هي الّتي تختار شكلها الشعريّ في اللحظة الّتي أبدأ فيها بالكتابة. وقد جمعت في المجموعة القصائد ذات الأسلوب الشكلي المشترك الّتي كتبتها خلال حوالي أربع سنوات، وتعمّدت في الكتاب أن يكون ثمّة تناسقٌ في الشكل. لديّ تجارب أخرى في أسلوب شكليّ مختلف، وهو قد يصنّف على أنّه «سرد شعريّ»، لكن أعتقد أنّي لم أكتفِ بعد من الكتابة بهذا الشّكل. قد يكون مللي من الأسلوب الشكلي في مجموعاتي الثلاث هو السبب في ابتعادي عن الكتابة في الأشهر القليلة الماضية، وسؤالك نبّهني إلى أنّي أحتاج المحاولة مجدّداً في أسلوب السرد الشعري وربّما اكتشاف قوالب شعريّة جديدة أخرى.
] بخلاف المجموعتين الأولى تحديداً والثانية نسبياً، لا تبدو ثنائية الوطن المنفى بكل تفرّعاتها حاضرة؟ هل هذا مقصود أو أن هذه الثيمة، بإحالاتها، من المفترض أنها ممرّرة في مزاج قصيدة «الهامش واليوميّ»؟


ـ أعتقد أنّ ثنائية الوطن المنفى ما زالت موجودة بشكل عام، لكن قد تكون متوارية في قصيدة الهامش واليوميّ كما ذكرت، ولا أعرف إن كانت تظهر بشكل مباشر في مجموعتي الأخيرة. أعتقد أنّ ثيمة الوطن المفقود تظهر بوضوح في القصائد الّتي كتبتها عن جدّي بشكل خاص، ولكنّها تأخذ شكل الكتابة الذّاتيّة، وهي الكتابة الأقرب إليّ.


بالعودة إلى سؤالك، لا أختار أو أتجنّب ثيمة معيّنة بشكل مقصود. حين تأتي الرغبة بالكتابة، تكون القصيدة ابنة لحظتها، وأعتقد أنّها تأخذ معانيها وشكلها من اللّاوعي، المتأثّر، لا شكليّاً، بالأحداث المعيشة اليوميّة وربّما بالقراءات وأمزجتها المختلفة.


] تحيلين في غير مكان من المجموعة إلى غير شخصيّة روائية أثناء الصياغة الشعرية (أمين معلوف، موراكامي..)؟ هل تفيد قصيدة سمر عبد الجابر من أمزجة النثر الروائيّ؟ وكيف؟


ـ كما ذكرت سابقاً، القصيدة تتشكّل في اللاوعي قبل وصولها إلى الورق. في مرحلة ما في السنوات السابقة كانت قراءاتي الروائيّة كثيرة، ولا شكّ في أنّ ذلك ترك أثره في تجربتي الشعريّة. ثمّة روايات قلـــيلة استطاعت أن تترك في نفـــسي شعوراً أشبه باللمعة الشعريّة التي نشعر بها حين نقرأ قصيدة جميلة، وقد يكون ذلك الأثر آتياً من شخصيّة معيّنة أو حدث معيّن أو فكرة معيّنة في الرواية، ولا ينتهي هذا الأثر بانتهاء الرّواية بل يستمرّ. إنه، ربما، يسكن الّلاوعي ويكون مظهّراً في ما بعد في مزاج القصيدة.

السفير:

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات