( باخوس)*

كنتُ أعتصرُ ماءَ الوقت

أُسْري بالياسمين، فتُعرجُ بي الشامْ

على ضَامرٍ من جُرحٍ يعلو الجرح

وشعرٍ وحنين

إلى شطّ النّوارس الخُضرِ وجنونِ الشّموسِ

لأطلقَ الشدوَ

أرتلَ الصّهيلَ؛

وجزءاً ، فجزءاً

كان يسلّم أعضاءه لليلِ البَردِ

والرّيح وقوافل الأنينْ

حتى باتَ دونَ ملامح،

كيباس الغريب- وكنتَ يالأسمر

الموسمَ الجميلَ – تسكب

آياتِ خضرتِكَ البينات

فأهيئني أماسٍ نديات

أهيئ الخوابي

وأقدام الحسناوات

ألاحق الغصن ألا تضيقَ به الروح

وأحلمُ بباخوس يؤججُ

بين العناقيد سورة الكؤوس

وما دريتُ أنّ الكرمَ صارَ وجهاً من حطب

وباخوس حزينٌ، مقفرٌ من أناسٍ

قاسموه مقامَ الشراب

وخانوه عند أوّل درجةٍ من سلّم التّعب

ولم يبقَ سوى ترجيعِ اليمامْ

وجنائزِ الرّثاء

أميطَ عنها اللثامْ

ليصل إلى كتفِ الغَمامِ

الكلامْ.

"باخوس إله الخمر في الميثيولوجيا الاغريقية،في الربيع يورق /كرمة العنب/وفي الصيف ينضج عناقيد،وفي الشتاء تقتطع أجزاؤه..لتبقى الأغصان الكالحة حتى ربيع قادم يبشر بالخضرة.
اللوحة للفنان العراقي المبدع علي حسين جابر.