الجمعة 19 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

ولنا الحاضر، والمستقبل ولنا الدنيا هنا

  • 01:51 AM

  • 2018-10-01

إياد جودة:

اِقرأ الخطاب كما تشاء وحلل كما تشاء ولكن هناك أشياء لا مجال نهائيا أن نقفز عنها مهما كان او حدث . بالأمس البعيد القريب كان الشهيد ياسر عرفات على منبر الامم المتحدة يخير العالم ما بين بندقيته وما بين غصن زيتونه بكل عنفوان وكما قال (( جئتكم ببندقية الثائر في يد وغصن الزيتون في اليد الاخرى فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي )) .
هكذا كان ممثلو فلسطين لا نهم يمثلون أرض الله ومدينة الله يمثلون الشهداء، الاسرى، الجرحى ، يمثلون أحلام الفدائي وتطلعاته وأمل شعب شُرد وكبل وحُرم من أبسط حقوقه كإنسان . لم تتوقف مسيرة النضال الفلسطيني منذ عشرات السنيين فلقد جاءت الثورة الفلسطينية المعاصرة لتكمل ما خطه الآباء والأجداد .
... لا ... كلمة لا يجيدها الا الفلسطينيون لانهم وقود هذه الامة وعنفوانها، بهذه الكلمة قتل ياسر عرفات عندما قال ... لا ... ورفض ان يفرط في شبر من ثوابتنا ومقدساتنا وهو من هو . وكان فعلا يستطيع فعل كل شيء دون ان يراجعه أحد فلقد كانت سلطته سلطة أكبر من كونه رئيس السلطة او الدولة او المنظمة كان له سلطة أبوية مطلقة يرضاها الجميع .
جاء السيد الرئيس محمود عباس بعد سلفه الشرس العنيد ليستمر في مسيرة النضال والكفاح في ظل معطيات دولية هي الأسوء على الاطلاق . وفي ظل ادارة أمريكية لا تعي ولا تفهم الا تمرير صفقة التصفية التي يريدها الامريكي استجابة منه لنداءات اسرائيل الحليف والولاية الامريكية القاطنة في قلب الشرق الاوسط . واستمرت المحاولات العبثية من قبل اسرائيل لضرب مقومات السلطة في الضفة الغربية واعادة حلم اسرائيل بيهودا والسامرة كما يقولون، ولكن في ظل تشبت القيادة بحقوق شعبها وايمانا منها بقضيتها وعدالة السماء فأنها تستمر وستستمر في نضالها المشروع .
كان واضحا بشكل كبير ما تفعله وتقوده الولايات المتحدة الامريكية من حرب مسح الحق الفلسطيني في أرضه ومقدساته والتي كان آخرها العمل بكل عنصرية لنقل السفارة الامريكية الى القدس والتي كان فيها اعلانا واضحا من الادارة الامريكية بأنها لم تعد تصلح لشيء الا ان تكون بكل وضوح اسرائيل ثانية .
هنا في لحظة فصل الخطاب خرجت القيادة الفلسطينية لتعلن موقفها الواضح والثابت أمام العالم كله فقالت ...لا ... لا مريكا ولكل قراراتها وانها منذ اللحظة ليست وسيطا ولن نقبل بها على الاطلاق لتكون طرفا وحدها في عملية السلام وقالت ...لا ... لمشاريع التصفية ولصفقة القرن الغبية التي يعتقد ترمب ان قلمه هو من يعطي الحق في القدس لان تكون لاحد غير الفلسطيني .
فجاء رد السيد الرئيس ليقول له امام العالم أجمع في رام الله ( هذا القلم هو من يقول نعم اولا ) نعم من أين نأتي بكل هذه القوة ومن يستطيع ان يقول هذا لدولة الخراب والدمار صاحبة القوى العظمى في العالم ؟ انه الفلسطيني المؤمن بربه وبعدالة قضيته وشعبه . من هنا نستمد قوتنا ومن هنا نستمد اصرارنا على المضي قدما نحو تحقيق حلمنا الوطني مهما كلف من ثمن .
قبل أيام قليلة خرج السيد الرئيس على العالم من على منبر الامم المتحدة ليعلن مواقف فلسطين الثابتة والغير قابلة للتأويل ليقول :
• لا نلتزم طالما انهم لا يلتزمون
• القدس خط احمر
• عاصمة فلسطين القدس وليست في القدس
• لا لصفقة القرن او العصر
• نحن لسنا شعبا زائد
واكد في خطابه على الكثير من القضايا الهامة التي تؤكد على حقنا واستمرارنا في نهج النضال حتى نعيد حقوقنا كاملة .
هذه الكلمات لا تخرج الا عن قائد مؤمن بحقه ووطنه وشعبه ولو أردت الحديث عن خطابه بالتفصيل لما استطاعت هذه السطور الحديث عنها جميعا فلا وقت يسعفنا ولكن كل ما هنالك انه بعث برسالة الى كل العالم مفادها ( حقنا وأرضنا لا تنال عنهم ) .
لم تكن مصر غائبة كالعادة فهي حاضرة في المشهد الفلسطيني بكل قوة وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي من حمل البشرى الى السيد الرئيس بأن فلسطين وبالإجماع ترأست مجموعة 77 والصين لتكون هذه البشرى دلالة واضحة على شرعية وجودنا الدولي وشرعية نهجنا وشرعية علاقاتنا بالدول كلها .
في نهاية الحديث فأنني اتوجه الى كل الفصائل بضرورة الاسراع للم الشمل، والى مصر بضرورة استخدام كل قوتها من أجل انجاز المصالحة الفلسطينية التي هي الملجأ الوحيد أمامنا للتخلص من كل آثار الانقسام وهي الاساس لتوحيد صفوفنا في مواجهة القادم الاصعب والاخطر على شعبنا .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات