الثلاثاء 19 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

الأديبة لميس الزين:

"مانراه اليوم من شعر يغلب عليه فيوضات وجدانية وعاطفية وينقصه العمق"

  • 23:30 PM

  • 2018-08-08

الأديبة لميس الزين: "مانراه اليوم من شعر يغلب عليه فيوضات وجدانية وعاطفية وينقصه العمق" 

حوار سامر منصور:

الفن دهشة والفن الهادف هو أسمى وأرقى أنواع الفن في اعتقادي وفي طليعة الفن الهادف تأتي الآداب ومن صُناع الدهشة على صعيد المبنى والفكرة المُتضمنة الذين لفتوا انتباهي وانتباه الكثيرين في سورية الأديبة لميس الزين التي بدأت رحلتها الأدبية مع فن الشعر ، قصيدة النثر تحديداً ثم انتقلت إلى كتابة القصص القصيرة وتفرغت لها بعد أن حققت نجاحاً لافتاً في هذا المضمار حيث اختيرت بعض نصوص مجموعتها القصصية التي حملت عنوان (حدث غداً) من قبل دكاترة في جامعة حلب لتُدرّس ضمن منهاج طلاب السنة الرابعة من كلية الآداب في مُقرر الأدب الحديث.. وتمتاز مؤلفات الأديبة لميس القصصية بالتشويق حيث تدخل مباشرةً في الحدث وتبدأ قصصها بعتبة درامية مرتفعة وتحافظ على التصعيد الدرامي وصولاً إلى النهايات التي تحرص على أن تكون مدهشة. تعتمد الأديبة لميس المفارقة وتقنية الاخفاء جاعلة من سطور قصصها والقيم التي تحملها تنساب في وجدان المُتلقي وتؤسس في وعيه حيث تتناول وتعالج قضايا اجتماعية وحالات انسانية متنوعة وهذا التنوع في الموضوعات يُكسب القاص النبيه قدرة على تنويع فنياته في القص والسرد ذلك أنه يستنبت المبنى من المعنى وقد أضافت تجربة الأديبة لميس الشعرية عذوبة شاعرية في اختياراتها لمفردات وتعابير قصصها.. ورغم أن قصصها قصيرة وفي معظم الأحيان قصيرة جداً إلا أن مابين السطور أكثر مما فوقها حيث تشفُّ التورية والعوالم الفنتازية التي تنسجها وتلجأ إليها في بعض الأحيان.. تشفُّ عن ثقافة عميقة وعتبة وعي مرتفعة تتمتع بها الأديبة لميس تجاه كُنه الوجود حيث تزداد قصصها عمقاً مرة عن مرة وتخوض الأديبة لميس فيما تراكم من معارف في المضمار السوسيولوجي وتزداد ألقاً في العملية الإبداعية التي تضطلع بها أيضاً.    

- كيف كانت البداية ومن من الشعراء جذبك الى فضاء القصيدة وكان عرابك هناك؟ 
أنا قارئة نهمة منذ أن كنت تلميذة في المرحلة الابتدائية ، سحرتني بداية عوالم القصص والروايات المترجمة ثم استعذبت الشعر وبالذات شعر نزار قباني وكانت لي محاولات وأنا طالبة ثم مشاركات في أمسيات شعرية فترة الدراسة الجامعية. انقطعت لسنوات طويلة ثم عدت للوطن وللكتابة عندما أصدرت ديوان أحلام منتصف الشوق ومجموعة حدث غداً لمس العديد من النقاد التفرد والتجديد في أسلوبي القصصي ونصحوني بالتركيز على هذا الجنس الأدبي وعدم التشتت.. وفعلاً أنا وجدت نفسي في القص.. وأنا أكتب الآن رواية أظن وأتمنى أنها ستكون جديرة بالقراءة. 
 
- فن القصة وفن الشعر .. القصة حدث مقصوص من رواية الحياة والقصيدة دفق وجداني إبداعي لغوي يجمع الواقع والخيال.. أيهما كان الغصن الأول الذي حط عليه خيالك وحمل من ثماره إلى القراء؟ ولماذا انتقلتي الى الكتابة في الجنس الادبي الآخر وهل هذا ناتج عن عجز لمسته في خيارك الابداعي الأول؟
أنا أرى أن الكاتب عندما يحمل هماً بحجم وطن حتماً سيجد طريقة ليعبر عنه شعراً أو نثراً.. لكن ما نراه الآن في مجال الشعر في الغالب ليس أكثر من تكرار لفيوضات وجدانية وعاطفية .. ونادراً ما تقرأ قصيدة تتحدث عن الوطن الوجع.. لذلك أنا أميل للقصة وأجدها أقدر على حمل الهم الوطني.

- من أين استمدت لميس الزين جرأتها في الكتابة وهل هي جرأة قصدية ؟ أم عفوية وما ضرورة تلك الجرأة التي قد تعيق موافقات نشر بعض نصوصك في الصحف والمجلات؟
هي طبيعتي التي ورثتها عن والدي رحمه الله. كان قاضياً معروفاً بأنه لا يخشى في الحق لومة لائم وقد رباني على الصدق والنزاهة وعدم المحاباة. وأنا الآن أرى أن من سيكتب فليكن لديه ما يقوله دون خوف وإلا فليجد شيئاً آخر يفعله. أما إشكالية موافقات النشر.. فما زلنا بين شد وجذب ، يحدونا أمل أننا سنصل قريباً لوعي كاف بعدم جدوى مقص الرقيب طالما ما يمنع نشره ورقيا ينشر على الانترنت.

- من عرابك من القاصين العالميين ومن القاصين العرب؟
قرأت كثيراً قبل التخصص الجامعي ثم جاءت دراسة الأدب الانكليزي والنقد والأدب العالمي كلها لتصقل تلك القراءات برؤية تحليلية متمعنة. لكن كنت دائماً استمتع بقراءة الأدب الساخر خاصة مؤلفات جورج برنارد شو..عزيز نسين.. تشيخوف.. محمد الماغوط.. كما أحب قصص زكريا تامر.. أن تحمل هماً مُبكياً وتسرده بطريقة ترسم الابتسام هو قمة الإبداع.

- عندما تكتبين هل تقيدين نفسك بسوية المتلقي في هذا الزمكان الذي أنت فيه.. بمعنى هل تأخذين بعين الاعتبار القارئ.. هل سيفهم عامة الناس ماترمين إليه أم أن الكاتب يكتب وفق ثقافته هو وعمق رؤيته هو وعلى القارئ أن يرتقي إلى النص وليس على النص أن يهبط إلى سوية القراء الثقافية؟
لا.. لا أتقيد ، فأنا أكتب مثلاً القصة القصيرة جداً.. وهذا الجنس الأدبي الجديد نسبياً قياساً ببقية الأجناس الأدبية يُعرف عنه أنه يعتمد الاختزال والتكثيف والرمزية وهو حتماً يحتاج لقارئ يمتلك تلك العين المتبصرة بما وراء المعنى.. لكنني بطبيعة الحال لا أميل للغموض الذي ينحو إليه بعض كتاب هذا الجنس الأدبي والذي يصل حد التلغيز و زج القارئ في متاهة البحث عن المراد.

- لماذا الفنون الترفيهية كالغناء والموسيقى هي السائدة في المجتمعات بحيث يعرف الجميع تقريباً نجومها بينما الفنون العميقة الهادفة ليست محور اهتمام الشعوب العربية؟ وهل يستطيع المبدعون تغيير هذا الواقع أم أنها مهمة مؤسسات ثقافية كبرى ومن جهة أخرى أليس نزار قباني ومحمد الماغوط والكثير غيرهم أشهر بكثير ممن تروج لهم المؤسسات الثقافية؟
الفنون الترفيهية كالغناء والموسيقى تنتشر بنطاق أوسع ببساطة لأننا شعب لا يقرأ. الأدب و الثقافة أمران يعنيان فئة محدودة من مجتمعاتنا العربية التي انتقلت من مرحلة عدم القراءة إلى مرحلة الانترنت وثقافة شبكات التواصل دون المرور بالكتاب.. لذلك أنت تكتب للنخبة أما الأغنية فجمهورها عريض .

بطاقة الأديبة:
الأديبة لميس الزين من مواليد مدينة حلب حاصلة على إجازة في الأدب الإنكليزي حصلت على جائزة الخميني للإبداع الأدبي في الشهر الخامس 2018.
مؤلفاتها:
- أحلام منتصف الشوق مجموعة شعرية قصائد نثر صدرت عن دار نينوى 2017. 
- حدث غدا مجموعة قصصية صدرت دار سوريانا 2017.
- أرملة سوداء مجموعة قصصية ساخرة صدرت عن دار عرب 2018.
- وقد شاركت بمجموعات قصصية مشتركة مع كتاب عرب منها (ما وراء الحرف) ، (نحت على جدار الورق) ، (أحلام منتصف الشوق).

 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات