في القدس كنت !!

د. عبد القادر فارس:

بالأمس في القدس كُنتُ 
واليوم لها كم اشتقتُ 
بذاكرتي إليها عُدتُ
في دربِ الآلامِ سِرتُ 
في الأزقة العتيقة ..
في حواريها القديمة جُلتُ
الأنبياء مروا من هنا
في المسجد الأقصى
حيثُ صلى النبي صَلّيتُ
وتحت قبةِ الصخرة سَجدتُ !!
***
كلُ شيءٍ هنا يقول :
يا أرضنا المقدسة 
لماذا يريدونك أنتِ
لماذا كل هذا الصمتُ
من مسلمين ويعرُبِ 
أتحسسُ أطرافي 
حَيٌ أنا أم أنني مُتُ
هل أسلمتُ روحي 
أم أنني مثل المسيح
ارتقيتُ وسموتُ ؟!
***
على أسواركِ القديمة وقفتُ
ويا لهول ما رأيتُ
جُدرانُهم وأسوارهُم 
تحاصرنا تَلفُ سُورَنا 
العينُ بالدمعِ أذرفتْ
بِحرقةٍ بكيتْ .. تساءلتُ
أين نحن يا قدسُ مِنكِ
أين معتصمُ وصلاحُ الدينْ
أين مجدُ عموريةَ
أين نحنُ من حِطين ؟!
***
إلى جبلِ الزيتونِ صَعدتُ
يا قُدسَنا ما أجملِكْ 
زيتُ زيتونُكِ أضاءْ..
أسرجةَِ الأقصى بالضياءْ
حينَ سيدُ الأنبياءِ جاءْ
في مِعراجهِ للسماءْ
صَلّى إماماً في الأنبياءْ
فيا قدسُ أنتِ لنا وَحدَنا
ولن يكونَ مستوطنٌ هُنا
هذا وعدُ الحقِ وعدُ رَبِنا !!