الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

غوغل يحتفي بالذكرى 90 لميلاد محمد ايسياخم مؤسس الفن التشكيلي الجزائري

  • 02:11 AM

  • 2018-06-18

وكالات - " ريال ميديا ":

احتفى محرك البحث غوغل،الاحد، بأحد أبرز المبدعين الراحلين الجزائريين، محمد إسياخيم، مؤسس الفن التشكيلي في بلاده، وأحد أبرز رواد الحركة التجريدية في العصر الحديث.

وإسياخيم فنان تشكيلي ومصمم غرافيك ورسام شهير، ولد في 17 يونيو(حزيران) 1928، وولد عشقه للفن ليعبر عن عذابات الفقدان والخسارة، وليتعلم على يديه الكثيرون فيما بعد.

ويقول الناقد المصري حسام الحداد: "يعد إسياخيم من العلامات البارزة والمضيئة في الحركة التشكيلية المعاصرة في الجزائر والوطن العربي، فهو فنان استثنائي التجربة والأسلوب، تصدر أعماله عن حكمة خاصة يمكن تسميتها بفلسفة الحقد المقدس، قد تبدو مستهجنة، ولكنها بالتأكيد تستند إلى مبررات موضوعية، ورؤية أصيلة، فلم تكن الممارسة الفنية عند إسياخم امتيازاً أو ترفاً بل كان فعل الرسم يؤلمه، وكان يتعذب فيما كان يقوم بذلك، وهو الذي كان يعتبر تعاطيه للفن قدراً ومحنةً كبرى، قد تكون أفظع من محنته بذراعه المبتورة، نتيجة محاولته معالجة قنبلة سرقها من معسكر فرنسي 1943، وانفجرت القنبلة، فقتلت شقيقتين له وأحد أقربائه، وجرحت ثلاثة آخرين بينما بقي هو سنتين في المستشفى، خضع لثلاث عمليات جراحية، أدت إلى بتر ذراعه اليسرى".

هذا الفنان العظيم قال عن نفسه: "الحقد مقدس، إنه التعبير عن رفض القلوب القوية والقادرة، الكره يعني الحب، إنه الإحساس بحرارة الروح وكرمها، إنه يخفف القلق ويصنع العدالة، إنه يجعل الإنسان أكبر من الأشياء التافهة والحقيرة، لقد جعلت الحقد والعنفوان رفيقين لي، أحببت العزلة، وأحببت في العزلة كيف أكره كل ما يجرح الحق والصواب"، "إذا كنت أساوي شيئا اليوم، فإن ذلك تحقق لأنني وحيد.. ولأنني أكره".

درس إسياخيم الرسم صغيراً، وتتلمذ على يد محمد راسم، ثم أتيح له أن يعرض لوحاته في باريس عام 1951م بقاعة "أندريه موريس"، لينضم بعدها إلى طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس.

في عام 1963، أصبح أستاذاً بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر، وعضوًا مؤسساً للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية، وتجول بمعارضه في الكثير من الحواضر والعواصم، وأحرز الكثير من الجوائز والميداليات التقديرية، لعل أهمها جائزة الأسد الذهبي في روما عام 1980.

وعمل إسياخيم أيضاً بالكتابة والصحافة، وكات له إسهاماته الكثيرة في ذلك، وألف كتابه "35 سنة في جهنم رسام"، لعرض ملامح من تجربته الفنية والإنسانية، إلى أن توفى في ديسمبر (كانون الأول) 1985، بعد صراع مع السرطان.

ويؤكد النقاد التشكيليون أن لوحات محمد إسياخيم تُحيلنا مباشرة إلى تجربته المريرة مع القهر والدمار، ولاشك أن لوحته "ماسح الأحذية" كانت تجسيداً لطموح الجزائر المقهورة إلى الانعتاق، وممارسة حقها في الحياة والفرح، فيما كانت لوحتاه "الأرملة" و"الصبية" تلمحان إلى حرمانه من هناءة الطفولة، ودفء العائلة، ليعيش أقصى درجات اليتم والعزلة، لذلك كان تشديده كبيراً على مواضيع: الأمومة، والطفولة، والمرأة بألمها وجمالها.

ويؤكد النقاد أيضاً أنه، وعلى مدار تجربته الفنية، كان يستمد جماليته من المرعب، ويتغنى بالموت لأنه يحمل في أعماقه سر الحياة، ويحتفل أيما احتفال باللونين: الأزرق والبني بوصفهما لونين يؤكدان انشغالاً متعباً بالحس والأخيلة، وبالذاكرة التي شكلت المعين الأول لمضامين هذا الفنان.

ويقول الحداد في مقال له حول إسياخيم : "الأسلوبية لديه تراهن على غنائية التجريد، والعناصر ذات الإيحاءات المستمدة من الذاكرة التراثية الشعبية، كما يعتمد على التسطيحية التي تكسر تكوين اللوحة إلى كتل ومساحات لها مدلولها النفسي والفلسفي".

وفي حوار مع مجلة الثورة الإفريقية في مايو (أيار) 1985، سأله المحاور: ماذا يمثل الرسم في حياتك؟.. فأجاب: "سؤالك غاية في الحساسية، بالنسبة لي الرسم لا يعني شيئاً، سأحاول أن أوضح لك لماذا.. البعض من الفنانين يدعون أنهم يرسمون لأن ذلك يستهويهم، بينما أنا لا أرسم لأنني أرغب في ذلك.. الرسم يؤلمني، إنني أتعذب فيما أرسم، قد يكون ذلك نوعاً من المازوشية.. أنا رسام أو على الأقل هناك من يعتبرني رساماً، وإن كان ذلك محل شك، لأنني لا أعرف معنى أن أكون رساماً، الرسم في نظري كلمة فضفاضة وواسعة. لنفرض أنني أرسم، لماذا أفعل ذلك! إن هذا يستدعي التساؤل حقاً، أنا لم أجئ إلى الرسم مثل الفنانين الفرنسيين، الإسبان والإيطاليين، أولئك يذهبون إلى الرسم بكل عفوية وبساطة، فلهم معالمهم وتقاليدهم الفنية، ومعظمهم نشأوا في بيئات مثقفة، وترعرعوا في الموسيقى والمسرح والفن.. هل تفهم ذلك؟.. أما فيما يتعلق بي، فأنا أعتبر الرسم أكبر صدمة في حياتي، قد تكون أفظع من الصدمة التي أدت إلى بتر ذراعي".

ويُضيف: "أباؤنا لم يتركوا لنا حرية الإبداع، ولم يضعوا في متناولنا أقلام التلوين والفراشي وألوان القواش، وعندما كنا نقوم بالرسم في البيت العائلي كان الأب يصرخ فينا: ما هذا!، ويعاقبنا بالضرب، لأن الرسم لم يكن يعني له سوى تبديد الوقت، لقد حرمنا الرسم منذ نعومة طفولتنا، لذلك لا أستطيع أن أجيبك إن كنت أحب الرسم أم لا. ثم إنني لا أعلم إن كان الرسم شيئاً يستحق الحب، الرسم في ظني غريزة وقدر".

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات