يحاول مجموعة من علماء الآثار تحديد هوية المنحوتة التي عثر عليها في فلسطين لرأس أحد الملوك منذ ما يقارب 3000 عاماً.

ويعتبر تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" أن الرأس الذي يصل طوله إلى نحو 5 سنتيمترات هو نادر بشكل كبير، خصوصاً على الأراضي المقدسة في القرن التاسع قبل الميلاد، الفترة التي ازدهر فيها الملوك التي تم ذكرها في الكتب المقدسة.

وتعاني المنحوتة من ضرر في منطقة الذقن، إلا أنها تبقى عملاً فنياً نادراً لم تتم ملاحظته من قبل.

وفي حين أن العلماء على يقين أن الشخص الملتحي الصارم الذي يرتدي تاجاً ذهبياً يمثل أحد الملوك، إلا أنهم أقل يقيناً من هو الملك الذي يرمز إليه، أو أي مملكة كان يحكمها، بحسب التقرير.

ويتابع التقرير أن الاكتشاف تم على يد علماء الآثار في 2017، أثناء عمليات التنقيب في موقع يدعى "آبل بيت معكة" - قرية آبل القمح المهجّرة، الواقع ضمن الأراضي الفلسطيني المحتلة، جنوب الحدود مع لبنان، بالقرب من مستوطنة "مطولاه" الإسرائيلية (المطلة الفلسطينية)، الذي تم تحديده من قبل علماء الآثار في القرن التاسع عشر، المشابه للاسم المستخدم في سفر الملوك.

وخلال القرن التاسع قبل الميلاد، كانت البلدة القديمة تقع في منطقة حدودية بين ثلاث قوى إقليمية: المملكة الآرامية المتمركزة في دمشق إلى الشرق، ومدينة صور الفينيقية إلى الغرب، والمملكة الإسرائيلية عاصمتها في السامرة إلى الجنوب.

وفي كتاب سفر الملوك الأول 15:20، ذكر آبل بيت معكة في قائمة المدن التي هاجمها الملك الآرامي بن حداد في حملة ضد المملكة الإسرائيلية، بحسب تقرير الوكالة.

وتشير عالمة الآثار في الجامعة العبرية نوعما يهلوم ماك، التي ترأس فريق العمل في البحث عن الآثار مع مع جامعة أزوسا باسيفيك في كاليفورنيا في 2013 إلى أن "أهمية الموقع تكمن بكونه تغيّر مع التبعية السياسية للأنظمة على لتلك المنطقة، وعلى الأرجح بين آرام دمشق ومملكة إسرائيل".

ومن المتوقع أن يتم إعداد تقرير مفصل عن الرأس في عدد الشهر الحالي من مجلة "الشرق الأدنى للآثار".

إلا أن عالمة الآثار توضح أن الرأس قد يعود للملك بن حداد أو حزائيل الدمشقي، أو أخآب أو ياهو الإسرائيلي، أو ايتوبعل صور، وهي جميعها شخصيات يظهر اسمها في السرد التوراتي.

ويشار إلى أن التمثال مصنوع من الخزف، وهو مادة قريبة من الزجاج، وراج استعماله في تلك الفترة لصنع الحلي والتماثيل الصغيرة على شكل بشر أو حيوانات في مصر والشرق القريب، وفي حين من غير الممكن تحديد العمر الدقيق للتمثال بواسطة النظير المشع للكربون (كربون 14)، إلا أن التقديرات تشير إلى أنه يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد.