وصار ليوم القيامة ملجأ

أكرم أبو سمرا:

نتنياهو كذاب كبير ..يستغفل عقول الإسرائيلين ويستهتر بحياتهم
برر نتنياهو تحويل اجتماعاته بالمجلس الوزاري المصغر برغبته في منع الوزراء من التسريبات وكشف المعلومات .. وكذلك منع التنصت على الهواتف النقالة 
على فكرة هذا الملجأ محصن ضد الزلازل والهجوم النووي المباشر والأسلحة التقليدية والكيماوية والبيولوجية إلخ
طيب : نذهب مباشرة إلى التسمية غير الموفقة كونها تجعل الملجأ مضادا ليوم القيامة حسب ما يفهم من الإسم مباشرة .. وعليه هل بلغت العنجهية بأبناء العم حدا جعلهم يبنون حصنا يعصمهم من يوم القيامة الإلهي ..في يوم لا عاصم فيه من قضاء الرب شيء ؟
بصراحة : أخشى أن يكون نتنياهو قد أصيب بالهذيان فظن نفسه يعقوب الذي تصارع مع الرب وغلبه .. فخاطبه الرب : ( أنت منذ اليوم تدعى اسرائيل ) 
طبعا : سنقفز عن شغف الإسرائيليين باختيار اسماء توراتية لنشاطاتهم ..لنذهب مباشرة إلى اتهام النتن ياهو بالكذب .. وقد تقولون إنهم متعودون على الكذب .. فسنقول .. ولكنه كذب غير مباح هذه المرة .. وسافر .. لأنه لا يستهدف الأغيار..بل يستهدف اليهود أيضا 
يا سادة : قال نتنياهو بأنه يريد الحفاظ على سرية الجلسات ومنع التنصت على الهواتف .. وسنستعين بمولانا إبي العلاء المعري ونرد ( ألا فقولوا ) لأننا لو سلمنا سبب هذا القرار وخبائثه فسنكون فسيصدق فينا قول المعري في نفس القصيدة ( معناه ليست لنا عقول )..إذا ( ألا فقولوا ) ولكن الحكي عليه جمرك هذه المرة !!!
يا جماعة : سنختصر عليكم الحصاد .. وسنستعين بما جاء في صحيفة يديعوت أحرنوت والذي أوضح - على بلاطة - أسباب قرار نتنياهو كما يلي : ( توجيه رسالة إلى ايران بأن اسرائيل محمية ومحصنة ضد أي استهداف .. ) ثم أضافت الصخيفة ( ومنع أي تسريبات أو تنصت على هواتف الوزراء )...!!
والأن : تعالوا نناقش تبريرات يديعوت لقرار نتن ياهو :
أولا : لنسأل ..أي اسرائيل التي ستكون محمية ومحصنة وفي مأمن من أي استهداف ؟ هل اختصر نتنياهو اسرائيل بالمجلس الوزراي المصغر ؟ وماذا عن ملايين الإسرائيليين .. هل تركهم نتنياهو لمصيرهم المحتوم ؟وهل أصبح عدد محدود من الإسرائيليين هم الشعب المختار وباقي اليهود من الأغيار ؟
ثانيا : ومادام نتنياهو يشك في وزرائه إلى هذا الحد .. وقيل أنه وبخهم على التسريبات .. فهل يستطيع منعهم بعد أن يخرجوا من الإجتماع عن التسريب ؟ يعني ..نفهم أنه يستطيع أن يمنع التسريب خلال الإجتماع .. ولكنه لا يستطيع ذلك بعده إلا إذا وضع شرطيا يرافق كل وزير حتى داخل غرفة نومه !!!
يا قوم : وقد اجتمع نتنياهو في هذا المكان المحصن ضد يوم القيامة قبل أن يتخذ قراره باعتماده بشكل دائم .. حدث ذلك بعد الضربة التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد موقع للحرس الجمهوري في سوريا ظنا منهم أن قاسم سليماني موجود في المقر .. ولعله من حسن حظ نتنياهو أن المذكور لم يكن من بين الضحايا !!
وأخيرا : سنردد قول المعري ( ألا فقولوا ) .. بس الكذبة كبيرة وأكبر من أن تبتلع .. حتى أنها أصابت الإسرائيليين بالذعر .. حسب وصف يديعوت أحرونوت أيضا.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "