الاربعاء 24 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

حنّون على أسلاك غزّة

  • 01:03 AM

  • 2018-04-09

المتوكل طه*:

ماذا تنظرُ !

  لمزيدٍ من جُثثٍ

يحملها الناسُ على الأكتاف ؟

ماذا تنظرُ !

 لشهيدٍ آخرَ مجهولَ الأوصاف ؟

ماذا تنظرُ  !

 لجريحٍ إثْرَ جريحٍ

يسكبُ خلفَ عجاجِ الرّملِ  شرايينَ الأعطاف !

 وماذا ستُحقّقُ من هذا المَشهدِ ؟

ستحرّرُ غزّةَ من طوْقِ العُزلةِ ،

أو تفتحُ كلَّ شبابيكِ الكونِ عليها !

هل كانَ الموتُ المجّانيُّ سبيلَ المشتاقين إليها ؟

وكيف تلوّث أشجارَ الغيمِ على كفّيها ؟

***

لم ألْقَ سوى النارِ

 لأُحرقَ هذا الغولَ الباعثَ ألف جحيمٍ

في عينيها !

هل أطفأ أحدٌ منكم لهباً يمشي في ثدييها ؟

 فماتَ الرُّضَّعُ بين يديها !

هل أوقفَ أحدٌ قصْفَ ثلاثِ حروبٍ زلزلتِ الأرضَ

وحرَّقَتِ البحرَ وسوَّدَتِ الأرجاء ؟    

هل حطّمَ أحدٌ  قفلَ السجنِ وشَرَّعَ بابَ القبوِ ؟

 أجيبوا  يا كلَّ الشرفاء ؟

لا نبغي غيرَ فضاءِ الطيرِ

  وخبزٍ أو ماءٍ ودواء !

وأُقَبِّل رأسَكِ يا أُمَّ الشهداء !

***

هذي الأرضَ يُحرّرها أبناءُ مناضلْ

ومُقاتلْ .. ونعلن ؛

لا بُدَّ من الميزانِ العادِلْ

الطَلقةُ بالطلقةِ

 والثاكلُ بالثاكلِ

والعاقلُ بالعاقلِ ..

والصّاعِدُ فينا ليس قتيلاً، لكنّ الآخَرَ قاتِلْ ؛

مَن حاصرَها ،

 مَن أغرقها في العتمةِ ،

مَن أحرقها بالصمتِ ،

ومَن يأخذها للقِسْمَةِ  

والسائلُ إنْ أنْكَرَ   ذاهِلْ

وثَمَّ عَزاءٌ رغم جِراحاتِ الآلافِ

وأعراسِ المحمولين على الأكتاف ..

فالموتَ تساوى فيكِ مع الموتِ

وظلَّ السيّدَ والسائد !

فلماذا لا نذهبُ  بالكاوتشوكِ

 وبالأحجارِ

 وبالمقلاعِ

وباللحمِ المدبوغِ  ببيتِ النار.. إلى الأسلاك ؟!

وذاكَ هلاك !

لكنّ المقتولَ، وإن ماتَ ، فقد دقَّ التابوتَ !

ولم ينتظر الذلّ مع الجوعِ  وإغلاقِ البوّابات ..

وكيف يموت .. مَنْ ظلّ على الأرض يعانِد ؟

يكفي أنْ قامَ شهيداً..

وعلى الأسلاكِ صُراخُ الحَنّونِ الشاهد .

***

يا شَعبي الصامدُ والخالد ..

اخرُجْ  في وجهِ القِسْمةِ ،

وَحِّد روحَكَ !

دمُكَ القدسيُّ سيكشفُ عُريَ النَخَّاسِ

 ووجهَ الفاسِدْ ..

واخرُجْ كالطوفانِ  المارِدْ

 في دربِ البائعِ والظالمِ والغاشِمْ

يا شعبي في غزّةَ هاشمْ !

يا مَن علّمتَ الدنيا    كيف تُقاوِمْ ..

لا ترحَمْ مَن قتلوكَ ومَن  ذبحوكَ .. وإنّي

إنّي أنتظرُ  القادِم

إنّي أنتظرُ  القادِم ..

*شاعر فلسطيني:

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات