الشارقة تستعرض سبل تعزيز الشراكات الاستثمارية مع رجال الأعمال الكنديين

الشارقة- " ريال ميديا ":

دعا وفد إمارة الشارقة المشارك في المنتدى العالمي للأعمال بتورنتو 2017 رجال الأعمال والمستثمرين في كندا إلى توسيع أفاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في العديد من القطاعات الحيوية في إمارة الشارقة.

وأكد الوفد خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الأبرز في كندا والذي اختتم فعالياته أمس (الأربعاء 1 نوفمبر 2017)، على أن إمارة الشارقة أسست لبنية استثمارية تشريعية ولوجيستية وخدمية استطاعات من خلالها استقطاب المئات من الشركات والمستثمرين الدوليين الذين نجحوا في بناء قواعد متينة لأعمالهم في الشارقة والانطلاق منها إلى وجهات متعددة في العالم.

والتقى ممثلو وفد الإمارة، الذي ضم هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، بمجموعة كبيرة من رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبرى، كما شاركوا في جدول أعمال المنتدى، وما تضمنه من جلسات عامة، واجتماعات، تطرقت إلى مواضيع مختلفة منها: "تعزيز عصر جديد من الابتكار"، و"تمهيد الطريق لتأسيس بنية تحتية مقاومة للمناخ"، و "تسخير إمكانات التقنية الذرية".

تعزيز الشراكات الاستثمارية

وتناول سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، نمو وتطورات الأسواق على المستوى المحلي والاقليمي في الوقت الراهن، وفرص الاستثمار في الإطار الاقتصادي للإمارة بشكل مفصل، وناقش السبل التي تتبعها الإمارة لمواكبة التطورات السريعة في التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي، وكيف تعمل الشارقة لتعزيز استدامة مناخها الاقتصادي والاستثماري الجاذب لمختلف القطاعات الحيوية لا سيما قطاعات الاقتصاد المبتكر واقتصاد المعرفة وقطاعات أخرى تمتلك فرص تطور كبيرة في الإمارة كقطاع الرعاية الصحية، والبيئة، والخدمات اللوجيستية، والسياحة.

وقال مروان السركال: "تعتبر كندا شريكاً استراتيجياً حيوياً لإمارة الشارقة، حيث تحتفظ الجهتين بعلاقة تجارية طويلة الأمد، تستند إلى سجل حافل من التعاون في مجالات الاستثمار، وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستيراد والتصدير، واليوم من خلال مشاركتنا في هذا المنتدى سعينا من خلال العديد من اللقاءات المثمرة مع رجال الأعمال المشاركين إلى تسليط الضوء على المزايا الاستراتيجية لإمارة الشارقة بصفتها وجهة حاضنة ومحفزة لمختلف المشاريع الاستثمارية، وبوابة انطلاق مشرعة لأسواق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا."

وأوضح السركال: "تتقاسم كندا والشارقة مجموعة من الروابط والممارسات الاقتصادية والثقافية والتجارية، ومن بين مجموع الشركات والوكالات والعلامات التجارية الكندية المسجلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يتجاوز عددها 1600 شركة، تحتضن الشارقة نسبة كبيرة من تلك الشركات، منها واحدة من أبرز شركات التقنيات البيئية الرائدة على صعيد المنطقة، التي أسسها رجل أعمال كندي، وتعمل حالياً في شراكة استراتيجية مع شركة الشارقة للبيئة (بيئة)، ما أسهم بتطوير الطريقة التي تتعامل بها الشارقة مع النفايات".

وأضاف: "ستشهد الشارقة خلال الفترة المقبلة مزيداً من التعاون المشترك مع الجانب الكندي في قطاع الرعاية الصحية وذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم بهذا الشأن بين مكتب المفوض التجاري الكندي وحكومة الشارقة، والتي تضمنت أيضاً الاتفاق على إنشاء مستشفى متخصص في علاج أمراض الأطفال والنساء والتوليد، وتشييد مركز للأبحاث يختص بأمراض الأطفال بقيمة مليار درهم".

وشدد السركال على أن تركيز حكومة الشارقة ينصب على الابتكار، وتطوير العديد من المناطق الحرة المتخصصة كجزء من استراتيجية تعزيز مكانتها الاقتصادية على ساحة الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى تلبية متطلبات المستثمرين، ورجال الأعمال الدوليين، والشركات الصغيرة والمتوسطة في مجالات التعليم، والبحث والتطوير، والنشر، والرعاية الصحية، والإنتاج الإعلامي، والخدمات اللوجستية، والتصنيع، وغيرها.

وأضاف: "تستثمر الشارقة في خدماتها التجارية ومناطقها الحرة، ما جعلها منصة متميزة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في المنطقة، إذ أصبحت إحدى المدن الصديقة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بفضل قدرتها على تلبية احتياجات الشركات والصناعات المتعددة، بالإضافة إلى تواصلها وشبكتها المتكاملة عبر مجموعة من الوجهات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا".

كما شهد المنتدى تجمعاً كبيراً لصناع القرار في الشأن الاقتصادي الكندي ورجال الأعمال الكنديين المهتمين بالتعرف أكثر على بيئة الأعمال في الشارقة والفرصة المتاحة لهم هناك من خلال اللقاء الذي نظمته (استثمر في الشارقة) في فندق فيرمونت رويال يورك في تورونتو بكندا على هامش اليوم الأول للمنتدى، حضره سعادة مايكل تشان، وزير التجارة الدولية في أونتاريو وحضر اللقاء، سعادة سلطان الحربي، القنصل العام لدولة الإمارات في تورونتو، ومايكل شان وزير التجارة الدولية في كندا، ومايكل تومسون، رئيس مجلس مدينة تورونتو.، بالإضافة إلى أكثر من 70 مديراً من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين الكنديين من القطاعين الحكومي والخاص.

من جهته، سلط سعادة الدكتور خالد عمر المدفع الضوء على سبل استفادة المؤسسات العاملة في مجال الإعلام من مرافق مدينة الشارقة للإعلام (شمس)، واستعرض خلال اللقاءات تفاصيل حول توفير (شمس) فرصاً استثمارية بارزة للشركات ورجال الأعمال الدوليين، تسهل عليهم تعزيز حضورهم الإعلامي والإبداعي في الشرق الأوسط.

وقال: "تتمتع الشركات العاملة في (شمس) بالاستقلال القانوني في أنظمة التراخيص والإعلام، فضلاً عن تمتعها بجميع مزايا المناطق الحرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كالتملك الكامل، وتضمن مرافقها العالمية أن الشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وفروع الشركات المتعددة الجنسيات يمكنها أن تستثمر في عملياتها الإعلامية معنا بكل ثقة".

وأضاف: "أصبحت (شمس) إحدى أبرز المناطق الحرة الحديثة والمتكاملة رقمياً في الشارقة، وتوفر للمستثمرين الكنديين فرصاً جديدة لاختيار أماكن وكيفية تأسيس أعمالهم والتوسع دولياً انطلاقاً من منطقتنا".

واستكمالاً لمجموعة الرؤى التي توفر مناخاً استثمارياً مناسباً وصديقاً للأعمال في الشارقة، عرض محمد جمعة المشرخ، على الحضور عرضاً تقديمياً لتوضيح أبرز الرؤى، وتناول عمليات الاستثمار، ومجموعة من المؤشرات، أهمها مؤشر مستويات ثقة المستثمرين تجاه الإمارة، وتضمن العرض أيضاً تفاصيل عن أداء السوق الممتاز في الشارقة بفضل تطور قطاعاتها الأربعة الرئيسة: السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والبيئة، والنقل والخدمات اللوجيستية.

وفي هذا الشأن، قال المشرخ: "تأتي مشاركتنا لمنتدى الأعمال العالمي بتورونتو في إطار رسالتنا ورؤيتنا الهادفة لمواصلة استضافة سلسلة من الاجتماعات التجارية القيمة مع كبار المسؤولين من جميع أنحاء العالم، وخاصة مع المسؤولين من القطاع الحكومي الكندي، حيث وفر لنا هذا الحدث فرصة كبيرة لتعزيز علاقتنا القوية القائمة مع كندا، بالإضافة إلى إطلاعهم على جميع التطورات الجديدة، فهذه الاجتماعات تلعب دوراً بارزاً بتعزيز الثقة وبناء العلاقات المشتركة، وهما من المتطلبات الأساسية لنجاح الأنشطة التجارية على المستوى الدولي".

واستندت مشاركة وفد الشارقة في دورة هذا العام من المنتدى العالمي للأعمال بتورونتو على اللقاءات الناجحة التي نظمتها (استثمر في الشارقة) مع وفود الأعمال الكندية الرفيعة مطلع فبراير من العام الجاري، ومن المتوقع أن يسهم هذا الحدث بتأسيس مشاريع تجارية جديدة مشتركة بين كندا والشارقة، وبتعزيز مساهمة إمارة الشارقة القوية في بناء وتوطيد العلاقات التجارية الشاملة بين كندا وإمارة الشارقة.

 شروق:

هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) هي هيئة حكومية مستقلة تُسهّل الشراكات وتربط المستثمرين مع الفرص المناسبة. وتسعى شروق إلى تعزيز الشارقة كوجهة استثمارية وتجارية وسياحية تلتزم بتحسين نوعية حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء، كما تسعى لتعزيز بيئة تنمو فيها الأعمال والأفكار وتزدهر. وتسعى شروق جاهدة منذ تأسيسها في عام 2009 لتشجيع الاستثمار في الشارقة من خلال اعتماد أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات التي تساعد على جذب المستثمرين من المنطقة ومن جميع أرجاء العالم.

 "استثمر في الشارقة":

يعتبر مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، التابع لحكومة الشارقة، المكتب المتخصص في ترويج الاستثمارات في الإمارة ومختلف المحافل المحلية والدولية. وتلتزم "استثمر في الشارقة" بتعزيز مكانة الإمارة وجهة استثمارية أولى في المنطقة، بالتزامن مع سعيها المستمر لأن تكون الإمارة واحدة من أفضل وجهات الجذب الاستثماري في العالم.

 مدينة الشارقة للإعلام (شمس):

تأسست مدينة الشارقة للإعلام بمرسوم صادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتهدف إلى تقديم بيئة قائمة على الابتكار تتيح المشاركة الإبداعية في القطاعات الإعلامية، والمساهمة في بناء مستقبل مستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة.