كشفت مصادر أمنية بالقاهرة، أن التنظيمات الجهادية المسلحة، ركزت خلال المرحلة الأخيرة على تجنيد النساء في صفوفها، داخل مصر، وذلك بهدف الاستفادة من تحركاتهن بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية، التي تحكم قبضتها على حركة العناصر التكفيرية.

وأشارت المصادر الأمنية لـ24، إلى أن النساء يمثلن المنفذ الآمن، لتوصيل الرسائل بين قيادات وعناصر التنظيمات المسلحة، ونقل الأسلحة بسهولة، كما يتم استخدامهن في خلايا الرصد والمتابعات، التي تعتبر المصدر المهم في جمع المعلومات التي بناء عليها يتم تنفيذ خطط العمليات المسلحة، فيما يخص الأشخاص والكيانات المستهدفة.

وأضافت المصادر الأمنية، أن قوات الأمن، عثرت خلال عمليات المداهمات والاقتحامات الأخيرة، أثناء القبض على العناصر التكفيرية، على وثائق هامة، تتعلق بطرق واستقطاب العناصر النسائية للتنظيمات التكفيرية المسلحة وتوظيفهن بالشكل الذي يخدم التكوينات الإرهابية، تحت لافتة الاستشهاد.

وأوضحت المصادر الأمنية، أن العمليات الإرهابية التي وقعت أخيراً في مصر، شهدت تطوراً ملحوظاً لمشاركة النساء في الدور الرئيسي لتنفيذ العمليات المسلحة، حيث هناك 5 قضايا كشفت مخطط لجوء التنظيم التكفيرية، لإشراك النساء في تنفيذ مخططها داخل القاهرة، واستخدامها كحلقة وصل لنقل التكليفات بين عناصر التنظيمات الإرهابية في الداخل والخارج، ومراقبة الطرق لتسهيل تحرك العناصر الخطرة من مكان لآخر بعيداً عن أعين رجال الأمن.

وأفادت المصادر الأمنية، أن أهم القضايا هي "تفجير الكنائس القبطية"، إضافة إلى اعترفات المتهمين في القضية رقم 502 والمعروفة إعلامياً بتنظيم "ولاية سيناء"، والمتهمين بتنفيذ أكثر من 17 عملية إرهابية، من بينها محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء أداء العمرة في الحرم المكي، من خلال اعترافات المتهم أحمد بيومي الطحاوي بعرض زوجته التي تعتنق نفس الأفكار التكفيرية، بالاشتراك في العملية من خلال ارتدائها حزام ناسف لتفجير نفسها، حتى تشغل قوات الأمن، على أن يبدأ باقي عناصر التنظيم في تنفيذ عملية اغتيال الرئيس السيسي. 

وأكدت المصادر الأمنية، أن أخطر الوثائق التي عثرت عليها، الأجهزة الأمنية، هي الرسالة التي كتبها أحد مرجعيات تنظيم"القاعدة"، يوسف العييري، عن أهمية مشاركة النساء ودرهن في الجهاد المسلح، تحت عنوان "دور النساء في جهاد الأعداء"، حيث قال فيها" "وسبب مخاطبتنا في هذه الورقات للمرأة هو ما رأيناه بأن المرأة إذا اقتنعت بأمر كانت أعظم حافز للرجال بأدائه، وإذا عارضت أمرا كانت من أعظم الموانع له". 

واستعرض العييري في رسالته المكون من 19 صفحة، سيرة نساء شاركن في القتال في أفغانستان والشيشان منهن "حواء بارييف" في الشيشان، و"أم عمر المكية" في أفغانستان التي قتلت خلف راجمة الصواريخ".

وأضافت الرسالة التحريضية للقاعدي، يوسف العييري "نريد منك أن تقتدي بنساء السلف في تحريضهن على الجهاد وإعدادهن له وفي صبرهن على هذا الطريق وفي شوقهن للمشاركة بكل شيء مقابل انتصار الإسلام. وإن رضيت بالدنية في دينك ورضيت بالذل والهوان لك ولأمتك، فإننا لا نملك لك ولا تكوني، ونقول لك اتق الله، ولكننا نحذرك من غضب الله ومن سخطه".