الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

35 عاما على المجزرة .. وصبرا لا زالت هوية عصرنا !!

  • 11:09 AM

  • 2017-09-16

د . عبد القادر فارس :

في مثل هذه الليلة قبل خمسة وثلاثين عاما كان مخيما صبرا وشاتيلا على أطراف عاصمة الموت بيروت , التي ما أن بدأت تستريح للتو من حرب استمرت 88 يوما شنتها اسرائيل على الجنوب اللبناني وصولا إلى بيروت عاصمة المقاومة , لاقتلاع قوات الثورة الفلسطينية من لبنان , على موعد مع الموت , حيث بدأت ملامح مجزرة بدأت تنفذ مع فجر اليوم السادس عشر سبتمبر( أيلول ) عام 1982 والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 من أيلول أسود جديد , بعد أن حاصرت وطوقت قوات الاحتلال بقيادة وزير الحرب آنذاك المقبور أرئيل شارون، ورئيس أركان جيشه الهالك رافائيل ايتان المخيمين ومنعت أي شخص فيهما من الخروج , بينما كانت قوات الحقد من جيش لبنان الجنوبي العميل والقوى الانعزالية من القوات اللبنانية والكتائب بدعم من القوات الكوماندوز الاسرائيلية تبدأ بالمجزرة بحق اللاجئين الآمنين في لبنان , وتعيث قتلا وتدميرا , حيث سقط خلالها عدد كبير من الشهداء في من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلال المجزرة لبنانيون، وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة , وكانت معظم الجثث التي تملأ شوارع المخيم من الأطفال والنساء, بعد غادر معظم الشباب والرجال مع قوات المقاومة الراحلة عن بيروت وفق اتفاق وقف اطلاق النار ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة , حيث نفذت المجزرة انتقاما من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار، الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلا وذبحا وبقرا للبطون.

لم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أول المجازر الاسرائيلية والعصابات الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا، ولن تكون آخرها بالتأكيد، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة في عام 1948، وخان يونس ورفح عام 1956, ومجزرة مخيم جنين في عام 2003 ، ومجازر غزة والتي كانت حرب 2104 آخرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، وهو ما شهده العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء.

وفي الذكرى نطالب كل مؤسسات الأمم المتحدة , ومحكمة الجنايات الدولية , ومؤسسات حقوق الانسان , ملاحقة القتلة والمجرمين ومحاكمتهم , على جرائم الابادة الجماعية في صبرا وشاتيلا , فهي جريمة لا تسقط بالتقادم , وسنبقى نردد قول أهلنا في صبرا وشاتيلا : ( لن نغفر ... ولن ننسى) .

كما سنبقى نردد نشيد صبرا بلسان شاعرنا الراحل محمود درويش :

صبرا هوية عصرنا إلى الأبد

رحل الرجال الى الرحيل..

والحرب نامت ليلتين صغيرتين،

وقدمت بيروت طاعتها..

وصارت عاصمة ليل طويل

يرصد الأحلام في صبرا،

وصبرا نائمة…

صبرا بقايا الكف في جسد القتيل

ودّعت فرسانها وزمانها..

واستسلمت للنوم من تعب،

ومن عرب رموها خلفهم !!

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات