الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

إحالة المخرج اللبناني زياد دويري على القضاء العسكري بتهمة التعامل مع اسرائيل

  • 01:54 AM

  • 2017-09-12

بيروت - " ريال ميديا ":

يعود المخرج اللبناني، زياد دويري، إلى الفن السابع من أوسع أبواب العالمية، وذلك مع أحدث أفلامه "القضية رقم 23" أو "الإهانة" بحسب عنوان الفيلم في نسخته الأوروبية، والذي أعلن أول من أمس عن فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي، التي كانت من نصيب الممثل الفلسطيني كامل الباشا، ولكن يبدو أن المسؤولين في لبنان كان لهم رأي آخر. 

حيث أوقفت السلطات اللبنانية في مطار بيروت الدولي مساء الاحد المخرج اللبناني - الفرنسي زياد دويري وأحالته على القضاء العسكري، كما أعلن المخرج لوكالة فرانس برس.

وقال دويري في اتصال مع الوكالة "لقد تم توقيفي في مطار بيروت حوالى ساعتين ونصف الساعة وأطلقوا سراحي بعدما حجزوا لي جوازي سفري الفرنسي واللبناني".

وأضاف "سأمثل عند التاسعة صباحا (الساعة السادسة ت غ) أمام المحكمة العسكرية وسيتم التحقيق معي بتهمة لا أعرفها، ولا أعرف من وراءها".

وتعذّر الحصول من الأمن العام اللبناني على معلومات دقيقة حول هذه المسألة.

وكان دويري وصل إلى مطار بيروت آتيا من باريس لحضور العرض الأول لفيلمه الجديد "قضية رقم 23" مساء الثلاثاء في العاصمة اللبنانية.

وأضاف المخرج "أنا مجروح جدا. أتيت إلى لبنان ومعي جائزة من مهرجان البندقية والأمن العام اللبناني سمح بعرض فيلمي. لا أعرف من وراء ما حصل. ثمة أذى في هذه المسألة وسنعرف غدا (الاثنين) في المحكمة من وراء هذه الدعوى".

وكان الممثل الفلسطيني كامل الباشا أحد أبطال فيلم دويري الأخير فاز مساء السبت بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي.

وكان ناشطون وصحافيون طالبوا دويري قبل أيام بـ"الاعتذار" عن تصويره في إسرائيل جزءا من فيلمه السابق "الصدمة" الذي منع عرضه في لبنان، معتبرين أن ذلك يصب في خانة "التطبيع" مع الدولة العبرية.

وقال أحد هؤلا الصحافي في جريدة الأخبار بيار أبي صعب في تغريدة على تويتر مساء الأحد "إن دويري أوقف في مطار بيروت بتهمة التعامل مع إسرائيل (...)".

وأثارت الحادثة موجة عارمة من الغضب والسخط في الأوساط الثقافية والسياسية اللبنانية، التي استنكرت هذه الواقعة جملة وتفصيلاً، لاسيما وأن السلطات اللبنانية سمحت لدويري بتصوير فيلمه الحالي في لبنان، لتقوم فجأة ودون سابق إنذار باعتقاله على قضية أخرى تعود إلى خمس سنوات ماضية، ورأى كثيرون ذلك مناقضاً للصورة التي يستحق أن يظهر عليها لبنان كبلد معروف بحرية التعبير، معتبرين أنه محاولة جديدة لقتل الحريات والإبداع. 

وأعرب نشطاء وإعلاميون ومثقفون عن رفضهم لهذا الإجراء التعسفي الذي يشكل "مفارقة محبطة ومؤلمة في بلد يهرب فيه مسؤولو الإرهاب وعناصر داعش دون محاسبة، بينما يتم مقابلة المبدعين والمفكرين بالأصفاد، كما عبر بعض المتابعين عن تخوّفهم من أن تكون عملية اعتقال دويري رسالة سياسية إلى جهات معينة على خلفيات لا علاقة لها لا بالسينما ولابالفن والإبداع، بل بتوظيف الفن والمبدعين واستغلالهم في خدمة أهداف وأجندات سياسية واضحة ولا تخفى على أحد.

وانشغل رواد التواصل الاجتماعي بهذه الواقعة حيث غرد أحدهم قائلاً: "كان من الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج زياد دويري العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمة " القضية رقم 23" من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم"، فيما كتب الاعلامي اللبناني ومقدم البرامج مارسيل غانم في حسابه في تويتر: " زياد دويري مخرج القضية رقم 23، صار هو القضية، في بلادي يلاحق المبدعون ويهرب الارهابيون".

وتأتي هذه الواقعة في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية احتقاناً متزايداً فيما يتعلق بالحريات العامة، حيث تردّت حالة الحريّات العامة في لبنان بشكلٍ كبير خلال السنوات الأخيرة، فازداد عدد الاستدعاءات والتوقيفات لنشطاء وصحافيين عبّروا عن آرائهم من خلال وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهو واقع يكاد يتحول إلى أمر طبيعي في بلد لطالما تفاخر بكونه نافذة الحرية والابداع في المنطقة العربية.

ورأى بعض المحليين السياسين أن السبب وارء تنامي ظاهرة القمع وتضييق الخناق على حريات الرأي والمبدعين يرجع إلى تنامي نفوذ حزب الله وهيمنته على الحياة السياسية والعامة، ومحاولته قمع أيّ صوت مخالف لتوجهاته، خصوصاً تورطه في الحرب السورية، والصفقات المشبوهة التي أجراها أخيراً مع تنظيم داعش الإرهابي وقبله مع جبهة النصرة، بوساطات قطرية غالباً، وهو ما دفع بعض المغردين إلى التعليق بالقول: "في لبنان يتم اعتقال مبدعين من أمثال زياد دويري، ويترك القتلة والمجرمون والإرهابيون يهربون و يمرحون بلا حساب"، وذلك بعد خبر نقل مسلحين من تنظيم داعش من لبنان وبحوزتهم مبلغ مالي كبير من الموارد النفطية إلى مدينة دير الزور في سوريا.

ولم يغفل البعض ذكر بعض الاجحافات الموجودة في القانون اللبناني ليؤكوا من خلالها أن واقعة اعتقال دويري، لا تتعلق بالقانون كما يلمح البعض لذلك ، حيث كتبت مغردة: "يفوت من يشهر مسألة خرق القانون من قبل زياد دويري أن الأمر ليس فقط قوانين، ففي قوانينا الكثير من التناقضات الني لا مجال لذكرها جميعاً".

وكان دويري صرّح أمس الأحد لقناة "العربية" قائلاً إنه تعرّض لأذى نفسي كبير، مستنكراً ما حدث خاصة بعد وافق الأمن اللبناني على عرض فيلمه وقام بترشيحه للفوز في مهرجان البندقية السينمائي. 

يذكر أن فيلم "القضية رقم 23" يتناول حالة الانقسام السياسي والطائفي في لبنان. يبدأ الفيلم بمشادة تقع بين طوني والذي يقوم بدوره عادل كرم المسيحي اليميني و ياسر (كامل الباشا) اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في لبنان في أحد أحياء بيروت، لتتحول إلى قضية رأي عام وتقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة، والتي يطرح فيها المخرج أسئلة على المستوى الفنى والدرامي ، وليس على المستوى السياسي والاجتماعي"، بحسب ما صرح المخرج زياد دويري سابقاً لرويترز.

وساهم المخرج اللباني زياد دويري بإضفاء طابع خاص وروحاً حقيقية للسينما وذلك خلال مجموعة من الأفلام ذات القيمة الجمالية والفنية والنصية الجيدة مثل فيلم "ويست بيروت" عام 1998، و"ليلى قالت" في 2004 و"الصدمة" في 2013. 

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات