وفي سياق البحث في مستقبل الجماعة في مصر، طرح شاهد حامد، زميل بارز لدى "مركز السياسة الخارجية لقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي"، وزميله ويليام ماكانتس، مدير قسم العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، مجموعة من الأسئلة على عشرة خبراء وباحثين بارزين في الحركات الإسلامية. وأجرى كل منهم دراسات مستفيضة عن الإخوان المسلمين وحركات تشكلت بإلهام من فكرهم في 12 بلداً. ونشر الباحثان خلاصة لقاءاتهما ضمن نشرة مركز بروكينغز للدراسات.

انقسامات داخلية
وحول سؤال عن احتمال حدوث انقسام كبير داخل تنظيم الإخوان المسلمين في أواخر 2020، أجاب معظم الخبراء والباحثين بأن الاختلاف يمهد عادة لحدوث انشقاقات وانقسامات داخل منظمات كبرى. وقال أحدهم: "يظهر لنا التاريخ أن جماعة الإخوان غالباً ما تعرضت لانقسامات في أوقات كانت عرضة لملاحقة وقمع" والحالة الراهنة ليست استثناء. ولكن ما يجعلها مختلفة، يعود إلى أن الأزمة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وتجاوزت ما عرف باسم "محنة الخمسينيات والستينيات".

فجوة بين الأجيال
ويلفت حامد وماكانتاس لما أشار إليه أحد الخبراء من "فجوة كبيرة بين الأجيال وسط الإخوان المسلمين، وخاصة في مصر والأردن"، فيما أشار آخر لـ" تنامي حالة الإحباط وخيبة الأمل لدى شباب الإخوان". وقال باحث: "في أعقاب خلع مرسي، يرى عدد من أعضاء الجيل الأصغر من أتباع الإخوان، حاجة لابتكار نهج جديد لممارسة العمل السياسي وبسط نفوذ الجماعة". ولكن مشاركاً آخر رأى احتمال بروز فصيل جديد عن الإخوان يكون معتمداً على القياديين الشباب.

خلافات إيديولوجية
ورأى بعض الباحثين احتمال استمرار الانقسامات الإيديولوجية بين صفوف الإخوان دون الحاجة بالضرورة لتشكيل تنظيمات متفرقة أخرى. وقالت باحثة: "إن اختار الساخطون على قيادات الإخوان الحفاظ على وحدة الصف، فقد يصبح تنظيم الإخوان المسلمين أكثر تعددية إيديولوجياً وأقل انضباطاً داخلياً". ولاحظت باحثة أخرى من خلال لقاءاتها مع أعضاء في الإخوان المسلمين وسواهم من الحركات الإسلامية في المنطقة أن هناك "خلافات كبيرة في الرأي وتجري محاولات لاتخاذ قرارات مصيرية ضمن معسكرات مختلفة".

انسحاب كلي
كما طرح الباحثون خياراً آخر يفيد باحتمال انسحاب أعضاء من التنظيم ومن العمل السياسي عامة. وسواء جاء الانسحاب بسبب خيبات أمل أو صعوبات في العيش، وسواها من الأسباب، فقد تدفع انقسامات داخلية بعض الأعضاء لترك الجماعة تماماً، سواء عبر هجر العمل السياسي أو تركيز نشاطاتهم ضمن تنظيمات أخرى، أو ضمن مؤسسات المجتمع المدني.

وكما ذكر باحث أن "الخطر الأكبر يكمن في مجرد الانسحاب من التنظيم. وأتوقع حدوث انشقاقات صغيرة وأخرى رفيعة المستوى (كما جرى مع حزب الوسط في التسعينيات)، ولكن لن تصل إلى درجة انسحاب قرابة ربع الأعضاء وإعادة تجميع أنفسهم ضمن تنظيم جديد".