الخميس 28 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي بين (الواقع والمأمول)

  • 00:38 AM

  • 2017-08-26

عمار البشيتي:

دون أدنى شك نجد الرؤية للواقع ليس بالمثالي, ولا يمكن أن يكون تحت قانون التصور الذاتي لكل فرد يقطن البلد, لما يحتويه من إشكاليات وتناقضات سياسية , أراء ورؤى تختلف مرجعياتها حسب معطيات الفكر الذي تنطلق منه أو الفكر الأخر, بعيداً عن انطلاق الرؤية للوضع الراهن والشعب دوما هو الضحية .

كأنهم لا يمتلكون رؤية  تشخيصية بما يدور على الساحة الفلسطينية , وحالة من الفراغ تسود بين المجتمع والعملية السياسية من جانب والتجاذبات على جميع الأصعدة من جانب .  

 وسط كل هذا نجد الواقع المرير الذي يفرض سوطه وجبروته على كاهل المواطن المغلوب على أمره في قطاع غزة فالوضع المعيشي الصعب واستمرار المعاناة وتراكم الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن والتي نهشت جلد الشيبة, وأجساد الشباب, وأنهكته الأزمات  المتفاقمة منها الفقر المتقع والبطالة المتفشية وأزمة الكهرباء وأزمة المياه وأزمة الصرف الصحي وغلاء الأسعار وإغلاق المعابر والحصار الخانق وشح الأدوية واستمرار إجراءات سلطة عباس وحكومته لخنق غزة والتي زادت الأمور سوئا وظلما وقهرا ..

حتى فقد الشعب صبره ولسان حاله يصرخ قائلا لن تبقى ولا تزر ، سيستوي الموت جوعا أو الموت بلا أمن سئمنا من مقولتكم يكفيكم سئمنا صراعاتكم وتصريحاتكم وحتى توصياتكم فبكل الحالات مصيرنا الموت أن استمر الوضع على ما هو عليه فالموت وأنا أدافع عن حقي وحق أولادي في العيش بكرامه أفضل من الموت كأرنب يوفر له صاحب الحظيرة الأمن من الثعالب.

بين هذا الضجيج والصراخ ومن تحت كل الركام شاهد المواطنون غي غزة  بصيص أمل وطرف ضوء وبريق يضيء في آخر هذا النفق المظلم  ربما ينير له  جانب الطريق المعتم  ..

هي اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي والتي جاءت استجابة وتلبية لنداء وصرخات غزة التي تحتضر وكانت نتيجة للتفاهمات المبرمة بين التيار الإصلاحي الديمقراطي لحركة فتح بقيادة دحلان مع حركة حماس.

إنه الحال في قطاع غزة الذي يفرض على كل وطني غيور وحريص ويمتلك الشعًور بالإنسانية وقادر على تقديم يد العون والمساعدة أن يتدخل لتقديم المساعدة وهذا ما دفع القيادي دحلان ومعه رفاق دربه أبو شمالة والمشهراوي أن يتناسوا كل الخلافات ويجنبوا كل التجاذبات خلف ظهورهم  ويبادروا  لتقديم ما يمكن تقديمه من أجل التخفيف عن  أبناء شعبنا في غزة من خلال هذه اللجنة .

 فصرخات الألم من الأطفال المرضى والفقراء والخريجين والمواطنين في غزة تستحق  التضحية وتستحق الابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة وتستحق الوقوف أمامها وتلبيةندائها وان كان بالقدر المستطاع والحد الأدنى ..

ولكن هل بإمكان لجنة التكافل حل كافة مشاكل قطاع غزة كما هو المأمول من المواطن فقد بات حديث الشارع كثيرا وأمله كبيرا بانفراجات عظيمة لغزة وكأنه وجد ضالته  أو وجد الحل السحري لكل هذه المشكلات ولا زالت الانفراجات قيد الانتظار ..

المواطن في غزة  يعي جيدا أن مشكلات قطاع غزة تحتاج سنوات من العمل وتحتاج دول لحلها ولكن أي جهد أو محاولة للتخفيف من عذابات الناس والوقوف الى جانبهم يجب أن يدعمه الجميع ويكون سندا له

وعلى الفلسطينيين أن يتداركوا أن الواقع ليس مفروشاً بالورد والزمرد, أنما هو عبارة عن متصارعاتً لشذاذ الأفاق ومصير يسير بنا الى المجهول المحتوم حال بقاء الوضع الراهن كما هو .

وتبقى المحاولة من شخص غير مسؤول أن يقف أمام كل هذه التحديات ويحاول جاهدا رفع الحصار وفتح المعابر وإدخال الأدوية وإدخال الوقود  وبحث حلول لأزمة الكهرباء والمياه ودعم العمال والفلاحين والخريجين ووضع برامج متتالية للتخفيف من معاناة الناس

تستحق منا جميعا دعمها وتأييدها والوقوف احتراما وتقديرا لمن يبذل كل هذه الجهود من أجل دعم وتعزيز صمود الناس والتخفيف من معاناتهم رغم كل المعيقات  وعلى رأسها لجنة التكافل الوطنية والاسلامية للتنمية تكافل بكافة أعضائها ورئيسها النائب ماجد أبو شمالة والتي رغم حداثة تأسيسها إلا أنها لامست هموم ومشاكل الناس  وقدمت خدماتها ومساعداتها لكافة فئات شعبنا في غزة  من عمال وطلبة وخريجين وجرحى واسر الشهداء والأسرى والمرضى والمتضررين ولا زالت  تقدم المشاريع وتدعم كافة القطاعات وأبرزها الصحة والتعليم بإشراف عربي مصري وإماراتي .

 وفي المقابل يشن بعض الواهمين والمستفيدين من الانقسام ومن بقاء الوضع الراهن في غزة هجوما على هذه اللجنة معتقدا أنها  تنافس عباس على سلطته في غزة أو على زعامته المهترئة .. فإن كان تقديم العون والمساعدة للناس منافسة لأحد فليتفضل الجميع لساحة المنافسة ويقدم ما يستطيع للتخفيف من معاناة الناس ويتحمل مسؤولياته ويقدم خدماته وليقل خيرا أو ليصمت  ولتبقى الكلمة الأولى والأخيرة للشعب .

 ولكن إن لم تستح أفعل ما شئت

رسالتي إلى كل مسؤول وكل صاحب نفوذ وكل من يستطيع تقديم يد العون لغزة ولكنه يتجاهل  كل هذه العذابات ويصمت على ذبح غزة وأبنائها وكل من يحاصر غزة ويتآمر على أهلها ويتاجر بمعاناتها ويتخلى عنها  .

والله سيسأل عن كل فقير جائع وكل طالب لم يجد عمل وكل مواطن حرق بالشموع لأنه لم يجد كهرباء وكل مريض لم يجد علاج ولم يستطيع السفر للعلاج وكل أرملة أطفالها يتضورون جوعا ،

أما من يحتاج غزة ويريد إعادة غزة فعليه أن يكسب أهلها وأن يساندهم ويعزز صمودهم ووجودهم ليكونو جنودا له في معركته لاستعادة غزة فان لم يكن هذا موقف منكم اتجاه شعبكم ، فمن ينتظر الشعب بعدكم . اكبحوأنفسكم أو احذروا الغضب الموجود في الشارع ، واثبتوا ولائكم لعامة الشعب وتوقفو عند مسئولياتكم أو اذهبوا واتركونا  واعلموا أن الشعب هو مصدر السلطات وشرعيتها ولا وصاية لأحد غير وصاية الشعب ولا حصانة لأحد إلا من الشعب وأن طريق العمل السياسي دائماً يتقبل أراء جمهور الشعب الذين يطمحون بحياة حرة وسعيدة وكريمة تؤمن لهم العيش البسيط ولم الشمل وإنهاء الإنقسام  بعيداً عن التناحرات والاستمرار بالحياة يكون طريقاً معبداً الى الدولة  .

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات