إف 5 نتوركس تستعرض مستقبل الأشياء القادرة على التفكير والمزامنة وتعزيز مزايا الربط والاتصال

دبي،- " ريال ميديا ":

استعرضت اليوم شركة F5 نتوركس مستقبل الأشياء القادرة على التفكير والمزامنة وتعزيز مزايا الربط والاتصال، فمع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي AI والتطبيقات الذكية التي تستطيع توظيف طرق حديثة لتغيير أساليب التفكير البشري الحالية، بات الوقت مناسباً لإعادة النظر في مستقبل التفكير البشري وتقييمه مرة أخرى.  

وقد أدى انتشار الأدوات المتطورة في عالمنا المادي من جهة وتقنيات العالم الافتراضي من جهة أخرى، إلى ظهور أساليب جديدة من التفكير الإبداعي، فقد شهدت المدن الذكية في جميع أنحاء العالم تطورات كبيرة من خلال تطبيق أنظمة متكاملة من الأجهزة المتصلة والبنى التحتية السحابية الذكية. كما أن العلوم الحديثة والمتطورة باتت تشكل فرصة كبيرة بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى الاستفادة من أحدث التطبيقات وأفضل الحلول السحابية الذكية. ومن المتوقع أن يتأثر السلوك البشري المستقبلي بالكثير من الابتكارات الحديثة في ميادين عدة مثل زراعة الأعضاء الذكية والمكونات التي تعزز من أداء الذاكرة بالإضافة إلى الأطراف الصناعية عالية الأداء، فضلاً عن التطورات التي تشهدها تقنيات القياسات الحيوية والأجهزة الذكية التي تشكل منصات مناسبة لجذب مطوري التطبيقات. إن ظهور مثل هذه التطورات والأفكار الإبداعية يمكن أن تضيف مزايا لا مثيل لها على المجتمعات التي باتت تعتمد بشكل أكبر على قدرات العقل الآلي على حساب التفكير البشري.  

كما ستعزز التطبيقات الحديثة من طريقة تواصلنا وستتيح لنا إمكانات عديدة لإطلاق العنان لخيالنا والوصول به إلى أبعاد جديدة، فهل يبدو ذلك أمراً صعب التصديق؟ إذاً لابد لنا من أن نلاحظ المزيج الجديد الذي يجمع بين الذكاء البيولوجي والذكاء الرقمي، والذي يشكل بدوره جزءاً كبيراً من مايُعرف بـ "هندسة المعرفة"، حيث يهدف هذا المزيج الذكي إلى إيجاد الحلول للمشاكل المعقدة بأساليب متناغمة مع الخبرات البشرية. وقد أطلق المبادر وصاحب الابتكارات المستقبلية إيلون ماسك Elon Musk مؤخراً شركة Neuralink وهي شركة ناشئة تهدف إلى تطوير التكنولوجيا التي يمكن من خلالها ربط الأدمغة البشرية بأجهزة الكمبيوتر. وهو الذي أشار مؤخراً بالقول: "إذا ما أراد البشر الاستمرار في إضافة المزيد من القيمة إلى الاقتصاد العالمي، فلا بد لهم من تعزيز قدراتهم بشكل أكبر وذلك من خلال الدمج بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي".  

التفكير على المدى الطويل: 

باعتبارنا متخصصين في قطاع الإنترنت وتقنياته، فإننا بحاجة إلى التفكير بشكل شامل وترتيب الأولويات وطرح الأسئلة الصحيحة بشكل دائم. فكيف يمكننا تطوير بنية تحتية سحابية توفر حرية أكبر في نقل التطبيقات الهامة واستخدامها بشكل أسهل والتعامل في ذات الوقت مع الهجمات الإلكترونية المتعلقة بانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي؟. هل نمتلك الحلول والمهارات المناسبة واللازمة للتعامل مع الواقع الافتراضي؟ وهل نموذج العمل الذي نمتلكه يمكن أن يواكب التطورات الكبيرة التي تشهدها تقنيات الذكاء الاصطناعي العالمية اليوم؟ هل قمت بالتأكد من كفاءة تطبيقاتك المستقبلية لضمان حماية سمعة شركتك على المدى الطويل والحفاظ على ولاء المواطنين الذين تتمحور حياتهم حول الإنترنت ويدركون أهمية البيانات.  

ومع تحقيق الاقتصاد الرقمي لمستويات متقدمة ومتطورة، بات من الضروري التفكير بوتيرة سريعة وتنفيذ الأعمال بطرق أكثر ذكاءاً والحفاظ على البيانات وحمايتها أيضاً. من المتوقع أن تتحول تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل إلى جزء أساسي وفعال من عملية تطوير الخدمات وإضافة المزيد من القيمة لها. وفي الوقت ذاته، الجميع يتجه اليوم نحو عصر جديد تتحكم فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بتنفيذ العمليات وإدارة حالات الطوارئ وإيجاد الحلول لها بشكل أوتوماتيكي والتعلم منها وأكثر من ذلك بكثير. كما أن التطبيقات في المستقبل لن تقتصر على أجهزة أو بنى سحابية محددة، بل ستكون جزءاً أساسياً من نظام متكامل من التكنولوجيا الفائقة وحلول البرمجيات المنتشرة في كل مكان. فضلاً عن استخدام البيانات السلوكية والاستفادة منها على نطاق واسع، فبعض شركات التأمين على سبيل المثال تعمل على تثبيت أجهزة استشعار على سيارات العملاء والاعتماد عليها لجمع معلومات عن سلوكياتهم وبالتالي تحديد سياساتها اتجاههم وأسعار خدماتها بحسب مهاراتهم في القيادة.  

 ومن المعروف أن الوصول إلى البيانات والتطبيقات الحساسة يعتبر أمراً أساسياً لسير حياتنا اليومية اليوم، بدءاً بالتطبيقات المصرفية وخدماتها عبر شبكة الإنترنت ومروراً بتطبيقات شراء السلع المتنوعة. ومن هذا المنطلق، ستكون القدرة على المصادقة على هوية أي شخص ضرورية للغاية لتحقيق أعلى مستويات الحماية للبيانات وبهذا ستتحول الهوية الرقمية إلى أهم الأصول المستقبلية وأكثرها قيمة.   

تطورات كبيرة تشهدها أجهزة الكمبيوتر على كافة المستويات، فهي بإمكانها التعلم ومحاكاة التصرفات البشرية، ويمكن لهذا الأجهزة أن تتكلم معنا باللغة العامية أيضاً ويمكنها التفاعل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتميز بها. كما أن القدرة على التعرف على ردود الفعل العاطفية تمكّن هذه الأجهزة من التفاعل والتواصل مع البشر بفعالية أكبر، وقد صُممت التطبيقات بالفعل للتعرف عليك عن قرب ومساعدتك على تنفيذ مهامك اليومية بفعالية أكبر. كما أن واجهات الاستخدام التي تم إضفاء الصفات البشرية عليها ستجعل من أصحاب الأعمال يهتمون بشكل أكبر بما تولد علاماتهم التجارية من مشاعر لدى الناس وكيفية تواصلهم معها أو حتى  الإندماج معهم حسياً. ومع إمكانية توفير التطبيقات الذكية بحسب الاحتياجات الشخصية بشكل أكبر، ستظهر استراتيجية تجارية جديدة يمكن من خلالها تعزيز الانتشار في الأسواق وزيادة تفاعل العملاء. لكن في المقابل، ستتكشف تحديات كبيرة بسبب هذه التطبيقات، حيث سيتمكن قراصنة الإنترنت من تعزيز قدراتهم على "إختراق الإنسان" وربما حتى "إختراق الدماغ البشري". لهذا يجب أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه التحديات.  

وتوفر تقنيات إنترنت الأشياء IoT اليوم مجموعة واسعة من الأدوات التي تتفاعل مع هوية رقمية محددة. بدءاً بالثلاجات الذكية التي تدير عادات الأكل الخاصة بك مروراً بالمنازل الذكية التي يمكنها أن تتكيف أوتوماتيكياً مع تفضيلات الحرارة والإضاءة التي تحددها بنفسك. تجربة الاستخدام الجديدة التي توفرها هذه الأدوات يمكننا في المستقبل القريب التحكم بها من خلال أدمغتنا بشكل مباشر وذلك من خلال استخدام تطبيقات ذكية محددة خصيصاً لذلك.  

الحرص على تنفيذ الخطط: 

حان الوقت لتحديد أفكارنا وتطلعاتنا المستقبلية، فنحن بصدد التحول إلى عصر جديد يسود فيه الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بقدرات ذكية خالصة قادرة على محاكاة طريقة التفكير البشري. نحن بحاجة إذاً إلى وضع الخطط المناسبة وتنفيذها للوصول إلى بيئة متكاملة تجمع بين قدرات التواصل عن بعد وتعزز من العمل المتناغم بين العقل الآلي والبشري. كما تشير التوقعات إلى أن نماذج الأعمال القائمة على المعلومات الثابتة والبنى التحتية السحابية سوف تواجه المزيد من التحديات، حيث ستحتاج الشركات إلى قدر أكبر من المرونة والحرية للتكيف مع تطورات التطبيقات الذكية التي تهدف إلى تلبية الأنماط السلوكية المتطورة لمستخدمي شبكة الإنترنت. وستلعب التطبيقات دوراً محورياً في حماية قيمة العلامات التجارية وتنفيذ عمليات تبادل البيانات مع العملاء ما يجعلها الشكل الجديد من العملات التجارية.