الخميس 28 مارس 2024
العملة | سعر الشراء | سعر البيع |
---|---|---|
الدولار الامـريكي | 3.78 | 3.8 |
الدينــار الأردنــــي | 5.35 | 5.37 |
الـــيــــــــــــــــــــــــورو | 3.04 | 4.06 |
الجـنيـه المـصــري | 0.1 | 0.12 |
د . ابراهيم ابراش :
تدهور الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ،ومكابرة حركة حماس وعدم اعترافها بخطئها وعدم وجود مؤشرات على إمكانية تخليها عن السلطة ،وعجز وارتباك السلطة وعدم وضوح الهدف من إجراءاتها المالية العقابية لقطاع غزة وهي القرارات التي أدت من حيث يدري متخذوها أو لا يدرون إلى الدفع نحو الانفصال عن غزة... كل ذلك يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل قطاع غزة ومصير القضية الفلسطينية بشكل عام .
لا نسقط نهائيا حسن النية عند الأطراف الثلاثة وخصوصا بشأن التخفيف من معاناة قطاع غزة ، ولكن ،ولأن قطاع غزة ليس فلسطين بل جزءا من فلسطين ، ولأن لفلسطين عنوان معروف وهو منظمة التحرير ورئيسها ،ولأن السياسة ليست منظومة أخلاقية وإنسانية بل منظومة مصالح وموازين قوى وصراع على السلطة ، ولأن تفاهمات حماس - دحلان –مصر لا تؤسَس على أية أرضية استراتيجية ولا على الثقة المتبادلة ولا على توافق وطني فلسطيني ،بل محاولة من كل طرف لتحقيق أهدافه الخاصة التي هي في المحصلة متعارضة كليا مع بعضها البعض ،لكل ذلك فإن هذه التفاهمات أقرب للمسكنات وبيع الوهم مما هي حلول جذرية ، والخشية من المنزلقات السياسية الخطيرة التي قد تترتب بقصد أو بدون قصد عن هذه التفاهمات ، كانفصال قطاع غزة نهائيا عن السلطة ومنظمة التحرير ،ودخول قطاع غزة في فوضى الفتنة والحرب الأهلية وضرب الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
توجه حركة حماس نحو دحلان بدلا من الرئيس أبو مازن لا يعود لأسباب لها علاقة بالبرنامج والرؤية السياسية ،فمحمد دحلان ليس أقرب من الرئيس أبو مازن لحماس فيما يتعلق ببرنامج المقاومة ، كما أنه ليس أقل شهوة للسلطة وحكم غزة من الرئيس أبو مازن . كما أن مراوحة حركة حماس وترددها ما بين محور (مصر ،السعودية ،الإمارات ،البحرين ) ومحور (قطر ،تركيا ،إيران) لا يعود لاعتبارات سياسية وأيديولوجية ، بل هي المفاضلة بين أي من المحورين قادر على الحفاظ على سلطة حماس في قطاع غزة وفك الحصار المفروض عليها وعلى القطاع .لذا فإن لكل طرف أهداف سياسية تراوده دون الإفصاح عنها جميعا ،و نعتقد أن كل طرف يعرف النوايا الحقيقية للآخر ولكنه يغامر بتجربة يأمل أن يحقق من خلالها بعض المكاسب أو على الأقل تقليل خسائره المتوقعة .
حركة حماس تسعى من خلال تقربها من محمد دحلان ومصر لتحقيق عدة أهداف :
أما محمد دحلان فإنه وإن كان يلتقي مع حركة حماس في معاداة الرئيس أبو مازن وفي بعض القضايا التفصيلية ،إلا أنه يختلف معها استراتيجيا ،مما يجعل شهر عسل زواج المتعة بين الطرفين قصير جدا –هذا إن حدث زواج أصلا - ، وذلك للأسباب التالية :
أما بالنسبة لمصر فإن دوافعها و أهدافها ذات طبيعة مختلفة ،ويمكن تلخيصها كما يلي :
لا نريد أن نبدد الفرحة والأمل عند البعض ولو على مستوى تحسين طفيف لحالة الحصار -وقد رأينا كيف تبددت الفرحة بدخول السولار المصري سريعا حيث تفاقمت مشكلة الكهرباء بدلا من حلها وغاب أي حديث عن فتح معبر رفح - كما لا نروم ترويج اليأس أو التشكيك بأحد ،فحركة حماس جزء من الشعب الفلسطيني وفصيل فلسطيني من حقه المشاركة في الحياة السياسية ،ومحمد دحلان عضو مجلس تشريعي منتخب وله حضوره في قطاع غزة ،ومصر دولة كبيرة وجارة ومن حقها الحفاظ على أمنها القومي .
كان من الممكن إيجاد حلول لمشاكل قطاع غزة حتى في ظل واقع الانقسام لو أن التفاهمات حول حل مشاكل غزة كانت في الإطار الوطني الشامل ، لو حدث ذلك لكان قطاع غزة المكان المناسب لاحتضان كل المؤسسات الوطنية وخصوصا منظمة التحرير ، والمكان الأكثر تأهيلا لاستنهاض المشروع الوطني والحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية .
ولكن ولأن الأمور تسير خارج الوفاق الوطني والتوافق العربي ،فإن ما نخشاه أن التفاهمات الأخيرة بين حماس ودحلان لا تشكل مخرجا ناجحا أو وطنيا ،وقد تؤدي لفصل قطاع غزة نهائيا واشتعال فتنة ومواجهات حتى بين أطراف تفاهمات القاهرة ،وستؤجج إسرائيل هذه الفوضى في حال قررت إنهاء وجود السلطة في الضفة الغربية أو إقدامها على ضم الضفة أو أجزاء كبيرة منها ،بحيث يبقى قطاع غزة هو الجزء الوحيد المتاح للفلسطينيين ليحكموه ،وقد يصبح قطاع غزة بحدوده الحالة أو الموسعة جزءا من تسوية (الصفقة الكبرى) التي يجري الحديث حولها.
الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "
2023-05-21 | 17:12 PM
صور ثلاثية الأبعاد لحطام تيتانيك تحاول البحث في ظروف غرقها