الثلاثاء 23 ابريل 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

فلنتخلص من السلطة

  • 01:20 AM

  • 2017-07-14

حافظ البرغوثي:

سائق الأجرة في عمان يقود سيارة قديمة بلا تكييف وهو ذو لحية بيضاء مجعدة وقصيرة ليست للتكسب الديني كما يفعل الكثير من السائقين بإطالة اللحى ووضع اشرطة الأدعية  في سياراتهم حتى يتفادوا اعادة الباقي للركاب  مكتفين بالقول سامحيني ، رحب  السائق بي في سيارته فرددت التحية عليه وطلبت مقصدي فقال اظنك من "غربا  " فقلت نعم فسارع للقول " الن تكبوا السلطة عندكم وتتخلصوا منها! فقلت صحيح يجب التخلص منها  ولكن هناك مشكلة صغيرة قال ماهي ؟ قلت ان السلطة   تدفع رواتب شهرية لقرابة  170 الف موظف وعامل ومتقاعد بشكل مباشر وتشغل عشرات الالوف بشكل غير مباشر، صمت الرجل وعاد يقول وماذا ايضا ؟ 

قلت انها تعالج المرضى شبه مجانا في المستشفيات اذا كان لديك تأمين صحي بسيط حتى لو لم تكن موظفا رسميا وترسل الحالات الصعبة الى الاردن او مصر او اسرائيل مهما كلف العلاج   وتقدم الأدوية ايضا. 

رد الرجل هل تمزح ! قلت لا والله هذا الواقع  اليس لك اقارب في الضفة لتسألهم    !   فقال : لي في اريحا انا كنت في اريحا وكان لدى والدي سيارة نص نقل وفي حرب 67 وضعنا في سيارته وتوجهنا الى عمان  وما زلت هنا. وأضفت ان السلطة  تقدم مساعدات اجتماعية لقرابة اربعين الف عائلة بمعدل 140 دينارا شهريا.  كان السائق يضرب كفيه بالمقود  وكأنه لا يصدق  واردفت قائلا  كما انه مع قدوم السلطة  عاد الى الضفة وغزة عبر السنين قرابة 350 الف لاجيء وربما اكثر .

 فقال السائق اظنك مطلع لأنك تحكي بالأرقام يا استاذ.  ولما وصلت الى مقصدي ونقدته الأجرة قال   لماذا نسمع كلاما غير هذا دوما  ؟ فقلت لأنك لا  تسأل مثل غيرك بل تسمع الأقاويل وتصريحات الغضنفر بن شداد وابوالجماجم وغيرهما من دهاقنة السفسطة اللفظية ، فرد بقوله وما رأي الناس! قلت انهم صابرون والأغلبية تفضل الموت تحت انقاض منازلها على الرحيل ، فقال ونعم الشعب يا استاذ  لقد ارحتني  لأن شعبنا حي وجعلتني   اتمنى لو لم يكن لوالدي سيارة  نص نقل لما هاجرنا  بل جعلتني  أكاد أسب والدي  رحمه الله.

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات