الجمعة 29 مارس 2024

  • أسعار العملات
    العملة سعر الشراء سعر البيع
    الدولار الامـريكي 3.78 3.8
    الدينــار الأردنــــي 5.35 5.37
    الـــيــــــــــــــــــــــــورو 3.04 4.06
    الجـنيـه المـصــري 0.1 0.12

استخف قومه فأطاعوه

  • 04:25 AM

  • 2017-07-04

ابراهيم ابو النجا :

هذه كلمات ذات مغزى كبير ... فقد وردت في قرآننا الكريم بحق الطاغية فرعون مصر ، حيث كان يتعامل مع قومه بأنهم رعاع ، ولا يملكون من أمرهم شيئاً إلى حد أنه كان يقول لهم : أليست هذه لي ؟ وكان يقصد كل ما على أرض مصر من قلاع ، وأراضي ، وأنهار وصروح حتى أنه طلب من وزيره هامان .. أن يبنى له صرحاً أو هرماً يرقى به ليرى رب موسى عليه السلام " أستغفرك ربنا " واعتمد في هيمنته الى وسيلة أبهرت قومه وهم مجموعة السحرة الذين يأتون بسحر عظيم وإفك كبير ، وهذا ما لجأ إليه فرعون عندما استدعاهم ليلقوا بعصيهم وحبالهم لمواجهة وإرهاب سيدنا موسى عليه السلام ، واتفقوا على موعد يوم الزينة وضحى حشد فرعون قومه وسحرته ، فطلب منه سيدنا موسى أن يلقوا ما هم ملقون وخيل إليه وللقوم أنها حيّاتٌ تسعى .. أوجس سيدنا موسى عليه السلام خيفةً فأمره الله سبحانه وتعالى أن يلقى عصاه .. فألقاها فإذا بها تلقف كل إفكهم .. فبهت  الذي كفر ، وسجد بعض السحرة تائبين معلنين إيمانهم بموسى ورب موسى .. فعاقبهم فرعون بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنه لم يأذن لهم ولكن لم يعبأوا بكلامه لأنهم يعرفون أنه سحرُ وبهتانُ وكفر وإشراك بالله سبحانه وتعالى .

كانت النتيجة أن نجّا الله موسى وقومه وأغرق فرعون وملأه ، القصة معروفة في قرآننا الكريم وقد يسأل سائل : وما علاقة ذلك بحالتنا اليوم ؟ أوجه الشبه كبيرة .. أليس على رأس أمتنا أكثر من فرعون ؟ ألم يغيّب هؤلاء أهل العلم والمعرفة والحريصين وقرّبوا منهم أشباه هامان ، وقارون .. ناصحين ومرشدين ومخططين ومزينين لهم سوء أعمالهم ؟

ألا نرى ونسمع المزمرين والمطبلين وبطانات السوء ما جعل بعض قادة الامة أسرى لأفكارهم التي تُملى عليهم من جهات خارجية .. هؤلاء ... حلّوا محل مؤسسات التخطيط .. والرقابة .. والسلطات التشريعية على اختلاف مسمياتها فأصبحت القرارات نافذة  وعلى الشعوب أن لا تمارس أي حق من حقوقها .. فهي ممثلة بحكوماتها وأحزابها وجمعياتها وتعتقد أن قضاياها في أيد أمينة ثم ما تلبث ان تشعر انه " سقط في يدها " عفواً البعض يقول " أسقط " وهذا خطأ شائع فلا تعودوا لتكراره إذا سمحتم .. وبعدها تشعر بالندم والحسرة وتدفع الثمن .. بعد ان تغرق بلدانهم وتغوص في أتون النكبات والتبعية وسياسة الاحتواء .. وفقدان استقلالية القرار .

وعودة إلى فرعون فقد غرق ونجا قومه .. واليوم هل القوم سينجون ويغرق فراعنة العصر ؟

الملامح والنتائج والقراءات لا تعطي إلا نتيجة واحدة وهي أن الفراعنة سينجون وأن الأقوام سيغرقون .

فيا أيها الغيارى من : أحزاب وطنية ، وقومية ، وبرلمانات ، ومؤسسات مجتمعية ، وشخصيات اعتبارية صاحبة الرؤيا السديدة .

أيها المناضلون : أصحاب المصلحة الحقيقية في أوطانهم .. ( قفوهم فإنهم مسئولون ) .. واحذروا يوماً تحاسبكم شعوبكم لأن الشعوب بحاجة الى طليعة تقودها .

اجعلوا من انفسكم الطليعة لشعوبكم وأمتكم التي تتكالب عليها الأمم الطاغية ولا همّ لها إلا نهبها ونكبتها وإعادة تقسيم أوطانها إلى كيانات ودويلات طائفية فما ينتظر أوطانكم مؤامرة كبرى.

ورسالتنا إلى شعوب أمتنا ... حذار من استخفاف حكامكم بكم لأنكم إذا أطعتموهم فإنهم سيستخفونكم ، وإذا استخفوكم أضاعوكم .

نسأل الله أن يسلم اوطاننا وأن يستيقظ حكام أمتنا وأن يربطوا مصيرهم بمصير شعوبهم .. لا ان يفكروا فقط بالنجاة وليكن الطوفان بعدها .

 أللهم قد بلغنا ... أللهم فاشهد

الآراء المطروحة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة أنها تعبر عن الموقف الرسمي لموقع " ريال ميديا "

اقرأ المزيد

تحقيقات وتقارير

ثقافة وفن

مساحة اعلانية

آراء ومقالات

منوعات