فناديتهُ نداءً خفياً :..قصيدة للشاعرة السورية/ فوزية أوزدمير

فوزية أوزدمير*:

يا سيد الصرح المُمردّ
وثلج مثل رقراق السراب
صادفتك تتهادى
بين ضلوعي 
كأسراب القطا
كأحلام الكرى 
كالخمر المذاب 
محلاة بالعذوبة 
من المَن المعطر بالندى 
وحلو الشراب 
كقطع سحب تذوب
في ضوء الشمس 
طوى في شفتيّ ..
تغني بألحان الصبا 
في سحرٍ ودلال 
أنا لك ، 
فلا ترجعني إليّ
أعاقر الخمر ظمأى
من بين شفتيك .. 
إلى القبلِ الآثيمةِ عذبة 
خجلى ، صريعة ، نشوة 
وجنون أحلامي 
برشفة الأعناب ثكلى 
فيضمّها عريانة مقرورة
تحوك الآلهة نسياً منسى 
مشدوهاً ، مُدلّهاً
كأنّني خيط بخور 
كان مُعلّقاً..
بالركن الأيمن 
نيران بنيران ،
متولهاً
لو أنّ خدّيها إليّ وثغرها
لقطفتُ ورودها ، 
المُعبأة في زجاجات 
عطر عتقها دون إعنات 
ومن عنّاب
غابة من نسوة رغبة ودعاب 
أسمو بخاطرتي 
كيما أنمّقها في عذب أبيات
استرقتُ النظر وتأملت 
وأحسستُ بالغيرة 
وبعد تيهٍ طويلٍ في العماء
بدى لي كخيوطِ دخانٍ
تتشكل داخل رأسي
كأنه الانبعاث فيّ 
خرساء أُصلي لتظل حبيبي 
شاهت ملامحه ، وتاهت بداخلي 
لماذا يحط المساء بنظرتك الآسرة ؟
وتتصعّد من أقصى 
مواطن فراغي ، وأحلكها ،
فيسيل قلبي بين الضلوع

*شاعرة سورية: